Dubai Digital Authority - هيئة دبي الرقمية

Contrast

Use toggle below to switch the contrast

Contrast

Read Speaker

Listen to the content of the page by clicking play on Listen

screen reader button

Text Size

Use the buttons below to increase or decrease the text size

A-
A
A+

ًالابتكار أولا

تركز دولة الإمارات العربية المتحدة بثبات على دعم الابتكار كحجر أساس للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

تحتفي الإمارات في كل عام بشهر فبراير كشهر للابتكار، الذي يضمّ أكثر من 1000 فعالية تقام في جميع أنحاء البلاد، ومنذ إطلاق أسبوع الإمارات للابتكار عام 2015 ، أصبح أحد أكبر مهرجانات الابتكار على مستوى العالم، ويمثل الجهود المتكاملة والمتضافرة المقدمة من الحكومة والقطاع الخاص والأفراد للمساعدة على بناء ثقافة الابتكار على نطاق واسع في دولة الإمارات.

تجلى هذا التركيز بوضوح في القمة العالمية للحكومات 2019 التي انعقدت فعالياتها على مدى ثلاثة أيام من 10 - 12 فبراير، في مدينة جميرا بدبي، وتعدّ القمة العالمية للحكومات منصة دولية مخصصة لتشكيل مستقبل الحكومات حول العالم.

سنوياً، تضع القمة برنامجاً للجيل القادم من الحكومات، مع التركيز على كيفية تسخير الابتكار والتقنية وتوظيفهما في حل التحديات الدولية التي تواجه البشرية. وقد استطاعت الدورة السابعة من هذه الفعالية المهمة جمع أكثر من 4000 مشارك من 140 دولة، من ضمنهم رؤساء دول وحكومات، بالإضافة إلى ممثلين رفيعي المستوى ل ثلاثين منظمة دولية.

وألقى سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ولي عهد دبي، كلمة عبر الهولوغرام في القمة العالمية للحكومات 2019 قال فيها: إنه يتوجب على مدن المستقبل أن تقدم 80 % من الخدمات كافة لمواطنيها خلال عشرين دقيقة. كما أشارت القمة أيضاً إلى سعي إمارة دبي لأن تصبح مدينة مركبات من دون سائقين خلال خمسين عاماً. فيما أشارت السيدة كريستين لاغارد، مدير عام صندوق النقد الدولي إلى أن الذكاء الاصطناعي سيعيد، بشكل كبير ومؤثر، تشكيل الوظائف المستقبلية والذكاء البشري. وخاطب البابا فرانسيس القمة عبر بث حي بالفيديو، وأثنى على أهمية دولة الإمارات العربية في بدء فصل تاريخي جديد في عالم حديث ومتسامح.

لطالما أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة أن الابتكار هو حجر الأساس في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وهذا ما يتّسق بقوة مع توجه البلاد في سعيها لتحقيق الاقتصاد القائم على المعرفة، واغتنام الفرص التي تقدمها الثورة الصناعية الرابعة، مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والمركبات ذاتية القيادة، والطباعة ثلاثية الأبعاد وتكنولوجيا النانو.

ومثل العديد من الدول، فقد طورت الإمارات استراتيجيات وأطر أعمال ابتكار وطنية. ففي سبتمبر 2017 ، أطلقت الحكومة الإماراتية استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة للثورة الصناعية الرابعة. كما أطلقت استراتيجية الابتكار الوطنية في 2014 وتبعتها الاستراتيجية الوطنية للابتكار المتقدم في 2018.

ومن المشاريع الأخرى التي تحقق التغيير الانتقالي في اقتصاد الإمارات مشروع رؤية الإمارات 2021 ، الذي أطلقه عام 2010 صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. ويعدّ الابتكار ركيزة أساسية من «متحدون في المعرفة » في رؤية الإمارات 2021 ، التي تركز على الإماراتيين المبدعين الذين سيبنون اقتصاداً تنافسياً. وفي 2015 ، احتفت الدولة بعام الابتكار، وأطلقت فعاليات الدورة الأولى من أسبوع الإمارات للابتكار. وبعد نجاحه في عام 2016 ، بات موسّعاً ليصبح شهر الإمارات للابتكار. ويعدّ التعليم الابتكاري أساسياً في تعزيز موقع دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز عالمي للثورة الصناعية الرابعة، وزيادة مساهمتها في الاقتصاد الوطني. وهذا المبدأ يحظى بدعم السياسة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار التي أطلقت عام 2015 بميزانية تفوق 300 بليون درهم.

بهدف تمكين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 5 - 35 عاماً للانخراط بفاعلية ضمن الثورة الرقمية، فقد أعلن مؤخراً بأن معارض «بالعلوم نفكّر » ستتوسع للوصول إلى جميع أرجاء دولة الإمارات العربية المتحدة. وتقام تلك المعارض بتنظيم من مؤسسة الإمارات، بالمشاركة مع وزارة التربية والتعليم ودائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، برعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات.

وتقول سعادة ميثاء الحبسي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات: «لم يكن التزامنا برعاية العلوم والابتكار في الدولة، بالاتساق مع السياسة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، التي تبناها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أقوى مما هو عليه الآن. ويسعدني بهذا أن أعلن أننا سنوسع منصة «بالعلوم نفكّر » هذا العام وسننقل المنافسة إلى جميع أرجاء الدولة لاكتشاف وتشجيع المواهب العلمية الشابة في البلاد».

بعد انطلاقه في جامعة زايد بدبي وجامعة خليفة بأبوظبي خلال شهر الابتكار، يزور معرض «بالعلوم نفكّر » مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك في 3 مارس. ثم يتجه في 10 مارس إلى مركز رأس الخيمة للمعارض، ومجمع زايد الرياضي بالفجيرة يوم 17 مارس وجامعة عجمان في 21 مارس.

«لم يكن التزامنا برعاية العلوم
والابتكار في الدولة، بالاتساق مع
السياسة العليا للعلوم والتكنولوجيا
والابتكار، أقوى مما هو عليه الآن »
سعادة ميثاء الحبسي، الرئيس التنفيذي
لمؤسسة الإمارات

ومن الأقسام التي تتسم بأهمية كبيرة في معرض بالعلوم نفكّر، «منصة رواد الأعمال الواعدين في مجال العلوم والتكنولوجيا »، التي أنشأتها مؤسسة الإمارات في العام الماضي. وهي تمكن المشاركين في «بالعلوم نفكّر » من عرض مشاريعهم والتواصل مع شركاء المؤسسة من القطاعين العام والخاص للوصول إلى فرص محتملة لتبني الأفكار واحتضانها وتمويلها.

وتوضح سعادة ميثاء الحبسي: «يدور برنامج بالعلوم نفكّر حول بناء علماء، ومبتكرين ورواد أعمال المستقبل وتوصيل الشباب إلى الفرص. وسيساعدهم القطاع الخاص على تنمية طوحاتهم مما سيمكننا، من خلال العمل المشترك مع قطاع التربية والتعليم، من رفع عدد الشبان الذين يدرسون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والباحثين عن مهن ضمن السياسة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار».

وتقوم مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بالعديد من المبادرات التي تدعم الابتكار والإبداع وتعزز صناعة المعرفة ونشرها.

كما تصادف هذا العام الدورة الخامسة التي يقام فيها متحف نوبل في دبي تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة. ويركز المتحف، الذي افتتح في 3 فبراير ويستمر إلى 30 مارس، على جائزة نوبل في الأدب تحت شعار «عوالم مشتركة .» يقول سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: «يشجع المتحف السنوي الشباب على تبني الابتكار والإبداع والمساهمة كلاعبين نشطين في تنمية مجتمعاتهم وكجزء من صناعة المعرفة».

في العام الماضي، نظمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ملتقى العرب للابتكار ليوافق شهر الإمارات للابتكار، الذي يقدم منصة للخبراء، والمستثمرين، والمتحدثين، والشركات الوطنية والدولية للاجتماع، بغية عرض الابتكارات ومناقشة نقاط الاهتمام وطرق التعاون المستقبلي.

وكجزء من مهمتها، تنظم مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة قمة المعرفة السنوية، التي عقدت دورتها الخامسة يومي 5 و 6 ديسمبر من العام الماضي تحت شعار «الشباب ومستقبل اقتصاد المعرفة »، وتواكب رؤية الإمارات 2021 لبناء اقتصاد تنافسي، بالإضافة إلى الأجندة الوطنية للشباب في دولة الإمارات، فيما ركزت الدورة السابقة على الثورة الصناعية الرابعة.

كما تنشر مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مؤشر المعرفة العالمي السنوي - كجزء من مشروع المعرفة العربي - الذي يسعى إلى تقديم أداة موضوعية ودقيقة ترصد حالة المعرفة في العالم، إضافة إلى الفرص والتحديات المتعلقة باكتساب المعرفة، وقد غطى المؤشر في العام الماضي 195 دولة.

في تقرير مؤشر الابتكار العالمي لعام
2018 ، جاءت دولة الإمارات في المرتبة
الأولى في العالم العربي، كما أظهرت
الدولة زيادة في مخرجات الابتكار

وتعدّ مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة إحدى الهيئات العديدة التي تلعب دوراً حيوياً في نشر المعرفة وثقافة الابتكار على نطاق واسع في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذه الجهود المتضافرة مجتمعة لها تأثير واضح.

في تقرير مؤشر الابتكار العالمي لعام 2018 ، جاءت دولة الإمارات في المرتبة الأولى في العالم العربي، وفي المرتبة ال 38 عالمياً وال 24 في مؤشر مدخلات الابتكار. إضافة إلى ذلك، أظهرت الدولة زيادة في مخرجات الابتكار، فارتقت من المرتبة ال 56 في عام 2017 إلى المرتبة ال 54 . يعكس هذا التصنيف الإيجابي في التقارير والمؤشرات التحسينات المهمة الحاصلة في مخرجات المعرفة والتكنولوجيا، وتطور مجال الأعمال، وتطور الأسواق والبنية التحتية. وهذا إضافة إلى أن معدل النمو البالغ 10 % الذي تحقق في العام الماضي كان واحداً من أعلى معدلات النمو المتحققة بين الدول على مؤشر الابتكار العالمي.

بحلول عام 2021 ، تهدف دولة الإمارات العربية المتحدة لأن تكون بين أول عشر دول في العالم من ناحية الابتكار. وبفضل استراتيجيات الابتكار الوطنية، وفعاليات مثل شهر الإمارات للابتكار وجهود المؤسسات مثل مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، فإن الهدف، بالتأكيد، قابل للتحقيق.