تحدي الأمية

خبراء يدعون أن يكون التعلم مدى الحياة مطلباً دولياً إلزامياً استراتيجيات وتوجّهات تعلّم وتعليم الكبار ضمن نقاشات "ملتقى تحدي الأمية"

25 فبراير 2020

ناقشت جلسات "ملتقى تحدي الأمية" الذي نظّمته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في دبي، التوجُّهات والاستراتيجيات المعاصرة في تعليم وتعلُّم الكبار، وشارك في الجلسة النقاشية كل من حجازي إدريس إبراهيم، الأخصائي الإقليمي لبرامج التربية الأساسية، وسماح شلبي، أخصائية الرصد والتقييم في معهد اليونسكو للتعلُّم مدى الحياة، والهاشمي بن حبيب عرضاوي، القائم بأعمال المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).

وأكد حجازي إدريس أهمية الدور التمكيني لتعلم الكبار، الذي يساعد المتعلم على العيش، مع ضرورة أن يكون التعلم مدى الحياة مطلباً إلزامياً دولياً، وأن تصل مرحلة التعلم إلى القدرة على الفهم والتحليل ونقل المعرفة للآخرين. وأوضح النقاط التي يجب التركيز عليها في تعليم الكبار، والتي تتمثل في اكتساب المهارات المهنية والحياتية والوطنية، والتأكد من مستوى مقدم التعليم، وهو المعلِّم، وتأهيله بشكل جيد.

وأشار إدريس أن المنطقة العربية حققت إنجازات لا بد من ذكرها في مجال تعليم وتعلّم الكبار، وتكمن في الاهتمام المتزايد بالتعليم المهني، وتنوع برامج تعليم الكبار، مع استخدام وسائط متعددة في هذه البرامج، والتوجه نحو التعليم المفتوح، إلى جانب إطلاق مبادرات إبداعية تساعد في التعلم مدى الحياة، ومن أبرزها العقد العربي وتحدي الأمية.

من جهتها، استعرضت سماح شلبي نتائج التقرير العالمي الرابع بشأن تعلّم الكبار وتعليمهم لمعهد اليونسكو للتعلُّم مدى الحياة، والذي شارك فيه 159 دولة من بينهم 18 دولة عربية في الفترة من 2015 وحتى 2018، حيث يتم نشر التقرير كل ثلاث سنوات. ويرصد أنشطة تعلم الكبار وتعليمهم من 5 محاور وهي: السياسات، الجودة، الحوكمة، التمويل والمشاركة.

وقالت: إن مخرجات التقرير ذكرت أن المشاركة في تعلّم وتعليم الكبار غير متساوية، ولم تسجل تطورات بشأن القدرة على الوصول إلى الفئات الرئيسة المستهدفة، كما أن ضعف توافر البيانات، يشكل عائقاً رئيساً للتصدي لأوجه عدم المساواة في المشاركة بتعلّم الكبار وتعليمهم، على جانب أن تمويل تعلّم الكبار وتعليمهم غير ملائم وكافٍ.

وتناول الهاشمي بن حبيب عرضاوي أسباب الأمية في العالم العربي، والتي لخّصها في أسباب اجتماعية تتمثل في الفقر والبطالة والتهميش والتفاوت، وأخرى اقتصادية تضم ضعف نسب النمو وفرص الاستثمار وكلفة التعليم المرتفعة، إضافة إلى الأسباب التشريعية من غياب نصوص قانونية حول إلزامية التعليم ومجانتيه.

وحسب إحصاءات (الألكسو) ذكر الهامشي أن العدد الإجمالي للأميين في الدول العربية يتجاوز الـ 75 مليوناً من الإناث والذكور، وأن أعلى النسب لدى الشباب والنساء والفتيات، كما أن نسبة الأمية في الدولة العربية مجتمعة أعلى منها في الدول النامية ومن المتوسط العالمي.

وسلّط الهاشمي الضوء على جهود (الألكسو) في محو الأمية وتعلم وتعليم الكبار، حيث قال: إن المنظمة أسهمت منذ نشأتها في نشر الوعي بجدوى التعليم والدعوة إلى جعله إلزامياً ومجانياً وشاملاً، والعمل على إتاحته وتطويره واستدامته، كما حشدت وروّجت لفكرة تحمل المسؤولية الجماعية للتصدي للأمية في الدول العربية.