«ملتقى شباب المعرفة» يناقش في يومه الثالث زيادة فرص الأعمال في العالم الافتراضي وتعزيز قدرة الشباب على الابتكار
دبي، الإمارات العربية المتحدة، 09 ديسمبر 2022- واصل «ملتقى شباب المعرفة» الذي تنظّمه مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فعالياته لليوم الثالث على التوالي، عبر الجلسات الافتراضية، وذلك بعد أن اختُتِمَت الجلسات الحضورية في فندق هيلتون- مدينة الحبتور- دبي.
وتضمَّنت الفعاليات عقد 4 جلسات افتراضية تناولت العديد من المواضيع الهادفة لزيادة فرص الأعمال في العالم الافتراضي، وتحويل التعليم من خلال التكنولوجيا، وتعزيز قدرة الشباب على الابتكار لأجل الاقتصادات الهادفة، والتحديات والفرص غير المحدودة للشباب على وسائل التواصل الاجتماعي.
زيادة فرص الأعمال في العالم الافتراضي
تناولت أولى الجلسات الافتراضية التي حملت عنوان «زيادة فرص الأعمال في العالم الافتراضي»، عدداً من المحاور المتعلقة بثورة البلوك تشين عبر القطاعات، ومكوِّنات العالَم الافتراضي، وكيف يمكن التعمُّق فيه، وبناء مؤسَّسات في العالم الافتراضي، واستثمار فرص الأعمال التي تتيحها تقنية Web 3.0.
وشارك في الجلسة سعادة د. طارق بن هندي، شريك رئيس، غلوبال فينتشرز، ورئيس مجلس إدارة إيدلمان الشرق الأوسط، ومها أبو العينين، مؤسِّس ورئيس تنفيذي شركة ديجيتال أند ساڤي، ونجيب خنافر، شريك مؤسِّس، منصة أويسيس إكس (OasisX)، وأدارت الجلسة تيوزدي لو رو، مقدمة برامج.
وتحدّث نجيب خنافر بداية حول الميتافيرس، التي تشكِّل امتداداً للعالم الافتراضي والرقمي، وأنه يجب على العالم الافتراضي أن يكون موجوداً في الوقت نفسه مع العالم الواقعي، وأنَّ الفرد يمكنه التواصل مع العالم الافتراضي في الوقت الذي يقوم فيه بأي عمل في العالم الواقعي.
وأوضح خنافر أنَّ «البلوك تشين» ليست أداةً، بل نظاماً لتأكيد الموثوقية، وأنها ليست مركزية ولا ترتبط بموقع معين، وتتميَّز بالشفافية من حيث الحصول على المعلومات ومطابقتها والتأكُّد منها، مشيراً إلى أنَّ «البلوك تشين» ستوفِّر للمتعاملين الموثوقية والشفافية التي يبحثون عنها في التبادلات التي يقومون بها.
من جانبه، أشار سعادة د. طارق بن هندي إلى أنَّ تبنّي الهيكليات والبنى التحتية التي تساعد على الاستفادة من الويب 3.0 والتكنولوجيا الجديدة هي أحد الأمور التي يجب التركيز عليها، وأنه يجب علينا خلق بيئة مشتركة بين الواقع الافتراضي والواقع الحقيقي الذي نعيشه.
وأكَّد بن هندي أنَّ الذكاء الاصطناعي قد تمَّ تطبيقه ليتيح للعالم مزيداً من الأدوات والمنهجيات ليكون قادراً على المشاركة في خدمة الإنسانية والعالم، لافتاً إلى أنَّ هناك الكثير من الآمال التي يجب التركيز عليها حتى يستطيع الأفراد الوصول إلى المعلومات بشفافية ليكونوا فاعلين في مجتمعاتهم.
من جهتها، أوضحت مها أبو العينين أنَّ بعض الشركات العالمية تقوم بتطوير أنظمتها لتقبل الدفع بالعملات الرقمية المشفرة، وأنَّ الذكاء الاصطناعي والميتافيرس سيحدثان ثورة تكنولوجية في المجال التعليمي، والمجالات الطبيّة المتنوعة.
تحويل التعليم من خلال التكنولوجيا
ناقشت الجلسة الافتراضية الثانية التي حملت عنوان «تحويل التعليم من خلال التكنولوجيا»، تأثير الجمع بين التعلُّم التقليدي والتعلُّم الذاتي بطريقة فعّالة، ودمج التكنولوجيا الحديثة في طرق التدريس، إضافة إلى موضوع التعلُّم التجريبي عن طريق «الممارسة» ونتائج التعلُّم، بمشاركة الدكتور سمير كيشور، منسِّق برنامج الماجستير في علم الروبوت، جامعة ميدلسكس بدبي، وحاورته نوفر رمول، مقدِّمة برامج تلفزيونية في مؤسَّسة دبي للإعلام.
واستعرض الدكتور كيشور فكرة التكنولوجيا في التعليم، وأنَّ هناك العديد من الأدوات وقنوات التواصل، التي يتم استخدامها في العملية التعليمية، لا تعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا، وأنه يجب تمكين المدربين والمعلمين ليكونوا قادرين على استثمار التكنولوجيا الحديثة في نقل عملية التعليم بشكل أوسع.
وأوضح الدكتور كيشور أنَّ من الممكن استعمال الواقع الافتراضي في الصفوف الدراسية، مثل القيام بعمليات التشريح، والقيام بالاختبارات والتجارب القصيرة، حيث أصبحت التكنولوجيا اليوم من الركائز الأساسية الموجودة في العملية التعليمية.
وأشار كيشور إلى أنَّ بعض الأدوات التي توفّرها التكنولوجيا الحديثة تساعد على تعزيز عملية التفاعل بين الطلبة والمعلمين، وبين الطلبة فيما بينهم، مؤكداً ضرورة وجود خبراء ومتخصِّصين لديهم الخبرة الواسعة في كيفية استعمال وتطبيق التكنولوجيا الحديثة للاستفادة منها بالشكل الأمثل.
تعزيز قدرة الشباب على الابتكار لأجل الاقتصادات الهادفة
بحثت الجلسة الافتراضية الثالثة التي حملت عنوان «تعزيز قدرة الشباب على الابتكار لأجل الاقتصادات الهادفة» موضوعات عديدة شملت الاقتصاد الهادف وعلاقته بالابتكار، وتمكين الشباب من خلال الابتكار الاجتماعي وريادة الأعمال، وتفعيل الابتكار والإبداع في الاقتصاد، وتكريس محورية المعنى والهدف في بيئات العمل الرقمية. وشارك في الجلسة فارس العلمي، مؤسِّس ورئيس تنفيذي لشركة International Strategic Management، وحاورته أميرة محمد، مقدِّمة برامج تلفزيونية، مؤسَّسة أبوظبي للإعلام.
وأشار فارس العلمي إلى أنَّ نحو 2.5 مليار شخص في العالم تتراوح أعمارهم بين 20-40 عاماً، ونحو 60% من اليافعين مهتمّين بالدخول إلى عالم ريادة الأعمال، موضحاً أنَّ طرح الأسئلة الصحيحة تدفع عجلة الابتكار بشكل أسرع، وأنَّ الحوار بحدِّ ذاته قد يؤدي إلى خلق الحضور الإيجابي، وبالتالي تسريع عملية الابتكار في ريادة الأعمال.
وأكَّد العلمي أنَّ معرفة ما يهتم به الفرد يؤدي إلى طرح الأسئلة الصحيحة، ووضوح الرؤية حول المسار الذي يجب اتباعه، وبعد ذلك يبدأ العمل حول الإجابات التي خرج بها، لافتاً إلى أنَّ التشارك والفضول والتفكير المُسبق، هي الخطوات الأساسية للبدء بعملية الابتكار.
الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي - تحديات وفرص غير محدودة
اختتمت فعاليات اليوم الثالث من الملتقى بجلسة افتراضية بعنوان «الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي - تحديات وفرص غير محدودة»، والتي بحثت محاور عديدة أبرزها الوجود المزدوج: الحياة الحقيقية مقابل الحياة على وسائل التواصل الاجتماعي، ورعاية التواجد الإيجابي على الإنترنت، وبناء الوعي المجتمعي في العالم الافتراضي، ومواجهة المراحل الأولى لصعوبة الانسحاب من وسائل التواصل الاجتماعي.
وشارك في الجلسة بيلي بارنيل، المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لشركة SkillsCamp وSafeSocia، وتوم أوتون، مؤسِّس ومدير تنفيذي لشركة Create Media Group، ومونيكا أندرسون، المديرة المساعدة للبحوث في مركز بيو للأبحاث. وأدارت الجلسة عزة المغيري، صانعة محتوى على منصات التواصل الاجتماعي.
وأوضحت مونيكا أندرسون أنَّ عدد اليافعين الذين يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة الأمريكية تضاعف في الآونة الأخيرة من 24% إلى 46%، وأنَّ هناك بعض الشباب يواجهون تحدّيات مختلفة على شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن هذا لا يمنعهم من حصولهم على الدعم من أصدقائهم والمقربين منه، مشيرة إلى أن الشابّات بشكلٍ عام لديهم تجارب سيئة مع مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من الشباب.
من جهته، أكَّد توم أوتون إلى أنه يجب على القادة في عالم شبكات التواصل الاجتماعي تأمين المساحة الإيجابيّة والآمنة لليافعين، بالنظر إلى تزايد روّاد ومستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أنَّ تصميم شبكات التواصل الاجتماعي تمَّ من قِبَل مختصين اجتماعيين يمتلكون القدرة والخبرة على جذب المستخدمين لهذه الشبكات.
من جانبها، أوضحت بيلي بارنيل أنَّ شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً لا يتجزّأ من حياة الشباب، ومساحة آمنة للتعبير عمّا يشعرون به، وأنَّ الشباب لا يمتلكون المقدرة على التقليل أو تجنُّب الأخطار المحتملة التي تفرزها هذه الشبكات، مشيرة إلى أنَّ 46% من الأشخاص الذين يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي وصلوا إلى مراحل متقدمة من الإدمان عليها.
الجدير ذكرُه أنَّ «ملتقى شباب المعرفة» الذي أقيم برعاية وحضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، عضو مجلس دبي، ونظَّمته مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، اختتم فعالياته الحضورية يومي 6 و7 ديسمبر، ويستكمل فعالياته عبر جلسات افتراضية تُعقَد على مدى يومين في 8 و9 من الشهر ذاته، بهدف إتاحة الفرصة أمام أكبر عدد ممكن من المشاركات من مُختلف أنحاء العالم.