أكد أكاديميون ومشاركون في جلسة "توظيف المعرفة لتحسين الرعاية الصحية"، أن المعرفة التكنولوجية لديها الإمكانية لتغيير منظومات الرعاية الصحية حول العالم، وأنه إذا ما تم التوظيف الصحيح للتكنولوجيا الحديثة والخبرة والمعرفة المتقدمة، فبالإمكان تقديم نظم رعاية صحية متطورة لجميع سكان العالم. جاء ذلك خلال فعاليات "قمة المعرفة 2018" التي تنظِّمها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، خلال يومي 5 و6 ديسمبر 2018، في مركز دبي التجاري العالمي.
وأوضح العميد الطبيب الاستشاري د. علي سنجل، مدير المركز الصحي لشرطة دبي، أن العالم يمر بالكثير من المتغيرات المتسارعة التي تفرض نفسها بقوة على العديد من القطاعات الحيوية، وفي صدارتها قطاع الرعاية الصحية، منوهاً بأن المستقبل مازال مجهولاً بالنسبة لتوظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي والمعرفة التكنولوجية الضخمة في قطاع الرعاية الصحية، متسائلاً عما إذا كانت البشرية ستشهد "روبوتات" في المشافي خلال المرحلة المقبلة.
وخلال الجلسة تطرق كونر مكارثي، مدير تطوير الأعمال الدولية في شركة بابل للرعاية الصحية، إلى دور المعرفة والتكنولوجيا الحديثة في تطوير قطاع الرعاية الصحية، منوهاً بأن هناك نزعة حالية في العالم نحو "دمقرطة الرعاية الصحية" لجميع البشر، أي توفير الرعاية الصحية بأفضل السبل لجميع مناطق العالم وبكل سهولة ويسر، حيث إن الرعاية الصحية تختلف من منطقة لأخرى في الوقت الحالي، ويجب العمل على تطوير الوضع الراهن عبر استثمار المعرفة في تطوير تكنولوجيا جديدة، وإدخال عناصر الإبداع والابتكار في سبيل إيصال منظومات رعاية صحية متطورة لجميع سكان الأرض.
وأشادت الدكتورة ريم عثمان، المدير التنفيذي لمجموعة مستشفيات السعودي الألماني في الإمارات، بدور حكومة دولة الإمارات في الارتقاء بعمل القطاع الخاص في مجال الرعاية الصحية، من خلال مد جسور التعاون المشترك وتفعيل أطر التنسيق بصورة متواصلة، وإدخال عناصر الابتكار لتطوير قطاع الرعاية الصحية في الدولة، ورفع تنافسيته، واستثماره كمورد مهم للاقتصاد، والعمل على تنشيط السياحة العلاجية، من خلال اعتماد أعلى النظم الصحية وفق أفضل الممارسات العالمية، وتوفير كافة أنواع الدعم والرعاية للمؤسسات الصحية الخاصة.
ومن جهة أخرى، أكد زياد سنكري، مؤسس شركة Cardiodiagnostics الرائدة في حماية ومراقبة القلب عبر تقنياتٍ متطورة، أن التكنولوجيا والمعرفة في عصرنا الحالي مازالت بعيدة تماماً عن التصورات القائلة بأن الطب والقطاع الصحي قد يستغني عن الإنسان خلال الفترة المقبلة، منوهاً بأن التكنولوجيا يجب أن تكون عاملاً محفزاً لتنشيط الرعاية الصحية وتمكين العاملين فيها من تطوير قدراتهم والارتقاء بها إلى آفاق جديدة.
مؤكداً أنه يجب مواءمة التكنولوجيا الحديثة في مجال الرعاية الصحية مع القدرات البشرية، وتوفير التدريب والدعم المستمرين للكوادر الطبية للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة واستثمار المعرفة على الوجه الأكمل.