الإمارات العربية المتحدة، دبي، 15 مارس، 2022- عُقدَت على هامش فعاليات الدورة السابعة من "قمّة المعرفة"، جلسة نقاشية بعنوان "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: شراكة من أجل تنمية مستدامة" وتناولت العديد من المواضيع أبرزها دور المؤسَّسة في نشر المعرفة عالمياً، وأهمية الشراكة بين مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إضافة إلى تناول أهم النتائج الرئيسة لمؤشر المعرفة العالمي للعام 2021.
وشارك في الجلسة كلٌّ من سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وخالد عبد الشافي، مدير المركز الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية في عمّان، والدكتور هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين ومدير مشروع المعرفة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وأدارت الجلسة الإعلامية نوفر رمول.
وتحدَّث بن حويرب بدايةً عن الشراكة الاستراتيجية المميزة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ضمن "مشروع المعرفة" والذي يهدف إلى تمكين وتعزيز المعرفة في المجتمعات من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث نتج عن هذه الشراكة، العديد من المبادرات النوعية والمشاريع العالمية الناجحة، وفي مقدمتها مؤشر المعرفة العالمي، وتقرير استشراف مستقبل المعرفة.
وأشار بن حويرب إلى أنَّ جائحة كوفيد-19 هي الأصعب في تاريخ البشرية المعاصر؛ لأنها أدَّت إلى تقييد حركة البشر وانهيار السياحة وتوقُّف سلاسل الإنتاج بشكل أثّر في جميع القطاعات وأهمها الصحة والاقتصاد.
وأوضح سعادته أنه تمَّ إطلاق الإصدار الثالث من تقرير "استشراف مستقبل المعرفة"، الذي يُعدُّ دراسة تحليلية رائدة تستعرض المشهد المعرفي المستقبلي، والاختلافات بين القدرات التحوُّلية للبلدان فيما يتعلق بالمخاطر العالمية الرئيسة استناداً إلى البيانات، وذلك لتقديم رؤىً جديدة حول جاهزية البلدان لمواجهة المخاطر المستقبلية.
وأكد سعادته أنَّ هذا التقرير هو نتاج شراكة طويلة الأمد بين المؤسَّسة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ضمن "مشروع المعرفة" الذي نهدف من خلاله وفق رؤية مشتركة إلى تمكين وتعزيز المعرفة في المجتمعات من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة. حيث يتضمن المشروع إصدار مؤشر المعرفة العالمي لاستقراء الوضع المعرفي، ومن ثمَّ تقرير "استشراف مستقبل المعرفة" للانتقال إلى مرحلة التحليل الكمي والفعلي للمشهد العام، لافتاً إلى أنَّ التقرير أعدَّ بناءً على أكثر من 150 مليون مصدر رقمي تمَّ جمع المعلومات منها.
وأشار بن حويرب إلى أنَّ دولة الإمارات من الدول المتقدمة والسبّاقة نحو التميز والريادة والوصول إلى المراكز الأولى عالمياً في مختلف المجالات، وتتصدر اليوم أكثر من 400 مؤشر عالمي مختلف.
من جانبه تحدث خالد عبد الشافي عن التأثيرات الاقتصادية والصحية الكبيرة التي خلَّفتها جائحة كوفيد-19، وأنَّ الوباء كشف العديد من الثغرات في النظم الاقتصادية والحياتية، ومثال على ذلك الفجوة الرقمية التي أثَّرت في 50% من الدول العربية في مجالات الصحة والتعليم والخدمات الحكومية.
وأكَّد عبد الشافي أهمية تقرير استشراف مستقبل المعرفة النابعة من استخلاص الدروس والعِبَر من الأحداث التي تحدث ليتفادى العالم وقوعها في المستقبل، إضافة إلى أهميته في استشراف المستقبل والاستعداد له، وعدم الانتظار للوقوع في الخطأ ثمَّ البحث عن الحلول، مشيراً إلى أنَّ التمكين وبناء المنعة والقدرة والمرونة للاستجابة للأزمات وامتصاص الصدمات هي ركائز أساسية للعمل التنموي.
ونوَّه عبد الشافي بأنَّ هناك تفاوتاً بين الدول في التعامل مع جائحة كوفيد-19؛ فدول الخليج بصفة عامة ودولة الإمارات على وجه الخصوص أظهرت كفاءة كبيرة في اتخاذ إجراءات وقائية ضد تفشّي الفيروس، إضافة إلى زيادة الوعي المجتمعي بالتعليمات والقرارات الصادرة من الجهات المعنية، والتي ساعدت على الحد بشكل كبير من انتشار الوباء.
وأشار عبد الشافي إلى أنَّ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يفخر بالشراكة مع مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ويسعى إلى تعزيز هذه الشراكة إلى أمد طويل.
من جهته، أوضح الدكتور هاني تركي أنَّ جائحة كوفيد-19 كان لها تأثير إيجابي في تدفق المعلومات بشكل كبير، والتي أدت إلى إثراء مؤشر المعرفة الذي اعتمد على بناء فريق من الخبراء الدوليين ضمَّ أكثر من 50 خبيراً يمثلون قطاعات مختلفة، مشيراً إلى أنَّ تقارير استشراف مستقبل المعرفة لعامي 2018 و2019 عاينت أسئلة عديدة حول قدرة البلدان وجاهزيتها للمضي قدماً على مسارات المعرفة مستقبلاً، إلا أنَّ الإصدار الجديد من التقرير أثار أسئلة جديدة تتعلّق أكثر بالطبيعة البنيوية لقدرات البلدان في مواجهة المخاطر الخارجية.
وأكَّد تركي أنَّ التقرير يهدف إلى دعم القيادات الوطنية في مسؤوليات ضمان الجاهزية لمواجهة المخاطر العالمية في المستقبل. وقد بني الإصدار الثالث على الإصدارين السابقين من تقارير استشراف مستقبل المعرفة، بهدف استكشاف المنهجيات والممارسات الأفضل للبلدان لتعزيز قدراتها التحوُّلية القائمة على التعاون والابتكار في سياق عالمي مملوء بالمخاطر والاضطرابات والتحديات، لا سيما المخاطر التكنولوجية والصحية والبيئية.
يُذكَر أنَّ مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تنظِّم فعاليات الدورة السابعة من "قمَّة المعرفة" بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تحت شعار "المعرفة.. حماية البشرية وتحدي الجوائح"، وذلك في مقر إكسبو 2020 دبي على مدى يومي 14 و15 مارس الجاري، ومن 16 إلى 18 مارس عبر جلسات افتراضية، بمشاركة مجموعة واسعة من الخبراء والقادة والمسؤولين الحكوميين من كافة أنحاء العالم.