أفاد تقرير «استشراف مستقبل المعرفة 2019» بأن سويسرا وفنلندا حافظتا على مركزيهما الأول والثاني، ضمن مؤشر المعرفة، تليهما أميركا وسنغافورة ولوكسمبورغ، وحافظت الإمارات على مركزها ضمن أفضل 20 دولة عالمياً، متقدمة سبع مراتب في غضون عامين، محتلة المرتبة 18 عالمياً، والأولى عربياً، مع احتفاظها بالمركز الثاني عالمياً على مستوى الاقتصاد للعام الثالث على التوالي.
وكان سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، افتتح، أمس، فعاليات «قمة المعرفة 2019» بنسختها السادسة، التي تنظمها المؤسسة في مركز دبي التجاري العالمي، وتستمر يومين، تحت شعار «المعرفة لتحقيق التنمية المستدامة».
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، جمال بن حويرب، إن «قمة المعرفة»، من خلال سعيها المتواصل للتجدد ومواكبة ما يمرّ به العالم من قضايا ومستجدات في نقاشاتها وطروحاتها، تسلط الضوء على رؤية وخطط القيادة في مسيرة الإمارات التنموية، ورحلة بناء الإنسان، هذه الرحلة التي امتدت لعقود، بفضل رؤية وحكمة مؤسس دولة الاتحاد، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جعل من الإنسان محور التقدم التنموي الشامل، عبر دعمه وتمكينه في جميع القطاعات.
وأضاف أن دولة الإمارات حققت إنجازات لافتة في هذا المجال، من خلال دعمها لعدد من المبادرات والمشروعات التنموية في مختلف المجتمعات، لتصبح من أكبر الدول المانحة للمساعدات التنموية على مستوى العالم، مشيراً إلى أن القمة تطرح الرؤية والسياسات العالمية لتحقيق التنمية المستدامة، التي وضعت لها الأمم المتحدة نهجاً متكاملاً يتمثل في «خطة التنمية المستدامة 2030»، هذا النهج الذي يشكل خارطة طريق لجميع المجتمعات، للوصول إلى رفاه وتقدم الشعوب في كل المجالات.
وأفاد الأمين العام المساعد للأمم المتحدة المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مراد وهبة، بأن العالم يستشعر اليوم أهمية التكنولوجيا المتطورة في جعل العالم أفضل، موضحاً أن «تقرير استشراف مستقبل المعرفة 2019»، الذي تصدره المؤسسة بالتعاون مع البرنامج، ذكر في نتائجه أن التكنولوجيا هي خير استثمار للمستقبل، وتقدم الحلول لتحدياته، وبالتالي تدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما توفر تقنيات الثورة الصناعية الرابعة فرصاً غير مسبوقة للبشرية، وتدعم تطوير مهارات المستقبل.
وأعلن عن إطلاق مشروع «جامعة محمد بن راشد للمعرفة والتنمية المستدامة»، الأولى من نوعها، وذلك من خلال توقيع خطاب النوايا بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.
ثم كرّم سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، الفائزين بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، التي حصدها كل من «شركة أرامكو السعودية» عن فئة المؤسسات، وتسلم الجائزة رئيس مجلس إدارة المعرفة رئيس مجلس إدارة الابتكار في «أرامكو»، الدكتور جميل البقعاوي، وعن فئة الحكومات حصد الجائزة «المعهد الوطني للتعليم في سنغافورة»، وتسلمتها مديرة المعهد، البروفيسورة كريستين جوه، أما عن فئة الأفراد فحصل عليها مؤسس الجيل الرابع للصناعة، هينريك فون شيل.
وتجول سموه في منصات المعرض المصاحب للفعاليات، وتعرف من القائمين على مشروعاتهم المستقبلية ومبادرتهم المعرفية التي تستهدف تحقيق التنمية المستدامة والتقدم في جميع المجالات.
وشهد الحفل عرضاً لأبرز نتائج «مؤشر المعرفة العالمي 2019»، الذي غطى في نسخة هذا العام نتائج 136 دولة حول العالم، وأظهر أن 75 مليون وظيفة حول العالم ستختفي في المستقبل، لتحل محلها 133 مليون وظيفة جديدة في مجالات المستقبل.
وناقشت جلسة «استشراف مستقبل المعرفة»، المقاييس الديناميكية الآنية لمستقبل المعرفة، والوعي التكنولوجي شرطاً أساسياً لاستيعاب التكنولوجيا، إلى جانب التحولات التي تحدثها التقنيات الرقمية في طبيعة الوظائف. كما سلطت الجلسة الضوء على نتائج «تقرير استشراف مستقبل المعرفة» بنسخته لعام 2019، الذي يصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع شركة PWC.
وشارك في الجلسة مدير وحدة البحث والتطوير في PwC، البروفيسور لورانت بروبست، ومؤسس شركة «RESTING» للاستشارات، البروفيسور جان ستورسون.
وأكد ستورسن أن المعرفة ليست مقتصرة على التعليم التقليدي، بل تتوسع لتشمل سبل تخزينها ونشرها وتطويرها، وبالتالي أخذها للمستوى اللاحق وهو استخدامها.
وأوضح أن «من المهم وضع المعرفة في سياقها الصحيح وفهمها، ثم تحويلها إلى أصول نملكها في حياتنا ونطبقها في جميع جوانبها، ثم ننقلها لتصبح مهارات مستقبلية».
واستعرض لورانت أهداف ونتائج تقرير «استشراف مستقبل المعرفة 2019»، موضحاً أن التقرير يسعى إلى توفير بيانات جديدة وحقيقية لفهم اقتصاد البيانات، وإجراء رصد في الوقت الآني للتعرف إلى السيناريوهات الصحيحة في الدول والمدن بمجال اقتصاد البيانات، إلى جانب تقييم الأداء لمجموعة من البلدان عبر العالم، وتزويدهم بأدوات لتسريع عملية استيعاب المعرفة.
وأشار إلى أن التقرير ركز على قياس خمسة مجالات رئيسة، هي: التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي، وأمن المعلومات ومهارات المستقبل والبلوك تشين، حيث تم جمع المعلومات في هذه المجالات من 150 مليون مصدر بـ22 لغة في 40 بلداً حول العالم، وقد تم تطوير سجل لكل دولة يرصد وضعية البلد في هذه المجالات التكنولوجية، وأداءها ضمن مؤشر المعرفة العالمي.
خارطة طريق
يعد مؤشر المعرفة العالمي خارطة طريق للتنمية المستدامة للمجتمعات، حيث يساعد الدول على صياغة استراتيجيات التفكير الاستباقي لدعم المعرفة وتعزيزها، باعتبارها عنصراً رئيساً في بناء اقتصاد معرفي أقوى مع ضمان التنمية المستدامة.
75
مليون وظيفة ستختفي، وتحلّ مكانها 133 مليون وظيفة.
الإمارات من أكبر الدول المانحة للمساعدات التنموية على مستوى العالم.