مع مطلع العام الجديد ..إنجازات كبيرة وتحديات ضخمة - ومضة
مع مطلع العام الجديد 2020 ، يغدو من المفيد العمل على تقييم ما حققناه في العام الماضي من جهة، ورصد التحديات التي نحن بصددها في السنة الجديدة من جهة أخرى، حتى نتمكّن من وضع خطة منهجية محددة المعالم لتحقيق الأهداف النبيلة التي نبذل قصارى جهدنا لتنفيذها على أكمل وجه.
الحق أن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة أنجزت أعمالاً متميزة في 2019 أسهمت بنصيب وافر في تفعيل الحراك المعرفي، وذلك باعتراف عالمي، حيث حصلت المؤسسة على شهادة المطابقة للمواصفات الدولية لنظام إدارة المعرفة 30401 ISO : 2018 ، ويعد هذا النظام محوراً مهماً للارتقاء بأساليب إدارة وتنفيذ البرامج والمشروعات المؤسسية، الأمر الذي يؤثر بشكل إيجابي في تحقيق النتائج المطلوبة، وضمان نجاح التوجهات الاستراتيجية لعملنا في المؤسسة، كما أقدمنا على توقيع اتفاقية شراكة جديدة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مدتها عشر سنوات ) 2021 / 2030 ( ضمن إطار مشروع المعرفة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، فضلاً عن شراكات أخرى مع جهات معرفية متعدّدة في العالم، وبرامج وورش ومبادرات في خدمة اللغة والثقافة العربية.
أما في العام الجديد 2020 ، فنحن إزاء تحديات كبرى، وحاولنا في هذا العدد أن نعرض أهم الابتكارات التكنولوجية، ونسلط الضوء على تقنيات تثير القلق لدى البعض، كما توقفنا عند البيانات باعتبارها الوقود المشغل لعصر الثورة الصناعية الرابعة.
تناولنا في العدد أيضاً قضية الوقت وكيفية إدارته في الزمن الرقمي. لقد أطلق القدماء حكمة مأثورة منطوقها «الوقت من ذهب »، وهي حكمة صائبة بشكل لافت في زماننا هذا، حيث باتت السرعة هي القانون الأول، وصار استثمار الوقت بشكل فعّال ضرورة قصوى حتى يصبح المرء أو المؤسسة أكثر إنتاجية ونجاحاً، وإذا أخفق الإنسان في التحكّم بالوقت وترويضه تعرض إلى مشكلات نفسية لا تحمد عقباها بسبب الإخفاق في عمله، كذلك إذا فشلت مؤسسة ما في ضبط الوقت أصابتها نكسات وخيبات؛ لأنها ستبدد مواردها بشكل لا يسمح لها بتحقيق الإنتاجية المنشودة.
يؤكد خبراء المال والاقتصاد وعلماء النفس باستمرار أن نجاح الإنسان مرتبط دوماً بقدرته على تنظيم وقته والاستفادة منه، حتى لا تهرب منه الأيام والسنون دون جدوى، وحتى لا يجد نفسه يعض أصابع الندم بعد فوات الأوان.
لا يغيب عن فطنة اللبيب أن العصر الرقمي الذي نعيش فيه يحتاج إلى تعامل خاص مع الوقت؛ لأن التكنولوجيا وتطوراتها المتلاحقة بصورة مذهلة استطاعت أن توفر لنا الكثير من الوقت، الأمر الذي ينبغي استثماره بشكل جيد، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات؛ من أجل تحسين الأداء بما يجعله مؤهلاً للمنافسة في زمن لا يعترف إلا بالمتميزين والمتفوقين.
أجل، لقد حققنا في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة إنجازات مهمة في العام الماضي، ونعدكم بأننا سنواصل الجهد في هذا العام من أجل تعزيز ثقافة المعرفة والابتكار واستثمار التكنولوجيا، حتى تظل الإمارات تحتل المكانة المرموقة التي تليق بها ضمن الدول المتقدمة في هذا العالم.