الكلاب تكشف الأمراض البشرية

على الرغم من أنه من المبكر تأكيد ذلك، لكن قدرة الكلاب على المساعدة بشكل كبير في الكشف عن الأمراض البشرية هائلة. حضر البروفيسور ستيف ليندسي ومجموعة من زملائه في الآونة الأخيرة اجتماع الجمعية الأميركية للطب الاستوائي والصحة العامة في نيو أورلينز. كانوا هناك لسبب واحد، تقديم البحوث الرائدة في الكلاب البوليسية وقدرتها على تحديد رائحة «الملاريا ».

إن الرسالة الأساسية، كما تقول الجمعيات الخيرية البيئية، هي أن زيت النخيل يمكن إنتاجه على نحو أكثر استدامة، والمعايير في جميع أنحاء الصناعة يمكن أن تتحسن إلى حد كبير إذا كان الطلب على السلع الاستهلاكية كافياً لفرض التغيير. منذ عام 2004 ، عملت هيئة «المائدة المستديرة لزيت النخيل المستدام » على زيادة معايير الإنتاج ووضع إرشادات لأفضل الممارسات لكل من منتجي زيت النخيل ومشتري الصناعة. يتم إنتاج زيت النخيل المعتمد من قبل هيئة «المائدة المستديرة » باستخدام طرق تحمي البيئة والمجتمعات المحلية التي تعتمد على إنتاجها لكسب عيشها، ما يضمن أن يستمر زيت النخيل في لعب دور رئيس في الأمن الغذائي. واليوم، تدعم الهيئة جميع مستويات صناعة الأغذية والزراعة، فضلاً عن مجموعة من الجمعيات الخيرية البيئية، التي تلعب دوراً نشطاً في المساعدة على صياغة معايير وإرشادات «المائدة المستديرة لزيت النخيل المستدام ». ومع ذلك، تقول منظمة السلام الأخضر إن المستهلكين لديهم دور يلعبونه أيضاً. تحاول المؤسسة الخيرية فرض علامات تجارية تشمل «نستله » و «يونيليفر » و «مارس » لممارسة الضغط على مورديها لتنظيف طرق الإنتاج، والحصول على شهادة كاملة من هيئة «المائدة المستديرة لزيت النخيل المستدام ». بالتالي، كمستهلكين، ما الذي يمكننا القيام به للحد من استخدامنا لمنتج يستخدم بشكل كبير؟ وفقاً للناشطين، يمكن ببساطة أن يكون التسوق أكثر مسؤولية وعناية، ومن شأنه أن يخلف تأثيراً كبيراً، وذلك بالتوجّه إلى المنتجات التي تحتوي على 100 % فقط من الزيت المعتمد من هيئة «المائدة المستديرة لزيت النخيل المستدام »، وتجنب البدائل التي لا تفعل ذلك، بالتالي للمستهلكين دور رئيس في تنظيف صناعة زيت النخيل.. حان الوقت لبدء ذلك.

من بين قائمة المؤسسات التي ساهمت في هذا البحث، كانت هناك مؤسسة خيرية بريطانية تسمى "ميديكال ديتيكتيشن دوغز". شاركت في تأسيسها الدكتورة كلير غيست منذ أكثر من 10 سنوات، وهي لا تسهم فقط في مكافحة السرطان، ولكنها تساعد أيضاً على اكتشاف الأمراض التي تهدد الحياة، على الرغم من عدم تلقيها أي تمويل حكومي.

وفيما يبدو للعديد مثل الخيال العلمي، تحارب المؤسسة الخيرية الأمراض بطريقتين؛ الأولى من خلال استخدام كلاب الكشف الأحيائي التي يتم تدريبها على اكتشاف رائحة الأمراض مثل السرطان في البول، والتنفس. والثانية، عن طريق الكلاب المساعدة على التنبيه الطبي، والتي يمكن أن تكشف التغييرات الدقيقة في رائحة الفرد الشخصية، وتنبه إلى الظروف الصحية التي تهدّد حياته، وتعتمد الطريقتان على قوة حاسة الشم لدى الكلاب.

تستطيع الكلاب كشف تركيزات قليلة الرائحة، تبلغ نحو جزء واحد لكل تريليون )أي ما يعادل ملعقة صغيرة من السكر في حوضي سباحة أولمبي(، وبالتالي يمكن أن تكون قادرة على اكتشاف الأمراض في وقت أبكر بكثير مما هو ممكن في الوقت الحالي. على هذا النحو، تعمل المؤسسة الخيرية بالفعل مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة على دراسة معتمدة أخلاقياً، حول قدرة الكلاب على اكتشاف سرطان الجهاز البولي. كما أنها تدير تجربة إثبات المبدأ الذي يستكشف قدرة الكلاب على اكتشاف سرطان الثدي.

كما تساعد «كلاب المساعدة على التنبيه الطبي » الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معقدة؛ ولديهم وعي محدود بنشاط طبي خطر يهدد حياتهم. حتى الآن، وضعت المؤسسة أكثر من 100 كلب، لمساعدة الناس مع مرض السكري من النوع الأول، ومتلازمة عدم انتظام وهبوط دقات القلب الانتصابي، واضطرابات الغدد الصماء، وأولئك الذين يعانون من نوبات التدهور الصحي المفاجئة.

ومع ذلك، فإن أبحاث الملاريا تمثل أول محاولة للجمعيات الخيرية لاكتشاف الأمراض الطفيلية.

«إن القدرة المحتملة على تدريب الكلاب للكشف عن الأمراض الاستوائية، حيث تكون التشخيصات ضعيفة، مثل داء الليشمانيات وداء المثقبيات، ضخمة »، بحسب الدكتورة كلير غيست التي شاركت في تأليف الدراسة، وأضافت: «أعتقد أن هذه الدراسة تشير إلى أن الكلاب لديها قدرة ممتازة على الكشف عن الملاريا، وإذا فحصت فرداً مصاباً بالطفيلي أو قطعة من الملابس تم ارتداؤها حديثاً، فمستويات دقتها ستكون عالية للغاية. هذا اختبار موثوق به، لكنه غير قاطع، ومثير للغاية في المستقبل ».

جاءت البحوث بقيادة جامعة دورهام، وتم تمويلها من قبل مؤسسة بيل ومليندا غيتس، ونفذتها أيضاً كلية لندن للصحة والطب المداري، وميديكال ديتيكتيشن دوغز، ووحدة مجلس البحوث الطبية في غامبيا التابعة لكلية لندن للصحة والطب المداري. وشملت الشركاء الإضافيين جامعة دندي والبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا، غامبيا.

استخدم الباحثون الجوارب النايلون لجمع عينات رائحة القدم من الأطفال الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 14 عاماً في منطقة النهر العلوي من غامبيا، في غرب أفريقيا. باستخدام اختبار بسيط وهو وخز الإصبع، تم فحص الأطفال أيضاً لتحديد ما إذا كان في دمائهم طفيلي المتصورة المنجلية المسبّب للملاريا. بعد ذلك تم نقل عينات الجوارب إلى مقرات البحث والتدريب التي شيدتها مؤسسة «ميديكال ديتيكتيشن دوغز » بالقرب من ميلتون كينز، حيث تم تدريب الكلبين؛ «ليكسي » و «سالي »، للتمييز بين رائحة الأطفال المصابين بطفيليات الملاريا وغير المصابين.

في المجمل، تم اختبار 175 عينة من الجوارب، بما في ذلك عينات من 30 طفلاً مصاباً بالملاريا تم تحديدها من خلال الدراسة، و 145 طفلاً من الأطفال غير المصابين. تمكنت الكلاب من التعرف بشكل صحيح إلى 70 % من عينات الملاريا. الأكثر من ذلك أن الكلاب كانت قادرة أيضاً على تحديد 90 % من العينات بشكل صحيح دون طفيليات الملاريا.

وقال البروفيسور أومبرتو داليساندرو، مدير وحدة مجلس البحوث الطبية في غامبيا والمؤلف المشارك للبحوث: «إن الكشف عن المصابين بالملاريا والأصحاء هي عملية شاقة تستغرق وقتاً طويلاً، وتتطلب جمع عينة دم يتم معالجتها في مختبر جيد التجهيز ».

وأضاف: «اتباع طرق جديدة لتسهيل التعرف إلى الأشخاص المصابين من شأنه أن يساعد بشكل كبير على معالجة المستودع البشري للعدوى، وربما يقلل من انتقال الملاريا. إن فرصة استخدام الكلاب المدربة لهذا الغرض واعدة. تظهر النتائج أنه قد يكون من الممكن تحديد المصابين من خلال رائحة أجسامهم ».

وأدخلت دراسة مصاحبة كلباً مزيفاً إلى القرى الغامبية لقياس مدى قبولها، حيث أفاد الباحثون بأن معظم الناس كانوا يفضّلون استخدامها من حيث المبدأ.

تتفق نتائج الدراسة بشكل عام مع معايير شراء الاختبارات التشخيصية السريعة. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لمعرفة ما إذا كان يمكن للكلاب مباشرة شم الملاريا في الأشخاص المصابين بهذا المرض. هناك حاجة لدراسات مستقبلية لمعرفة ما إذا كانت الكلاب تستطيع اكتشاف الملاريا في رائحة المصابين من مناطق أخرى من العالم قبل أن يتم استخدامها في هذا الحقل.

لا شيء من هذا الأمر يأتي بكُلفة رخيصة. على سبيل المثال، تبلغ كُلفة التدريب ووضع كلب للمساعدة على التنبيه الطبي 37 ألف دولار، في حين تبلغ كُلفة تدريب كلب الكشف البيولوجي (الذي لا يعمل إلا في الموقع) 14.700 دولار، مع كُلفة شهرية مستمرة تبلغ 770 دولاراً. بما أن «ميديكال ديتيكتيشن دوغز » لا تدعمها حكومة المملكة المتحدة، فإن كُلفة تدريب الكلاب يغطيها حالياً جمع التبرعات.

تغطي هذه التكاليف تدريب كلب، مع طول الفترة الزمنية لتدريب كلب كشف بيولوجي متباين على عدد من العوامل المختلفة، بما في ذلك الرائحة التي يتم تدريبه على اكتشافها، ونوع العينة المستخدمة، والكلب نفسه (تختلف سرعة تعلم الكلاب). تستغرق عملية تدريب الكلب من 6 إلى 8 أشهر للوصول إلى مستوى جيد من الأداء، مع تعليم الكلاب استخدام أساليب قائمة على المكافأة.

«ميديكال ديتيكتيشن دوغز » ليست وحدها، بالطبع؛ فمؤسسة «دوغز فور دايابيتس » في الولايات المتحدة تقوم بالتعرف إلى التغيرات الكيميائية في نسبة السكر في الدم من أجل توفير التنبيه قبل ظهور هبوط السكر في الدم، في حين استخدم باحثون آخرون الكلاب للكشف عن سرطان المبيض. كما أن كلوستريديوم ديفيسيل، البكتيريا التي يمكن أن تصيب الأمعاء وتسبب الإسهال، تم الكشف عنها من قبل الكلاب.

لماذا يجب القضاء على الملاريا؟

الملاريا
تقضي على أكثر من 435 ألف شخص في كل عام، في إفريقيا بأسرها.

العالم
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وجود 219 مليون حالة من الملاريا في عام 2017.

الأطفال
الأصغر من خمس سنوات أكثر عرضة للإصابة بالملاريا؛ فكل دقيقتين يموت طفل من هذا المرض القابل للشفاء.

أرقام
الإصابة بالملاريا تراجعت في رواندا بنسبة 430 ألف حالة بين عامي 2016 و 2017 .

في عام 2017
استقطاب 3.1 مليارات دولار أميركي في جهود السيطرة على الملاريا والقضاء عليها على الصعيد العالمي من قبل حكومات الدول التي تعاني من الملاريا والشركاء الدوليين.

15 بلداً
في دول الساحل الأفريقي والهند تتحمّل 80 % تقريباً من العبء المالي للملاريا. خمس دول استأثرت تقريباً بنصف حالات الملاريا في جميع أنحاء العالم: نيجيريا ( 25 %)، جمهورية الكونغو الديمقراطية (11 %)، موزامبيق ( 5%)، الهند (4%) وأوغندا (4%).

ما يقدّر ب
276 مليون اختبار تشخيصي سريع بيع عالمياً في 2017 .