قادة الأدب
ما الذي يجعل الأديب يحصل على جائزة نوبل للأدب، ومن الذي سيحصل على جائزة عام 2019 في قاعة الشهرة؟ ننظر هنا في مسيرة بعض الفائزين الأكثر شهرة بالجائزة من القرن الماضي.
سولي برودوم: 1901
أول فائز بجائزة نوبل، ويظل اسماً عالمياً مألوفاً. حصل على دبلوم في الهندسة، حتى أجبره مرض في العين على إنهاء دراسته، منتقلاً إلى القانون لكسب رزقه. بدأ برودوم يقضي أيضاً المزيد من الوقت في كتابة الشعر، وهي الهواية التي شرع فيها منذ بدايته كطالب. كان ظهوره الأول في النشر عام 1865 ، ولكن مع صعوده إلى الأكاديمية الفرنسية في عام 1881 ، وصلت سمعته بالفعل إلى آفاقٍ جديدة أبعد في عام 1901 ، واختارته الأكاديمية السويدية كأول فائز بجائزة نوبل الأدب «في اعترافٍ خاص بتأليفه الشعري الذي يعطي دليلاً على المثالية النبيلة، والكمال الفني، ومزيجٍ نادرٍ من صفات القلب والفكر على حد سواء ». بعد اختياره تدهورت صحته بالفعل، ومات في عام 1907 بعد ست سنوات فقط من تسلمه الجائزة، وبعد استخدام المال من جائزته لإنشاء صندوق خاص بنشر الأعمال الشعرية للشعراء الفرنسيين الشباب.
روديارد كبلينغ: 1907
كاتب وشاعر وقاص بريطاني ولد وترعرع في ما كان يعرف آنذاك بالهند البريطانية، قبل أن يتلقى تعليمه الإضافي في إنجلترا. عاد إلى الهند في عام 1882 ليعمل صحافياً لعدد من الصحف البريطانية الهندية. بدأت مسيرته الأدبية في عام 1886 بنشر أناشيد المقاطعات، لكنه سرعان ما ارتقى في شهرته ككاتب غزير الإنتاج للقصص القصيرة. كان كبلينغ أيضاً شاعراً للإمبراطورية البريطانية وكتب مجموعة من الأعمال المرموقة عن رجال الجيش، قبل ذلك، في عام 1894 ، لقي عمله «كتاب الأدغال » إشادة كبيرة ليصبح حدثاً كلاسيكياً للأطفال. كان يبلغ من العمر 42 عاماً عندما اعترفت به الأكاديمية كفائز بجائزة نوبل عام « 1907 بالنظر إلى قوة الملاحظة، وأصالة الخيال، وقوة الأفكار، والموهبة الرائعة للرواية التي تميز إبداعات هذا المؤلف الشهير على مستوى العالم ».
غراتسيا ديليدا: 1926
ثاني امرأة (بعد فوز سيلما أوتيليا لوفيسا لاغرلوف في عام 1909 ) تفوز بنوبل الأدب هي الإيطالية غراتسيا ديليدا من سردينيا، حيث التحقت بالمدرسة لمدة أربع سنوات فقط، وهي نموذج لفتيات زمانها، وعلى الرغم من ذلك، استمر والدها، وهو مالك أرض ومزارع ثري إلى حدّ ما، في تشجيع نموها الفكري من خلال تزويدها بدروسٍ خاصةٍ من مدرّس مدرسة ابتدائية محلية. كان هذا هو المُعلِّم الذي اكتشف موهبتها للكتابة وحثها على إرسال قصصها القصيرة للنشر. ظهرت أول مادة لها في مجلة الموضة عندما كان عمرها 13 عاماً فقط، ونشرت روايتها الأولى «زهرة سردينيا » عندما كانت في الحادية والعشرين. ولم ترتقِ حتى عام 1903 إلى الشهرة إلا مع ترجمة ونشر رواية «إلياس بورتولو » لأول مرة من قبل مجلة ثقافية تدعى «رفيو دس ديوس موندس » في باريس، ومن بعدها ترجمتها إلى مجموعة من اللغات الأوروبية الأخرى. ولكن بحلول الوقت الذي فازت فيه ديليدا عام 1926 ، كانت قد نشرت 25 رواية، واعترفت بها اللجنة «لكتاباتها المستوحاة من المثالية، حيث بتصويرها الواضح للحياة في جزيرتها الأصلية وبعمق تعاطفها، تعالج المشكلات الإنسانية بشكل عام ».
أرنست همنغواي: 1954
همنغواي أحد من الكتاب الأكثر شهرة في العالم، بدأ عمله صحافياً في الولايات المتحدة الأمريكية بعمر السابعة عشرة، قبل تطوعه في وحدة الإسعاف بالجيش الإيطالي خلال الحرب العالمية الأولى. وبعد إصابته بجروح وعلى إثرها تم تكريمه من قبل الحكومة الإيطالية، عاد همنغواي إلى العمل بالصحافة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، قبل أن يعود إلى أوروبا لتغطية الثورة اليونانية. في عشرينيات القرن الماضي، وجد نفسه مغترباً أمريكياً في باريس، وهي تجربة غطت روايته الأولى «ولا تزال الشمس تشرق » التي نشرت في عام 1926 . تبعت أعماله اللاحقة سيراً مشابهة، مستكشفاً تجاربه الخاصة في سيرته الذاتية من خلال فن الرواية، من روايته «وداعاً للسلاح » المنشورة عام 1929 ؛ وهي دراسة عن خيبة أمل ضابط الإسعاف الأمريكي في الحرب، إلى روايته الأكثر طموحاً «لمن تقرع الأجراس » المنشورة عام 1940 ، التي تعتمد على خبرته كمراسل خلال الحرب الأهلية في إسبانيا. إلا أن روايته «الشيخ والبحر » لفتت انتباه اللجنة السويدية، فمنحته جائزة نوبل اعترافاً بتمكّنه من فن السرد، والتأثير الذي فرضه على الأسلوب المعاصر».
ألبير كامو: 1957
ولد ألبير كامو في الجزائر، وانتقل إلى فرنسا وهو في الخامسة والعشرين من عمره. بعد عمله صحافياً سياسياً، حقق نجاحه مع رواية «الغريب » التي نشرت في عام 1942 ، والتي تتعلق بعبثية الحياة، وهو موضوع يعود إلى كتبٍ أخرى، بما في ذلك عمله الفلسفي «أسطورة سيزيف ». ومن بين أعماله الأكثر مبيعاً والأكثر تأثيراً «الطاعون» ( 1947) و «السقطة » المنشورة في عام 1956 ، وصفها بأنها صورة رائعة لرجل يلقي نظرة خاطفة على خواء وجوده، وهي تستكشف علاقة الرجل مع الشعور الذنب. نُشرَت سيرة حياته غير المكتملة «الرجل الأول » بعد وفاته في عام 1960 . نشط أيضاً في المسرح منتجاً وكاتباً مسرحياً، كما قام بتعديل المسرحيات التي كتبها كالديرون، ولوب دي فيغا وغيرهما. حصل على جائزة نوبل في الأدب «لإنتاجه الأدبي المهم الذي يضيء مشكلات الضمير الإنساني في عصرنا بجديةٍ واضحة ». وخلال الكلمة التي ألقاها في مأدبة نوبل، قال كامو: «لا يحتقر الفنانون الحقيقيون أي شيء: إنهم ملزمون بفهمه بدلاً من الحكم عليه».
ويليام غولدينغ: 1983
يقول ويليام غولدينغ في محاضرة نوبل عام 1983 ، بعد أن فاز بجائزة نوبل في الأدب في ذلك العام: إن الكلمات قد تثبت، من خلال التفاني والمهارة والعاطفة وحظ الكُتّاب، أنها الأقوى في العالم. كان الروائي البريطاني والكاتب المسرحي والشاعر غولدينغ معروفاً بروايته «سيد الذباب » التي نشرت منذ أكثر من 60 عاماً. الرواية الكلاسيكية تروي قصة مجموعة من الصبيان البريطانيين الذين تقطعت بهم السبل في جزيرة غير مأهولة، والمحاولة الكارثية للسيطرة على أنفسهم. تم بيع ما يزيد على 25 مليون نسخة منها في إنجلترا وحدها وتم ترجمتها إلى جميع اللغات الرئيسة. وتم تحويلها إلى فيلمين ودراما. ويصر المؤلف الشهير ستيفن كينغ على أن رواية «سيد الذباب » مثيرة ومحفزة للتفكير، الآن كما كان الحال عندما نشرها غولدينغ في عام 1954 . في الواقع، إن المعركة بين الحضارة والوحشية هي موضوع متكرر في عدد من كتب غولدينغ مع أكثر من اثني عشر رواية نشرت خلال مسيرته المهنية، تم منح معلم المدرسة السابق جائزة مان بوكر للرواية في عام 1980 عن روايته «شعائر الطريق ». وفي العام 1983 أي في العام نفسه الذي حصل فيه على جائزة نوبل للأدب كان غولدينغ قد أصبح رفيق الأدب من قبل الجمعية الملكية للآداب، وهي جائزة أخرى مرموقة للغاية حيث لا يوجد سوى 10 رفاق فقط، تم تعيينه عام 1966 ، ومنح لقب فارس في عام 1988 . توفي غولدينغ أثناء وجوده في المنزل في كورنوول، إنجلترا، عام 1993 .
توني موريسون: 1993
ولدت موريسون في عائلة من الطبقة العاملة في ولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية، وتشتهر على نطاق واسع بأنها أحد أشهر المعلقين في مجال الأدب حول التجربة الأمريكية الأفريقية. إن القارئ الشره أشبه ما يكون بالطفل، وهكذا انطوى عمل موريسون على هذا المبدأ، فكان يعتمد عملها بشكلٍ كبير على خبرتها في الاستماع إلى حكايات والدها. بعد أن درست وتعلمت اللغة الإنجليزية في العديد من الكليات، بما في ذلك جامعة هوارد الشهيرة في واشنطن العاصمة، عملت مديرة لدار نشرٍ قبل ظهورها لأول مرة كمؤلفة في عام 1970 . تدور أعمالها حول تاريخ وتجارب العصر الحديث في أمريكا السوداء، وهذه الأديبة معترَفٌ بها على نطاق واسع من قبل النقاد بأن لها آذاناً مدهشة للحوار. كانت عضواً في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب منذ عام 1981 ، ونالت العديد من الجوائز الأدبية، بما في ذلك جائزة بوليتزر عام 1988 ، قبل أن تعترف بها اللجنة السويدية في عام 1993 ككاتبة قائلة: «تميّزت رواياتها بقوة الرؤية والاستيراد الشعري، وتضفي الحياة على جانب مهم من الواقع الأمريكي».
متحف نوبل 2019
تحت عنوان «عوالم مشتركة » يحتفل متحف نوبل الذي تنظمه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة هذا العام بجائزة نوبل في الأدب. يركز المتحف على أعمال حائزي جائزة نوبل في الأدب، ويضم معرضاً تفاعلياً مناسباً لجميع الأعمار، يمتد من 3 فبراير إلى 2 مارس، في «لا مير » بدبي. المتحف مفتوح من الأحد إلى الخميس، من الساعة 9 صباحاً حتى الساعة 10 مساءً، ويوم الجمعة من الساعة 2 ظهراً حتى الساعة 10 مساءً.