عوالم مشتركة
يركز متحف نوبل هذا العام على جائزة نوبل لأدب، وهو حقل يشكل جزءاً كبيراً من تخصص واهتمام مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ويسهم في تشجيع الفائزين المستقبليين بجائزة نوبل، على مزاولة فن السرد الروائي.
يُعد متحف نوبل السنوي الذي تنظمه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بالتعاون مع مؤسسة نوبل، حدثاً مرتقباً يهدف إلى نشر المعرفة. تركز نسخة 2019 على جائزة نوبل للأدب تحت عنوان «عوالم مشتركة »، ويجري في الفترة من 3 فبراير إلى 2 مارس، في «لامير » إحدى الوجهات السياحية المتميزة في دبي.
وستكون هذه هي المرة الخامسة التي يقام فيها متحف نوبل في دبي تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة. تعدّ جائزة نوبل أرفع جائزة من نوعها، تمنحها المؤسسات السويدية والنرويجية لتكريم الأكاديميين والمفكرين، وتكريم مساهماتهم في تحقيق تقدم في الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والاقتصاد والسلام.
في 27 نوفمبر 1895 ، وقع المخترع والصناعي السويدي ألفريد نوبل آخر وصيته، حيث أعطى أكبر حصة من ثروته لسلسلة من الجوائز، جوائز نوبل. كما هو موضح في وصية نوبل، خصص جزءاً واحداً «للشخص الذي أنتج في مجال الأدب العمل الأكثر تميزاً في اتجاه مثالي ». منحت جائزة نوبل للأدب 110 مرات إلى 114 فائزاً في الفترة ما بين 1901 و 2017 ، بينما حُجبت الجائزة في سبع مناسبات، بسبب عدم وجود «عمل رائع في اتجاه مثالي »، كما هو منصوص عليه في وصية نوبل.
ووفقاً لما قاله سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: «إن معرض نوبل يضاعف من الدور القيادي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في صناعة المعرفة، ما يجلب مبادرات طموحة إلى الطاولة، وهي مبادرات تدعم إنشاء المعرفة ونشرها. وهذا بدوره يعزز استراتيجية الإمارات لبناء مجتمعات مستقبلية مستدامة قائمة على المعرفة».
وأضاف: «يؤكد المعرض مجدداً الشراكة الاستراتيجية القوية التي أقامتها المؤسسة مع مؤسسة نوبل العالمية المرموقة. تتيح لنا هذه الشراكة أن نقدم، كل عام، حدثاً معرفياً متميزاً لعشاق العلوم، وكذلك الجمهور العام الأوسع. ويشجع المعرض السنوي الشباب على تبني الابتكار والإبداع، وأن يصبحوا لاعبين نشطين في تنمية مجتمعاتهم وجزءاً من صناعة المعرفة».
لدى العالم العربي والإسلامي إرث أدبي غني، سواء في الأدب الكلاسيكي أو الحديث. لذا من المناسب أن يكون أحد الكتاب الثمانية الذين تم اختيارهم من أجل «عوالم مشتركة » هو الكاتب المصري نجيب محفوظ، الذي فاز بجائزة نوبل للأدب عام 1988 . وباعتباره واحداً من أوائل الكتاب المعاصرين في الأدب العربي، نشر محفوظ 34 رواية وأكثر من 350 قصة قصيرة وعشرات من نصوص الأفلام وخمس مسرحيات على مدار 70 عاماً (للمزيد انظر الصفحة 50).
«إذا كان الحافز للكتابة ينبغي أن يهجرني، أريد أن يكون هذا اليوم الأخير لي».
نجيب محفوظ
«من الجيد ألا تجرؤ على فعل شيء ما إذا لم تعتقد أنه صحيح. ولكن الأمر ليس جيداً عندما تعتقد أن شيئاً غير صحيح لأنك لا تجرؤ على فعله».
سيغريد أوندست
«إن الطريقة الوحيدة للتعامل مع عالم غير حر هو أن تصبح حراً تماماً بحيث يصبح وجودك فعل تمرد ».
ألبير كامو
«الحياة والطبيعة صعبتان. إنهما تجلبان الشجاعة والفرح كقوة موازنة ضد قسوتهما، أو لا يمكن لأحد تحملهما..».
سلمى لاغرلوف
وأشارت رسالة أكاديمية نوبل حول محفوظ، إلى أن «أعماله الغنية والمعقدة تدعونا إلى إعادة النظر في الأمور الأساسية في الحياة ». بعد وقت قصير من الفوز بالجائزة، نُقل عن محفوظ قوله: «لقد منحتني جائزة نوبل، لأول مرة في حياتي، شعوراً بأن أدبي يمكن تقديره على المستوى الدولي. لقد فاز العالم العربي أيضاً بجائزة نوبل ». يركز معرض «عوالم مشتركة » على حائزي جائزة نوبل في الأدب وأعمالهم كبوابة تسمح لنا برؤية كنوز العالم الأدبية. تعرض الأعمال الثمانية المختارة أفلاماً وقطعاً فنية تفاعلية. تمثل كل رواية موضوعاً معيناً مثل الحب والسلام والعائلة. مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة داعم قوي للكلمة المكتوبة بالتنسيق مع «قنديل »، ذراعها في الطباعة والنشر والتوزيع، إذ تركز على تعزيز ونشر الثقافة والمعرفة لتحفيز النشاط الفكري في المنطقة العربية وعبر العالم. تنشر المئات من العناوين الجديدة كل عام، وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات والمجالات مثل: المعرفة، والتنمية، وإدارة الأعمال، وكذلك الإبداع والابتكار. يتم نشر هذه الكتب ورقياً وإلكترونياً. تشمل المبادرات الأدبية الأخرى لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة «مكتبة دبي الرقمية »، وهي منصة إلكترونية متقدمة تدعم ثقافة القراءة عن طريق عرض مجموعة كبيرة من الكتب العربية، بما في ذلك الأعمال المكتوبة أو المترجمة التي تغطي جميع مجالات الحياة. في غضون ذلك، يستهدف «تحدي الأمية لعام »2030 30 مليون شاب وطفل عربي. هذه المبادرة تهدف إلى تعويض الناس عن الفرص الضائعة في التعليم الرسمي من خلال مساعدتهم على اكتساب المهارات والمعرفة اللازمة لمواجهة التحديات. ويهدف برنامج دبي الدولي للكتابة إلى تمكين وتشجيع المواهب الشابة الذين أظهروا ميلاً للكتابة في مجالات المعرفة المختلفة من العلوم والأبحاث إلى الأدب والروايات والشعر، ومساعدتهم على الوصول إلى العالم. ونأمل أن تكون «عوالم مشتركة » مصدر إلهام للكتّاب المحتملين لنيل جائزة نوبل في الإمارات لإطلاق العنان لطموحاتهم الأدبية.
يمكن لزوار «عوالم مشتركة » أيضاً تجربة الكتابة اليدوية. يوجد في متحف نوبل أربع محطات للكتابة، منها «اكتب قصتك »، حيث يستطيع المؤلفون الجدد إنشاء كتاب خاص بهم يحتوي على صور ونص، ونشرها في مكتبة المعرض. هناك أيضاً فرصة لإرسال قصيدة على بطاقة بريدية من أحد حائزي جائزة نوبل إلى صديق. إنها الطبيعة التفاعلية لمتحف نوبل الذي جعلته شائعاً جداً بين الزوار، ما يسمح للكبار والصغار بالتعلم في بيئة محفزة وعملية. كما يتضمن المعرض العديد من ورش العمل الأسبوعية التي تضم خبراء ومختصين من مؤسسة نوبل والمؤسسات الدولية.
الموضوعات
الأعمال الأدبية في «عوالم مشتركة » هذا العام ضمن معرض متحف نوبل تتناول ثمانية محاور هي:
. .الحالة الإنسانية
. .السلام
. .الحبّ
. .المدينة
. .العائلة
. .التفاوت
. .حكايات خيالية
. .الحياة