د. يسار جرار: دبي لا يضاهيها إلا القليل من مدن العالم

ضمن سلسلة لقاءات تنظِّمها مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي

عقدت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، جلسة حوارية بعنوان: «الشَّيخ المعلِّم: ما يتعلَّمه القادة من الشَّيخ محمَّد بن راشد آل مكتوم »، مع الدكتور يسار جرار، مؤلِّف كتاب «الشَّيخ المعلِّم »؛ وذلك ضمن سلسلة «حوارات المعرفة » التي تهدف من خلالها مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة إلى تعزيز مسارات نقل ونشر المعرفة، والإسهام في تحقيق التنمية المستدامة، ومعالجة أهمِّ القضايا المعرفية الراهنة، واستعراض أفضل الممارسات والتجارب العالمية، إلى جانب طرح الحلول لمواجهة التحديات، سعياً إلى تقدُّم الأمم وتنميتها المستدامة ورفاهية شعوبها.

نموذج قيادي فريد

طرح الدكتور يسار جرار في حديثه نموذج دبي الباهر تحت قيادة صاحب السمو الشَّيخ محمَّد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. حيث بدأ بالحديث عن كتابه الذي عزم أن يدوِّن فيه مشاهداته التي عاينها في القيادة الفريدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مركِّزاً على ثمار هذه القيادة التي أسهمت في جعل دبي مدينة عالمية بامتياز، وواحدة من الحواضر الرائدة التي لا يضاهيها إلى القليل من مدن العالم.

وأضاف الدكتور جرار أنَّ هذه القيادة لا تضع لإنجازاتها خط نهاية، بل تتبنّى فلسفة خاصة ومتميزة، فهي لا ترضى إلا بالتفوُّق المستمر والدائم، وليس في أجندتها وعزيمتها إلى الإصرار على أن تكون الأولى في كل المجالات. حيث يبيِّن أنَّ القيادة بشجاعة هي أول درس من دروس القائد التي استلهمها ليتوِّج بها كتابه، والتي تضع في قائمة أولوياتها التفوُّق والسرعة في الإنجاز مع رؤية واضحة تستشرف المستقبل وتخطِّط للإنجاز، إضافة إلى إمداد القائمين على المشاريع بالدعم الكامل لتحقيق الأهداف.

كتاب دوّن فيه
مشاهداته التي
عاينها في القيادة
الفريدة للشيخ
محمد بن راشد

إعداد القادة

كما وتحدَّث الدكتور يسار جرار خلال الجلسة الحوارية عن نموذج مدينة دبي واستراتيجية العمل والتخطيط التي تطوَّرت ولا تزال كذلك بقيادة صاحب السمو الشَّيخ محمَّد بن راشد آل مكتوم، وكيف يجب على القادة التعلُّم والاقتداء بأسلوب سموه في تنفيذ الاستراتيجيات، والمتابعة الحثيثة والشخصية لكافة المبادرات والمشروعات أثناء عملية التنفيذ، وإتاحة الفرص للأفكار الجديدة، والعمل على إعداد وتحفيز قيادات الصف الثاني، وأهمية المنافسة لتحقيق النجاح.

وطرح الدكتور جرار العديد من الأمثلة الناجحة على مستوى العالم مثل المدينة الإعلامية، ومدينة دبي للإنترنت، وبرج خليفة، وطيران الإمارات، التي تُعَدُّ أيقونات حضارية لا يستطيع الناظر إلى تفاصيل إنجازها إلا أن يقف وقفة احترام لهذا الفكر المستنير الذي أنجز كلَّ هذه المشروعات متجاوزاً التحديات مهما كان حجمها.

مدعاة فخر

يضيف الدكتور جرار أنَّ هذه الجهود القيادية الفريدة أثمرت في عام 2016 أن ذُكِرَت دبي في قائمة الدول ال 7 الحاضنة للأموال ورجال الأعمال. ويقول الدكتور جرار تعليقاً على هذا الحدث: لقد كان مدعاة فخر لي ولكلِّ عربي أن تُذكَر هذه المدينة في قائمة تضمُّ أكثرَ مدن العالم تطوراً مثل لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو ونيويورك ولندن وشانغهاي وهونغ كونغ.

ومن هذا المنطلق وهذه النتائج خلصت إلى نتيجة أنَّ هذا القائدَ الفذَّ واحد من القادة المعدودين الذين يستحقون أن تسلط الضوء على إنجازاتهم وأسلوب قيادتهم. وفي الجزء الثاني من الجلسة أجاب الدكتور جرار عن العديد من الأسئلة النقاشية حول أهمية الاستمرار ومواصلة الإنجاز، والرؤية الثاقبة واستشراف المستقبل، واستقطاب الكفاءات، وسبب فشل العديد من الدول بنسخ نموذج دبي الناجح، وأهمية الرؤية والابتكار والثقة بالقيادة، والقدرة على التواصل والاتصال بأبسط الطرق.

إضاءة

شغل الدكتور يسار جرار منصب مستشار استراتيجي في مجال الأسواق الناشئة، ولديه خبرة طويلة في تطوير القطاع العام وتنمية القطاع التكنولوجي والتعليم. كما أنه شريكٌ مؤسِّسٌ في اثنين من المؤسَّسات الخدمية في الأسواق الناشئة: المجموعة الدولية للاستشارات (www.iag.sg)، وشركة (www.govinsights.io). وكان شريكاً ومديراً لاستشارات القطاع العام في شركة «بين آند كومباني»، وشريكاً في «برايس ووترهاوس كوبرز»، ورأسَ مجموعة الشرق الأوسط الاستراتيجية، كما عمل مديراً للتخطيط الاستراتيجي في المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في دبي. وكان العميد التنفيذي المؤسِّس لكلية دبي للإدارة الحكومية. ويتمتَّع الدكتور جرار بسجل حافل بالإنجازات العملية والأكاديمية، فقد حصل على درجة الدكتوراه في الهندسة والتصنيع من جامعة برمنجهام (الولايات المتحدة)، وهو الآن مستشار أول في مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي بدبي، وأستاذ في كلية التجارة الدولية هولت بالولايات المتحدة وزميل في مركز ماستركارد للاقتصاد المستدام بالولايات المتحدة.