ما سنراه في خمسين عاماً
بدا الخط دائماً، ويبدو أن الشمس كان هدفها الوحيد هو حرق الناس. لحسن الحظ، كانت هناك مظلة كبيرة فوقنا وفَّرت لنا نوعاً من الظِّل. عندما نظرت حولي، تحرَّك الخط للأمام قليلاً. تنهَّدت. شاهدت رجلين يصطحبان الشخص الأول في الطابور إلى داخل المبنى. تساءلت: كيف ستكون هذه التجربة؟
كان هذا الخط هو أول محاكاة واقعية تعرض الحياة في الإمارات العربية المتحدة في الخمسين عاماً المقبلة. اختارت الدولة شخصاً واحداً من كل عائلة في المدينة لتجربتها وتقديم الملاحظات؛ لقد أرادوا تضمين آراء جميع مواطنيهم من أجل مستقبل هذا البلد. في الوقت الحالي، بدا لي أن المدينة تعمل بشكل جيد، والاقتصاد مزدهر، والحياة النباتية تزدهر، ومستويات السياحة أصبحت أعلى أيضاً. يبدو أن دبي في طريقها بالفعل لأن تصبح مدينة رائعة، إذا لم تكن كذلك بالفعل.
وأنا أفكر بذلك، تحرَّك الخط مرة أخرى. كنت أعلم أنني سأبقى هنا لفترة من الوقت.
لم أكن أعرف عدد الساعات التي مرت، فقط أننا نُقلنا إلى منطقة داخلية بها مقاعد، الكثير منها أيضاً. المرة الأخرى التي تحركت فيها كانت عندما جاء دوري. شعرت بالطمأنينة واتبعت الرجلين، اللذين رأيتهما من قبل، إلى غرفة منعزلة.
عند دخولي، أصابني الإحساس المنعش لمكيف الهواء. أشار لي أحد الرجال إلى هيكل يشبه الكبسولة. وقف المدرب بجانب الكبسولة، وأطلعني لفترة وجيزة على إجراءات واحتياطات السامة، ثم شرح لي ما سيحدث داخل الكبسولة. قيل لي إنني سأجلس داخل الكبسولة ثم سيتم إنزال آلة الواقع الافتراضي على رأسي، مما يتيح لي رؤية المحاكاة والتظاهر بأنني أعيش فيها.
مع تنهيدة مرتعشة أخرى، صعدت إلى الهيكل وجلست على الكرسي الجلدي الأبيض. شعرت بالراحة، كنت أمسك بمساند الذراعين بإحكام؛ كنت متوترة بقدر ما كنت متحمسةً. أعطيت المدرب إيماءة بالموافقة، وأعاد الإيماءة، قبل أن يؤمن الكبسولة، ويتركني في مكان مغلق. خلال الثواني القليلة التالية، سمعت صوتاً من مكبرات الصوت يخبرني أنه سيتم الآن خفض الآلة. استعددت لموقف غير مريح، وبعد ذلك، استقر شيء غير مألوف تماماً على رأسي وانزلق على عيني.
كان هناك ظلام، وبعد ذلك، ظهرت كلمة "البدء الآن" أمام عيني. لقد كانت تجربة سريالية، لكنها بالتأكيد تستحق العناء.
بعد ذلك ظهر منظر طبيعي جميل. شعرت حقاً أنني كنت في بلد آخر. تم وضعي أمام الشاطئ. كان من المنطقي رؤية المحيط فهو قطعة أساسية في هذا البلد. كان مشهداً جمياً، وكان المحيط صافياً وأزرق، وكانت الرمال بيضاء لؤلؤية، متلألئة بشكل أثيري تحت أشعة الشمس. اقتربت من المساحة الزرقاء. كان هناك شيء مختلف بالشاطئ، بدا أكثر طبيعية وأكثر نظافة. لقد لاحظت ذلك بالرغم من كوني شخصاً لا يحب الشاطئ حقاً.
بعد ذلك، تم نقلي إلى منطقة حضرية، على الأرجح قلب المدينة. كانت هناك أبراج كبيرة وشاهقة فوق كل شيء. كان الأمر مخيفاً بعض الشيء، لكنه بالتأكيد أكثر حداثة. كانت الشوارع نظيفة وجديدة، وكانت هناك ممرات أقل مما كانت عليه في الأصل. تساءلت عما إذا كانت هذه فكرة جيدة، لذلك لاحظت ذلك أيضاً. في ذلك الوقت، مرت بي سيارة مسرعة. عند إلقاء نظرة فاحصة، لاحظت أنها تبدو مألوفة.
مع ظهور المزيد من السيارات، أدركت أنها تشبه السيارات الكهربائية الحالية التي أنشأتها شركة (تسلا). شيء آخر لاحظته هو وفرة المساحات الخضراء في المنطقة، على الرغم من كونها منطقة حضرية. كانت هناك أشجار نخيل مصطفة بدقة بعضها وراء بعض، وشجيرات وأزهار وكل أنواع النباتات والأشجار التي لم أستطع تسميتها حقاً. لقد كان مشهداً جميلاً، وبالتأكيد مشهد جدير بالملاحظة.
حتى الآن، أعتقد أن خطط البلاد كانت بالتأكيد على طول خطوط الحفاظ على الاختيارات الطبيعية مع الاستمرار في إشراك جوانب أكثر حداثة فيها.
كانت المنطقة التي انتقلت إليها بعد ذلك مدرسة، ولم أتعرَّف المدرسة، لكنني اعتقدت أنها كانت على الأرجح واحدة زائفة لاستخدام هذه المحاكاة فقط. عند دخولي المبنى، لاحظت على الفور توافر الذكاء الاصطناعي في المنطقة؛ كانت عند المدخل منضدة خالية من البشر، حيث وُضعت شاشة كبيرة على الحائط من خلفه، تعرض كلمات الترحيب واسم المدرسة. تحتها كانت شاشة أصغر (اعتقدت أنها على الأرجح شاشة تعمل باللمس) تعرض العديد من الخدمات التي يمكن أن تقدمها.
بعد ذلك، الفصول الدراسية. لم تختلف كثيراً عن الفصول الدراسية حالياً، ولكن استبدل الجدار الذي يكون عليه السبورة البيضاء أو السبورة الذكية بشاشة كبيرة بدون إطار والتي تشغل الجدار بالكامل. على جانب واحد من الشاشة، في أقصى اليمين، كانت هناك صورة لوجه آلي. تحتها، كُتبت الكلمات "المساعد الذكي" بخط أبيض، على عكس الخلفية السوداء. بعد ذلك، تحول الوجه إلى شرائح، واستبدل الشاشة بأكملها. بأمر صوتي واحد يتم تبديل الشريحة أو تكبيرها أو تمييزها أو تعليقها وما إلى ذلك. من المؤكد أن هذا سيغير قواعد اللعبة في التدريس.
بعد ذلك، أعيدت إلى الشاطئ الذي كنت فيه في البداية. ثم تحول المكان إلى ظلام، وظهرت أمام عيني عبارة "شكراً لك على المشاركة". وأخيراً، تمت إزالة الجهاز من رأسي، وأومضت عدة مرات للتعود على الضوء العادي. فتحت أبواب الكبسولة، وتم الترحيب بي بوجوه المدربين المبتسمة. نزلت من مقعدي، ثم تم نقلي إلى طاولة في مكان ما في الغرفة، حيث تلقيت قلماً وورقة لكتابة ملاحظاتي. بعد ذلك، سُمح لي بمغادرة المبنى.
كانت تلك تجربة فريدة من نوعها، وبينما كنت أسير إلى المنزل تحت الأضواء المتلألئة، عرفت أن مستقبل بلدنا في أيد أمينة.