روح المبادرة
يدعم المقيمون في دولة الإمارات من مختلف المشارب عام التسامح، وذلك من خال عدد من المبادرات.
«إن مبادئ التسامح والإخاء البشري سوف تعمل على تطوير التعليم وتحفيز الابتكار، بما يمكّن جميع شرائح المجتمع من المساهمة في إنشاء اقتصاد معرفي راسخ. وسوف يعزز التسامح من التعاون بين المجموعات الثقافية المختلفة وفهم واحترام بعضها بعضاً. وسوف تساعدنا مبادئ التسامح على التعاطي إيجاباً مع المشكلات البيئية، فضاً عن أنها ستمكننا من حل خلافاتنا ومشكلاتنا السياسية. كما أن التسامح سيجعل مننا أبطالاً في تحقيق التزامات حقوق الإنسان، وسيكون له دور كبير في الحفاظ على تراثنا وترسيخ ثقافاتنا، بما يجعلنا جميعاً فخورين بهويتنا وانتماءاتنا الوطنية المختلفة».
كانت تلك رسالة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، والتي وجهها خال اجتماع مشترك للأعمال التجارية المحلية انعقد في الآونة الأخيرة في أبوظبي.
وأضاف معاليه: «إن التسامح سيعزز من قدرتنا على تعريف مسؤولياتنا الفردية والجماعية للعمل جنباً إلى جنب، بهدف إعاء راية السام وحماية الكرامة الإنسانية، وتطوير مجتمعاتنا على الصعيدين المحلي والدولي».
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك لرجال وسيدات الأعمال أن وزارة التسامح تخطط لمبادرتين تستهدفان مجتمع الأعمال، تتمثل المبادرة الأولى في إطاق التحالف العالمي للتسامح، وهي منصة دولية غير حكومية للتعاون بين المواطنين والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الخيرية والأفراد، والذين سيجتمعون لتعزيز مفهوم التسامح على الصعيد العالمي.
وأضاف معاليه: «إن أغلب الموجودين اليوم هم مواطنون عالميون يعملون في مؤسسات دولية، وبالتالي فإن التحالف العالمي للتسامح يجب أن يلقى اهتماماً كبيراً بالنسبة لكم».
أما المبادرة الثانية التي لا تزال بمراحلها الأولى، فهي مبادرة المؤسسات المتسامحة، وهي المبادرة التي تستهدف متابعة امتثال الشركات لمبادئ التسامح ومنحها شهادات خاصة تقديراً لها على تلك الجهود.
وفي الإشارة إلى مفهوم »B-Corp« المستخدم في الولايات المتحدة وبعض دول العالم، فإنه يهدف إلى ضمان امتثال الشركات لمفاهيم مواطنتها فيما يتعلق بأدائها على الصعيدين الاجتماعي والبيئي، حيث قال معاليه: «إن وزارة التسامح حريصة على إدخال مفهوم التسامح ودمجه مع نظام شهادات المؤسسات المتسامحة».
وأضاف قائلاً: «لا يعدُّ التسامح حالة موروثة، فالمفهوم عبارة عن قيم تستوجب رعايتها ودعمها بشكل مستمر، وهي بمثابة حديقة يجب العناية بها من خال سقيها والاعتناء بها لتحقيق أقصى فائدة ممكنة منها».
كما شهدت العاصمة أبوظبي أخيراً وضع حجر الأساس لأول معبد هندوسي بالإمارة، والذي من المتوقع الانتهاء من أعماله في العام 2020 ، وقد شهدت الفعالية حضور عدد من الشخصيات العامة، يتقدمهم معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، ومعالي الدكتور أحمد بن عبد الله بالهول الفلاسي وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، وقداسة ماهانت سوامي مهراج، الرئيس الروحي لمنظمة (BAPS ) التي تقوم ببناء المعبد، ونافديب سوري السفير الهندي لدى الدولة.
«التسامح ليس حالة موروثة، فالمفهوم
هو عبارة عن قيم تستوجب رعايتها
ودعمها بشكل مستمر، وهو بمثابة
حديقة يجب العناية بها من خال
سقيها والاعتناء بها لتحقيق أقصى
فائدة ممكنة منها ».
معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان
وزير التسامح في الإمارات.
وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي: «تحظى دولة الإمارات العربية المتحدة بسمعة متميزة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ونرى ذلك من خال التنوع والانسجام اللذين يميزان مجتمعنا، فبلادنا اليوم تحتضن مواطني أكثر من 200 جنسية، يعيش الجميع فيها بأمن واستقرار وحرية ممارسة شعائرهم الدينية».
وأضاف الخييلي: «إن وضع حجر الأساس للمعبد الهندوسي هو تجسيد للتعايش والتآلف والتسامح التي تتميز بها قيادة وشعب الإمارات، فالوالد زايد آمن بأن التعايش بين جميع البشر على اختاف أعراقهم وأجناسهم هو السبيل الوحيد لتعزيز السام العالمي».
وسوف يتم بناء المعبد على أرض منحتها إمارة أبوظبي لهذا الغرض خال زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للإمارات في العام 2016 ، وتتراوح كلفته بين 400 و 450 مليون درهم، وسوف يضم المبنى سبعة أبراج وخمس قباب مزخرفة، ويعمل حالياً مئات الحرفيين على نحت الأحجار في الهند، وبمجرد تجهيزها، سيتم شحنها وتجميعها في الإمارات.
وفي مبادرة أخرى ضمن مبادرات عام التسامح، أطلقت جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية «وثيقة التسامح في الطب ،» والتي تهدف إلى تعزيز التعاون والوحدة والشمولية والتنوع بين طاب الكلية، ضمن إطار مساعي الجامعة للنهوض بالقطاع الصحي إلى آفاق جديدة في الدولة وخارجها.
أقر الموقعون على الوثيقة أن «لكل إنسان الحق في أن يعامل بنزاهة مع حفظ كرامته »، وتعهدوا بتوظيف معارفهم وخبراتهم المكتسبة كمختصين في الرعاية الصحية لتحسين نوعية حياة وصحة الأفراد في المجتمع.
كما تعهد الموقعون على الوثيقة ببذل كل ما في وسعهم لتأسيس مجتمع متسامح، يتيح للأفراد التعايش في وئام تام، انطلاقاً من إيمانهم وتقديرهم لقيم التسامح والأخوة، التي حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، على غرسها في نفوس أبناء الوطن.
وقال الدكتور عامر شريف مدير الجامعة: «هذا التعهد يؤكد دعم الجامعة مساعي الدولة في ترسيخ مكانتها كمثالٍ يحتذى به عالمياً في ثقافة التسامح التي تتجلى في كافة السياسات والممارسات ،» مضيفاً: «سيكون الميثاق مرجعاً سلوكياً لطلابنا الذين يمثلون 28 جنسية من جنسيات العالم المختلفة ». ويعدّ توقيع هذه الوثيقة أحدث مبادرات جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية في دعم عام التسامح الذي أعلنته دولة الإمارات، حيث شاركت الجامعة في عدد من المبادرات التي تضمنت زراعة شجرة الغاف التي تمثل رمزاً للاستقرار والسام بدولة الإمارات.