الفائزون بجوائزة نوبل 2019
أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية خال الشهر الفائت أسماء الفائزين بجائزة نوبل لعام 2019 ، والتي فاز بها 14 شخصاً في حقول الجائزة الستة وهي الاقتصاد، الفيزياء، الكيمياء، الطب، الأدب، والسام.. تضمنت القائمة لهذا العام أسماء غير متوقعة، وبعضها أثار جدلاً إلى حدّ ما.. فلنتعرّف إليهم، وإلى إنجازاتهم:
الاقتصاد: مكافحة الفقر
فاز خبراء الاقتصاد أبهيجيت بانيرجي وإستر دوفلو ومايكل كريمر بجائزة نوبل للاقتصاد لعام 2019 لوضعهم نهجاً يهدف إلى الحدّ من الفقر لدى ملايين الأطفال على مستوى العالم.
وأصبحت بذلك الخبيرة الاقتصادية الفرنسية-الأميركية إستر دوفلو ثاني امرأة تفوز بنوبل في الاقتصاد على مدى تاريخ الجائزة الممتد إلى 50 عاماً، كما أنها الأصغر؛ إذ إن عمرها 46 عاماً. وقد تقاسمت الجائزة بالتساوي مع الأميركي، المولود في الهند، بانيرجي والأميركي الآخر كريمر.
وأوضحت الأكاديمية أن عملهم أظهر كيف يمكن معالجة الفقر بتقسيمه لقضايا أصغر وأدق في مجالات مثل التعليم والرعاية الصحية، مما يسهل حل المشكلات. وقالت في بيان: «الفائزون لهذا العام وضعوا نهجاً جديداً للحصول على أجوبة يُعتد بها بشأن أفضل السبل لمكافحة الفقر على مستوى العالم .» وأضافت أن نتائج دراساتهم وتجاربهم الميدانية تراوحت بين مساعدة الملايين من تلاميذ المدارس الهنود ببرامج تعليم تصحيحية وتشجيع الحكومات في أنحاء العالم على زيادة التمويل المخصص للعاج الوقائي.
وقالت دوفلو: «يبدأ الأمر من فكرة أن الفقراء غالباً ما يتم تحويلهم إلى مادة للرسوم الكاريكاتورية، وحتى الأشخاص الذين يحاولون مساعدتهم لا يفهمون في الواقع ما هي الجذور العميقة لمشكلاتهم »، مضيفة: «هدفنا هو أن نتيقن من أن مكافحة الفقر ترتكز على أساس علمي »، موضحة أن «النهج يتضمن تقييماً لتأثير مشكلات تكون واضحة بشكل كبير في أغلب الأحيان كنقص الكتب المدرسية أو غياب المعلمين».
وبدأ منح جائزة نوبل في الاقتصاد، البالغة قيمتها تسعة ملايين كرونة سويدية ) 915300 دولار(، في 1969 وهي ليست من الجوائز الخمس الأصلية التي نصت عليها وصية رجل الصناعة السويدي ألفريد نوبل.
الفيزياء: اكتشاف الكواكب
فاز عالم الكونيات الكندي الأميركي جيم بيبلز والعالمان السويسريان ميشيل مايور وديدييه كويلو بجائزة نوبل للفيزياء لعام 2019 تقديراً لعملهم الرائد فيما يتعلق بنشأة الكون واكتشافهم لكواكب تدور حول شموس بعيدة.
وحصل بيبلز، من جامعة برينستون الأميركية، على نصف الجائزة التي تبلغ قيمتها تسعة ملايين كرونة سويدية (910 آلاف دولار)في حين تقاسم مايور، من جامعة جنيف السويسرية، وكويلو، من جامعة كمبردج البريطانية، النصف الآخر.
وقالت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في بيان منح الجائزة «الفائزون هذا العام غيروا أفكارنا عن الكون ». وأضافت: «في الوقت الذي أسهمت فيه اكتشافات جيمس بيبلز النظرية في فهمنا لكيفية تطور الكون بعد الانفجار العظيم، استكشف ميشيل مايور وديدييه كويلو جيراننا الكونيين في رحلة بحث دؤوب عن الكواكب غير المعروفة. لقد غيرت اكتشافاتهم مفاهيمنا عن العالم إلى الأبد».
وقال مايور وكويلو: إن حصولهما على جائزة نوبل بفضل «الاكتشاف الأكثر إثارة في حياتنا المهنية كلها هو أمر مذهل ببساطة ». ووجه بيبلز الشكر للهيئة المانحة للجائزة، لكنه قال: إن نصيحته للشبان الذين يطمحون إلى دخول مجال العلوم هي ألا تغريهم مثل هذه الجوائز. وقالت الأكاديمية: إن بيبلز استطاع من خال أدوات وحسابات نظرية تفسير أثر الإشعاع الصادر من الأيام الأولى لنشأة الكون وبالتالي اكتشف عمليات فيزيائية جديدة.
الكيمياء: التخلي عن الوقود الأحفوري
فاز العلماء جون جودينوف وستانلي وتنجهام وأكيرا يوشينو بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2019 لتطويرهم بطاريات الليثيوم أيون التي تعد تقنية مهمة على صعيد تمكين العالم من الابتعاد عن استخدام الوقود الأحفوري. وأصبح بذلك الأميركي جودينوف (97 عاماً) الفائز الأكبر سناً بجائزة نوبل، وتقاسم الجائزة بالتساوي مع البريطاني وتنجهام والياباني يوشينو.
وقالت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم: «هذه البطارية التي يعاد شحنها وضعت الأساس لاستخدام الإلكترونيات اللاسلكية مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمول ». مضيفة: «كما أنها تجعل تخلي العالم عن الوقود الأحفوري أمراً ممكناً؛ إذ إنها تستخدم في أي شيء من إمداد السيارات الكهربائية بالطاقة إلى تخزين الطاقة من مصادر متجددة».
وطور وتنجهام أول بطارية ليثيوم فعالة في أوائل السبعينيات، وضاعف جودينوف طاقة البطارية خال العقد التالي، وأزال يوشينو الليثيوم النقي من البطارية مما جعل استخدامها أكثر أماناً بكثير.
الطب: تكيف الخلايا
فاز الأمريكيان وليام كايلين وجريج سيمينزا والبريطاني بيتر راتكليف بجائزة نوبل للطب لعام 2019 بفضل اكتشاف كيفية تكيف الخلايا مع تغير مستويات الأكسجين مما يمهد الطريق لاستراتيجيات جديدة لمكافحة أمراض مثل الأنيميا والسرطان.
وقالت جمعية نوبل في معهد كارولينسكا بالسويد عن هذا الاكتشاف: «أوضحت اكتشافات الفائزين بنوبل هذا العام آلية واحدة من أهم عمليات التكيف الأساسية للحياة».
وقال المعهد: «إن أبحاثهم وضعت الأساس لفهم كيف تؤثر مستويات الأكسجين في الأيض الخلوي والوظائف الفسيولوجية »، مضيفاً: «يعد استشعار الأكسجين أمراً أساسياً في عدد كبير من الأمراض... تركز الجهود المكثفة في المختبرات الأكاديمية وشركات الأدوية حالياً على تطوير عقاقير يمكنها أن تتداخل مع حالات مرضية مختلفة؛ إما عن طريق تنشيط أو تعطيل آلية استشعار الأكسجين».
الأدب: شغف موسوعي
فاز الكاتب النمساوي بيتر هاندكه بجائزة نوبل لأدب لعام 2019 والكاتبة البولندية أولجا توكارتشوك بجائزة عام 2018 المؤجلة. ومُنحت جائزتا نوبل هذا العام بعد حجب جائزة العام الماضي في أعقاب تكشف فضيحة اعتداء جنسي هزت الأكاديمية التي تمنح الجائزة الرفيعة. ومنذ ذلك الوقت عيّنت المؤسسة أعضاء جدداً، وأدخلت إصلاحات على بعض قواعدها بعد تدخل نادر من ملك السويد. وذكرت الأكاديمية في بيان أن هاندكه ) 76 عاماً( فاز بجائزة 2019 عن «عمله المؤثر الذي استكشف ببراعة لغوية حدود وخصوصية التجربة الإنسانية". وحصلت توكارتشوك على جائزة عام 2018 لأنها قدمت "خيالاً سردياً يمثّل بشغف موسوعي عبور الحدود كأسلوب حياة .» وأضافت الأكاديمية أن هاندكه أسس نفسه كواحد من الكُتاب الأكثر تأثيراً في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية بمجموعة أعمال تضمنت روايات ومقالات ومذكرات وأعمالاً درامية. كما أنه عُرف أيضاً بمشاركته في كتابة سيناريو فيلم «أجنحة الرغبة » الذي نال استحسان النقاد عام 1987 .
أما توكارتشوك ( 57 عاماً) فقد تدربت كطبيبة نفسية قبل نشر روايتها الأولى عام 1993 . ومنذ ذلك الحين أنتجت مجموعة منتظمة ومتنوعة من الأعمال، وفازت روايتها «الترحال » بجائزة مان بوكر الدولية الرفيعة العام الماضي. وكانت أول مؤلفة بولندية تحصل على الجائزة. وأثارت جدلاً في بلدها بولندا بتلمسها مناطق مظلمة من ماضي الباد تتناقض مع التاريخ الذي يروج له حزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا.
السلام: حل النزاع الحدودي
فاز رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد بجائزة نوبل للسام لعام 2019 لجهوده في إنهاء عقدين من العداء مع إريتريا. وقال أبي أحمد في مكالمة هاتفية مسجلة مع أمين لجنة نوبل «يغمرني شعور بالامتنان والسعادة... إنها جائزة لإفريقيا، ولإثيوبيا».
وعلى الرغم من أن أصغر قادة إفريقيا سناً لا يزال يواجه تحديات ضخمة، إلا أنه أطلق خال أقل من عامين في السلطة إصلاحات سياسية واقتصادية تبشر بحياة أفضل للكثيرين في إثيوبيا الفقيرة، واستعاد العلاقات مع إريتريا التي ظلت في حالة جمود منذ الحرب الحدودية بين 1998 و 2000 .
وقالت لجنة نوبل في أسباب منح الجائزة المرموقة: «جاء منح رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد جائزة نوبل للسام لهذا العام لجهوده من أجل السام والتعاون الدولي، وخاصة مبادرته الحاسمة لحل النزاع الحدودي مع إريتريا ». وأضافت أن الجائزة تمثل تقديراً «لجميع الأطراف المعنية التي تعمل من أجل السام والمصالحة في إثيوبيا، وفي مناطق شرق وشمال شرق إفريقيا».
وتولى أبي، الذي يبلغ من العمر 43 عاماً، منصبه في إبريل 2018 بعد استقالة هايلي مريم ديسالين في أعقاب ثاث سنوات من الاحتجاجات العنيفة المناهضة للحكومة. وكان الائتاف الحاكم قد بدأ بالفعل في اتخاذ إجراءات تصالحية، بما في ذلك إطاق سراح كثير من المعتقلين السياسيين، لكن أبي عجل وتيرة الإصلاحات.