التعليم قلب التنمية
تدرك الإمارات جيداً معنى ومغزى التعليم في أي نهضة حضارية تسعى إليها الأمم، وعلى هذا الأساس لا يهدأ العمل من أجل الوصول إلى مستويات متقدمة في نوع التعليم الذي تقدمه مدارسنا وجامعاتنا. ورؤية قيادتنا الرشيدة للتعليم ودعمه بكافة الوسائل الممكنة لا تقتصر على الوطن وحسب، ولكنها تمتد إلى كل إنسان في حاجة إلى العلم والمعرفة لكي يحسن شروط حياته ويستطيع العيش بكرامة.
من هنا كان ذلك التأكيد المتواصل، وفي كل مناسبة، على أهمية التعليم بوصفه الطريق الأمثل لبناء الإنسان؛ ففي شهر فبراير الماضي أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مشروع منصة مدرسة، الذي يسعى للوصول إلى ألف قرية في المناطق النائية والمعزولة والمحرومة من التعليم في العالم العربي، وذلك من خال التعليم عن بعد عبر منصات إلكترونية متنقلة تجوب مخيمات اللاجئين غير المتصلة بشبكة الإنترنت، وتضم المنصة خمسة آلاف درس تعليمي بالفيديو تشمل مواد العلوم والرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء، وتغطي المراحل التعليمية المدرسية من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر.
نجاح مجتمعاتنا واقتصاداتنا ومستقبلنا
له مفتاح واحد: التعليممحمد بن راشد آل مكتوم خلال إطلاق منصة «مدرسة »
يؤمن سموه قبل غيره أن التعليم بات من ضرورات الحياة الأساسية، لا يمكن في القرن الحادي والعشرين، أن يُحرم إنسان منه، ولا يمكن أيضاً أن نقرأ عن معدلات الأمية المرتفعة في بعض بلدان وطننا العربي الكبير ويقف قادة الإمارات، السباقة إلى الخير، في موقع المتفرج، فكان لا بد كالمعتاد من مد يد العون إلى الأشقاء، ونحن نعلم ذلك الثمن الفادح الذي تدفعه الأوطان نتيجة ارتفاع معدلات الأمية، حيث تنتعش بيئة يعشش فيها الفقر والجهل والتطرف، بيئة طاردة للسكان يسودها العنف.
في داخل بلادنا الحبيبة يتواصل العمل كل يوم، للوصول إلى أفضل أداء يعقبه نتائج قياسية في التعليم؛ ففي شهر يناير الماضي، وخال اجتماع مجلس الوزراء، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: «نراهن على التعليم في سباق الأمم، والاستثمار في تنمية الإنسان هو الاستثمار الوحيد الذي لا يعرف الخسارة، وهدفنا أن نكون الأفضل في التعليم عالمياً .» ويومها نشر سموه تغريدة على «تويتر » تحدّث فيها عن منظومة المدرسة الإماراتية التي سيتم تطبيقها في أكثر من 800 مدرسة حكومية وخاصة، تتضمن مسارات تعليمية متنوعة كالمسار العام والمتقدم، ومسار النخبة، ومسار التعليم المهني والتقني، ويتم العمل في المنظومة على مدار ست سنوات، وخُصص لها خمسة مليارات درهم.
لا تُغفل المنظومة أيَّ نوع من التعليم؛ فهناك مسار مخصص للمتفوقين من الطاب، حيث فرص الإبداع والابتكار أكبر، وهناك مسار يتعلق بالتعليم التقني، وآخر للتعليم المهني لتلبية احتياجات سوق العمل الحقيقية، بحيث تتكامل المنظومة لتترجم رؤية الإمارات الشاملة في التنمية والتي ترتكز على بعدين أساسيين: العلم والعمل.
التعليم، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، استثمار في الإنسان، وهو استثمار لا يعرف الخسارة، يستهدف الطفل واليافع، فهو مستقبل نعيش مقدماته الآن، بذرة نزرعها ونحن على قناعة بأننا سنحصد ثمرتها قريباً. التعليم هو قلب رؤية بلادنا التنموية، وما يتأسس عليها من عمل وجهد. نجاح التعليم رافعة للمجتمع والاقتصاد. التعليم نهر تغذيه روافد كثيرة: مدارس، جامعات، معاهد أبحاث، مؤتمرات، ملتقيات، إلخ. كل هذا يصب في صالح التعليم الذي أصبح في الإمارات مثل الماء والهواء.