أدباء نوبل وقيم التسامح
مع إعان دولة الإمارات 2019 عاماً للتسامح، من المناسب للغاية أن يركز متحف نوبل هذا العام على الفائزين بجائزة نوبل في الأدب تحت شعار «جائزة نوبل في الأدب.. عوالم مشتركة »، لأنه لا ينبغي لنا على الإطاق التقليل من أهمية الدور المؤثر الذي يؤديه الأدب في السماح لنا بالتعرف إلى ثقافات الآخرين واستيعابها؛ فالأدب يتيح لنا استكشاف العوالم التي قد لا نتمكّن من زيارتها أبداً، كما يوفّر لنا فرصة الانتقال إلى أجواء الرحات العاطفية للشخصيات، وكل ذلك يمنحنا فهماً أكبر للتعقيدات البشرية ويغرس فينا قيم التسامح والتعاطف.
بناءً على الشراكة بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ومؤسسة نوبل العالمية، نظمنا الدورة الخامسة من متحف نوبل لنسلط الضوء على العديد من الحائزين جائزة نوبل في الأدب، ممن تركوا انطباعاً جمياً لدى ملايين الناس على مدى العقود الماضية، من خال إنتاجهم الروائع الأدبية.
ومع استمرار متحف نوبل، خال هذا الشهر، في تسليط الضوء على أهم إبداعات روّاد الأدب، يسرني أن أبلغكم أنه حقق نجاحاً باهراً، فقد اتضح ذلك من خال استقطابه الزوار من جميع الأعمار. وآمل أن يكون العديد من المؤلفين المستقبليين قد وجدوا في المتحف وورش العمل التي عقدها المتحدثون الضيوف ما يلهمهم ليشرعوا في رحلتهم الأدبية. قد يكون الأمر مسألة وقت فقط حتى نتمكن من رؤية كاتب من دولة الإمارات العربية المتحدة يسير على خطى الراحل الكبير نجيب محفوظ، فهو الروائي العربي الأول الذي نال جائزة نوبل لآداب.
في الواقع، جاء التوقيت المتميّز لمتحف نوبل في دبي متزامناً أيضاً مع شهري الابتكار والقراءة في الإمارات، حيث شهد شهر الابتكار أكثر من 1000 حدث في جميع أنحاء الباد خال الأسابيع الأخيرة، فيما سيشهد شهر القراءة بكل تأكيد تنظيم فعاليات كثيرة ومتنوعة.
في كل عام، تحتضن الإمارات العربية المتحدة شهري الابتكار والقراءة، بهدف تحفيز العقول من كافة الأعمار، وجعل القراءة ثقافة في المجتمع الإماراتي. فمن خال مثل هذه المبادرات الطموحة وحدها، يمكننا أن نرى قريباً حلولاً رائدة ومتميّزة تساعدنا على مواجهة تحديات المستقبل.
توعية الشباب، وإتاحة الفرصة أمامهم ليحلّقوا بخيالهم، أمر حيوي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لتحديد موقعها كواحدة من أكثر الدول ابتكاراً في العالم.