الغاف: جذور راسخة في تراب الوطن
كشفت الإمارات النقاب عن الشعار الرسمي لعام التسامح وجذوره الراسخة بقوة في تراب البلاد وتراثها.
جاء الإعان عن شعار عام التسامح في الإمارات استلهاماً من الشجرة الوطنية في الباد وهي شجرة الغاف. وبعد المصادقة على الشعار الرسمي، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «إن التسامح قيمة عالمية... والغاف شجرتنا الوطنية... مصدر الحياة وعنوان الاستقرار في وسط الصحراء...».
وأضاف سموه قائاً: «كانت ظلالها الوارفة مركزاً لتجمع أجدادنا للتشاور في أمور حياتهم... وفي عام التسامح نتخذها شعاراً لنستظل جميعاً بظل التسامح والتعايش».
سيتم استخدام الشعار من قبل الجهات الحكومية والخاصة والإعلامية في جميع الحمات والمبادرات والبرامج التي يتم إطلاقها خال عام 2019 . وقالت اللجنة الوطنية العليا لعام التسامح، برئاسة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان: تم اختيار شجرة الغاف بسبب أهميتها الكبيرة. فقد أعطى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، أهمية كبيرة للغاف وأصدر قوانين وأنظمة تحظر قطع الأشجار في جميع أنحاء البلاد. وأَضافت اللجنة أن الغاف يمثل «قيمة ثقافية كبيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة » مرتبطة بهوية وتراث البلاد.
وقالت اللجنة: «تجمع أسافنا وعشائرنا تحت ظال أشجار الغاف لمناقشة أمورهم اليومية. كذلك، اعتاد عدد من حكام الإمارات العربية المتحدة على اللقاء بالمواطنين والاستماع إلى مطالبهم مباشرة تحت ظال هذه الأشجار».
وأضافت: «إن شجرة الغاف ترمز إلى الاستقرار والسام في الصحراء، ولديها القدرة على التكيف في الصحراء. ويتم زرع الغاف في العديد من البلدان حول العالم، ولا سيما في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الوسطى والأمريكتين، ولكن تحت مسميات مختلفة. بالنسبة لنا، نهدف هذا العام إلى ترسيخها شعاراً عالمياً للتسامح».
منذ تأسيسها في عام 1971 ، تفخر الإمارات العربية المتحدة بتعزيز التعايش بين سكانها متعددي الجنسيات. كما تتمتع الدولة أيضاً بتاريخ طويل ومشرّف من الحوار بين الأديان وحرية التعبير الديني، وقد تم إثباته مؤخراً عندما زار قداسة البابا فرنسيس، رئيس الكنيسة الكاثوليكية وبابا الفاتيكان، وفضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، الباد الشهر الماضي. خال الزيارة التاريخية، التي كانت أول مرة يزور فيها الحبر الأعظم دول مجلس التعاون الخليجي، ألقى البابا فرنسيس خطاباً في اجتماع الأخوة الإنسانية من صرح «زايد المؤسس » في أبوظبي. وفي كلمته أمام الجمع، أعرب عن تقديره لالتزام دولة الإمارات العربية المتحدة «بالتسامح وضمان حرية العبادة».
باستخدام صورة «الصحراء التي تحيط بنا ،» تحدث البابا فرنسيس عن الإمارات العربية المتحدة باعتبارها «مفترق طرق مهماً » بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، وأشاد بالطريقة التي ازدهرت بها الصحراء لتصبح ما سماه «مكاناً مزدهراً ومضيافاً».
مثال آخر على التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة هو بناء أول معبد هندوسي في أبوظبي. ومن المقرر إقامة مراسم وضع حجر الأساس في 20 أبريل. وقد أكدت المنظمة التي تبني المعبد )بوتشاسانواسي أكشار بوروشوتام ساسثا(، أن زعيمها الروحي، ماهنات سوامي سيترأس الحدث.
يتم بناء المعبد، الذي تقدر تكلفته بمبلغ 450 مليون درهم، على أرض تبرعت بها حكومة أبوظبي خال زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في عام 2016 . أجري حفل الاحتفال بوضع حجر الأساس للمعبد قبل عام، بالقرب من الرحبة قبالة طريق دبي - أبوظبي السريع. ويجري بناء المعبد على أرض مساحتها 55 ألف متر مربع، وفي هذا العام، احتفالاً بعام التسامح في الإمارات، خصصت الحكومة 55 ألف متر مربع أخرى لمرافق وقوف السيارات. وسيتم نحت الهيكل بالكامل، الذي يضم سبعة أبراج وخمس قباب مزخرفة بالكامل من الحجر بواسطة مئات الحرفيين في الهند. عندما تصبح جاهزة ومرقمة، سيتم شحن الآلاف من القطع الحجرية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وتجميعها في الموقع مثل لغز ضخم ثلاثي الأبعاد. ومن المقرر أن يبدأ البناء هذا العام.
ويحتفي مجتمع الفن الإماراتي أيضاً بعام التسامح من خال معرض يحمل عنوان «ما وراء الحدود ». شارك فيه أكثر من 50 فناناً من الإمارات يمثلون 30 جنسية في المعرض الذي يستمر لمدة شهر، والذي يقام في فندق كاسيلز البرشاء في دبي حتى 16 مارس.
كما يقدّم «معرض التسامح » الذي ينظمه غاليري آرت فور يو من تقييم رينغي تشيريان «جينسو جاكسون، مؤسس غاليري آرت فور يو، حوالي 60 عماً فنياً. افتتحه ياسر القرقاوي مدير إدارة البرامج والشراكات في وزارة التسامح رئيس مسرح دبي الشعبي.
وقالت الفنانة المساهمة سوابنيل جوالي التي عملت صورة للراحل الشيخ زايد باستخدام تقنية التنقيط (باستخدام النقاط): «يظهر عملي الفني الراحل الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، الذي كان له قابلية طبيعية للتسامح والأصالة والاهتمام بالآخرين».
وفي وصف المعرض، قال القرقاوي: «من خال تيارات الألوان التي تشكل اندماج القصص على القماش؛ ومع كل قطعة تروي قصة فريدة من نوعها، فإن بيئة التسامح والتنوع الشاملة ناضجة وواضحة في كافة مساحة المعرض».