محمد سلمان إبراهيم: تكريمنا في دبي وسام فخر على صدور أبنائنا

أكد أن برامج محو الأمية في محافظة الوادي الجديد أثمرت تعليم 3 آلاف أمي سنوياً

محافظة مصرية رائدة، تخطت كل التحديات، وأعطت الأميين أملاً بغد أفضل ليكون عنصر بناء في المجتمع، إنها محافظة الوادي الجديد، التي أضاءت طريق المعرفة أمام شبابها عن طريق برامج فائقة الأثر، نتج عنها انخفاض نسبة الأمية في المحافظة إلى 2 %، وهي الأقل في جمهورية مصر العربية. وفي إطار إبداعها بمبادرات ممنهجة ومدروسة لتفعيل دور الطلاب، تولَّى كل واحد من طلابها الخريجين محو أمية 10 مواطنين من أبناء قريته. وهذا ما فعَّل الدَّور المجتمعي في الحملة الشاملة لمحو الأمية في المحافظة. كما تم منح مكافآت مالية في صورة بنية أساسية للقرى الخالية من الأمية في المحافظة، وتم وضع برامج تنموية فيها بالتعاون مع شركاء ومؤسسات التنمية، ولفت أنظار الشركات للاستثمار في المحافظة.

تلك الريادة التي حازتها هذه المحافظة، دفعتنا للقاء محافظها اللواء محمد سلمان إبراهيم، الذي صرح بأن تكريم محافظة الوادي الجديد في ملتقى تحدي الأمية بدبي لفتة كريمة من قيادة واعية ودولة شقيقة ورائدة تعي بمتطلبات العصر، وتسعى دائماً لمساندة ودعم خطط بناء وتنمية الإنسان بكافة الدول العربية، وأن هذا التكريم وسام على صدر مواطني محافظة الوادي الجديد. وفي هذا الصدد، كان لقاء «ومضات » مع المحافظ، ليحدثنا عن المبادرات التي اتبعتها في سبيل تحقيق هذا التفوق، والنتائج التي برزت في هذا المجال، وأثر التكريم في ملتقى تحدي الأمية في دبي على مسيرتها وشحذ طاقاتها.

قيادة الإمارات تعي متطلبات
العصر وتسعى لمساندة
خطط بناء الإنسان العربي

حوافز مالية

* قامت محافظة الوادي الجديد بتنفيذ خطط طموحة لمواجهة محو الأمية في المحافظ أثمرت عن انخفاض ملموس في عدد الأميين بالمحافظة، وصلت لنحو 2 في المائة.. لو تحدثنا أكثر عن هذه الخطط والبرامج التي نفذتها وتنفذها المحافظة لمحو أمية المواطنين بمحافظة الوادي الجديد؟

- كانت المشاركة والتكريم بملتقى تحدي الأمية الذي نظمته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بمثابة دافع كبير لمواصلة المحافظة جهودها للقضاء على الأمية، من خلال وضع خطط زمنية لمحو أمية أبناء المحافظة بتشكيل لجانٍ في كافة المراكز لمتابعة حصر أعداد الأميين وذوي الاحتياجات الخاصة والأسر الأكثر احتياجاً بكل قرية، كما تمَّ التنسيق بين المحافظة وجامعة الوادي الجديد للاستعانة بطلاب الجامعة والملتحقين بالخدمة العامة لمحو أمية عدد من الأميين كشرط للحصول على شهادة التخرج ومنح حوافز مالية مجزية لكلٍّ من المتعلمين والمدربين لتشجيعهم على مواصلة التعلم. ومساعدة المتميزين من المتعلمين بتوفير فرص عمل لهم، لمساعدتهم على أعباء الحياة وكحافز لهم ولغيرهم على الاستمرار في التعليم.

* كم يبلغ عدد الأميين الذين تستهدف المحافظة محو أميتهم بمحافظة الوادي الجديد؟ وما هي المدة التي يمكن خلالها تحقيق هذا الإنجاز؟

- تستهدف المحافظة محو أمية 12334 من إجمالي عدد السكان البالغ 255 ألف نسمة وذلك خلال 5 سنوات بواقع 3 آلاف أمي سنوياً، وتمَّ عقد ورش عمل وبرنامج زمني لتصبح المحافظة بلا أمية، ونظراً لظروف جائحة كورونا تمَّ تأجيله لنهاية عام 2020 ، مع الإعداد للتحول لمحو الأمية الإلكترونية.

جذب الدارسين

* لو تعطينا فكرة عن نسبة الأمية بين الذكور والإناث في المحافظة وأعمار هؤلاء الأميين ومؤشرات الإقبال على فصول وبرامج محو الأمية من جانب الأميين؟

- نسبة الأمية بين الذكور تبلغ 35 % بينما تبلغ النسبة بين الإناث 65 % على مستوى المحافظة بالفئة العمرية أكثر من 15 سنة، وفيما يتعلق بالإقبال على الفصول، تشهد الفصول التي أنشأتها إقبالاً ملحوظاً وخاصة من الإناث؛ نظراً لانشغال الرجال بأعمالهم اليومية، ولكن تقوم المحافظة بتقديم عوامل جذب لهذه الفئات من خلال تسليم قطع أراضٍ زراعية، وتوفير فرص عمل ومكافآت مالية وعينية لكل من يحصل على شهادة محو الأمية، إضافة إلى تكثيف جهود التوعية من خلال القوافل والندوات التثقيفية لحث المواطنيين على الالتحاق بفصول محو الأمية بالتعاون مع المجلس القومي للسكان ورجال الدين.

* هل هناك نماذج من هؤلاء الأشخاص الذين جرى محو أميتهم واصلوا تعليمهم لمراحل دراسية رسمية أو جامعية أو قاموا بالتعاون والمشاركة معكم في مواجهة الأمية.. حدثنا عن هذه النماذج إن وجدت؟

- بالفعل هناك نماذج واصلت تعليمها حتى حصلت على شهادات جامعية، وتمَّ تعيينهم بعدد من الهيئات بالمحافظة، كما تمَّ دعم ومساعدة عدد من طلبة كلية التربية بجامعة الوادي الجديد للحصول على درجات الماجستير في محو الأمية وتعليم الكبار للاستفادة من أبحاثهم في هذا المجال.

* كيف ترى أهمية بدء تنفيذ برامج محو الأمية في دعم برامج المحافظة في مجال التنمية المستدامة؟

- لا يمكن أن تنجح المحافظة في تحقيق التنمية المستدامة من دون مشاركة فعّالة للمواطن المتعلم والمثقف والواعي بدوره في هذه التنمية في ظل الطفرة النوعية والتكنولوجية التي يشهدها العالم، والتي تحتِّم على الجميع ضرورة التعامل معها لتحقيق أداء أفضل، كما أنَّ ما تقوم به الدولة والمحافظة من مشروعات تنموية ومبادرات قومية يتمحور هدفها نحو تنمية المواطن بكافة المجالات لتوفير حياة أفضل.

قيادة واعية

* المبادرة الرائدة في الوطن العربي (تحدي الأمية) التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، اعتادت تكريم الروّاد الذين يسهمون في مواجهة الأمية في الوطن العربي وقد وقع الاختيار عليكم في مسألة التكريم. كيف تنظرون إلى هذه اللفتة الإنسانية وهذا التكريم المستحق؟

- هي لفتة كريمة من قيادة واعية ودولة شقيقة ورائدة تعي بمتطلبات العصر، وتسعى دائما لمساندة ودعم خطط بناء وتنمية الإنسان بكافة الدول العربية وليس بدولة الإمارات فحسب، ويعدُّ هذا التكريم وساماً على صدر مواطني محافظة الوادي الجديد، إضافة إلى فوز المحافظة بجائزة أفضل قرية بجمهورية مصر العربية بمسابقه التميز الحكومي التي ترعاها دولة الإمارات العربية الشقيقة، وكذلك التعاون في مجال زراعة النخيل وتطوير وتحسين جودة التمور بالتعاون مع جائزة خليفة الدولية للتمور ومصنع الفوعة الإماراتي.

فضلاً عن إنشاء عدد من مشروعات الاستثمار الزراعي والحيواني مثل مشروع إنشاء مجتمع عمراني زراعي صناعي بشراكة بين شركة جنان الإماراتية ومؤسسة مصر الخير، والبنك الأهلي المصري لتحقيق التنمية المستدامة وتوطين الشباب وتوفير فرص عمل وزيادة الإنتاج من التمور والألبان يوطد علاقات الإخوة والمحبة التاريخية بين البلدين قيادة وشعباً.

تستهدف المحافظة محو
أمية 12334 من إجمالي عدد
السكان البالغ 255 ألف نسمة
خلال 5 سنوات

* لو تخبرنا عن أثر التكريم في ملتقى تحدي الأمية على طموحاتكم ونظرة الأشخاص الذين استفادوا من برامجكم في محو الأمية، وكيف كان صدى هذا التكريم في المحافظة؟

- كان لهذا التكريم عظيم الأثر على كل مواطني الوادي الجديد، وهو ما أشعرهم ببالغ التقدير والعرفان لدولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كما كانت إشادة بدور هذه المحافظة الواعدة التي تلقى دعماً واهتماماً منقطع النظير من القيادة السياسية المصرية والإماراتية بعدد من المجالات التنموية.

نقل الخبرات

* هل هناك تعاون وتبادل للخبرات بينكم وبين المحافظات المصرية الأخرى أو عدد من الدول العربية للاستفادة من تجربتكم الناجحة في محو الأمية.. لاسيما بعد تكريمكم في ملتقى تحدي الأمية؟

- يتم تبادل الخبرات عن طريق أفرع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار بين المحافظات، إضافة إلى تنفيذ بروتوكولات تعاون مع الجامعات المصرية ليقوم كل طالب بمحو أمية عدد من الدارسين. كما يعدُّ ملتقى تحدي الأمية فرصة ذهبية لتبادل ونقل الخبرات بين الدول العربية، والاستفادة من التجارب الرائدة بهذا المجال والاطلاع على أحدث الوسائل التكنولوجية المستخدمة في تنفيذ برامج محو الأمية وإتاحتها لأكبر عدد ممكن.