المعرفة... بنيان الإمارات
لم تزل الأيام تثبت قوة البنيان الإماراتي من خلال الخط البياني الذي يشير إلى نجاح تلو الآخر، ولعل دولة ملهمة (بفتح الهاء وكسرها بآن واحد) كدولة الإمارات، التي تلهِم العالم كيف يكون الاستشراف الحقيقي للمستقبل، وتتنبأ بالأحداث قبل وقوعها بناء على حدس حضاري ريادي عزَّ له نظير في العالم، جديرة بأن تكون على رأس الدول التي كتب لها النجاح المنقطع النظير في تعاملها مع أزمة كوفيد 19 ، كما كان لها التميز في التعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية، التي أقضت عروش اقتصادات لها وزنها في العالم.
أن ترسم الدول مستقبلها وتخطِّط للأيام المقبلة لأبنائها فهذا من طبيعة الدول الناجحة، التي تستشرف المستقبل وتستثمر الطاقات وجميع الإمكانات لتخرج إلى عالم الغد بكل استعداد وقد استجمعت كل طاقاتها لولوج أبنائها عالماً مليئاً بالازدهار. أما الإمارات، فقد تجاوزت مرحلة الاستشراف وارتقت في معارج التطور إلى مرحلة العمل بكل ما أوتيت من طاقات لإنجاز الخطط بآليات تعتمد على العنصر البشري المتسلح بالمعرفة لتجاوز الأمم والسباق نحو آفاق الغد المشرق. فالانتقال من إنجاز إلى إنجاز، مهما بلغت التحديات هو قدر الإمارات التي تستلهم دائماً صبر الصحراء وكرم النخيل وشجاعة الجياد الأصيلة.
يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «للحفاظ على استدامة مسيرتنا التنموية علينا مواكبة وتيرة التغيرات المتسارعة في العالم، واستشراف وتخيل النجاح الذي نريده في المستقبل، وخلق قدرات تنافسية تمكننا من البقاء والاستمرار على الساحة الدولية، وتشكِّل أساساً نبني عليه تطورنا الحكومي لبلوغ نوعية الحياة التي نريدها لنا وللأجيال المقبلة، واستحداث مسارات غير تقليدية تمكِّننا من تحقيق هدفنا بالوصول إلى الرقم واحد في شتى المجالات»؛ إنها كلمة المرور التي استطاعت من خلالها دولة الإمارات الوصول إلى المكانة التي تتمتع بها، كدولة رائدة في التطور والازدهار بين دول العالم.
ومما يدل على قوة البناء الإماراتي والتخطيط السديد الذي تسير وفقه خطط التنمية فيها، ما ألِّف من إصدارات وكُتِبَ من مقالات محلية وعالمية عن التجربة الإماراتية الفريدة، وإن المتتبع للخط البياني الإماراتي يجد أنها تجربة تستحق الدراسة فعلاً ولا تكاد التخصصات أن تحيط بما أفرزته هذه التجربة العالمية من نجاح على كافة المستويات. فإن ذهبت إلى عالم السياسة وأنظمة الدول تجد تجربة الإمارات الاتحادية التي أفرزت قوة اقتصادية وحضارية عزَّ لها مثيل، وإن نظرت إلى النجاح في تمكين المرأة لأبصرت التميز النسوي يتفوق على مستويات عالمية، وإن ولج الباحث في عالم المال والأعمال والاقتصاد رأى البنية الرصينة للاقتصاد الإماراتي يتفوق على عمالقة الاقتصاد. أما في الشأن المعرفي، الذي تزين عقده مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، فإن إنجازها في تأسيس وتطوير مؤشر المعرفة العالمي بالتعاون البنَّاء مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ليعد مثالاً على التفوق الإماراتي الذي أهدى العالم أداة عالمية تؤسس لمراحل تمكين الأمم بالمعرفة، التي تعد بحق الثروة الحقيقة ورأس المال الذي لا ينضب.