سباق التكنولوجيا نحو الرقم واحد
لا تدخر الإمارات جهداً في توفير كلِّ ما من شأنه الارتقاء بالبنية التكنولوجية استعداداً لدخول المستقبل، الذي أصبح بالفعل واقعاً نعيشه على مدار الساعة، وعندما ننظر حولنا في كلِّ مكان سنجد ملامح هذه التكنولوجيا في المراكز البحثية، المؤسَّسات العلمية، الجامعات والمدارس، تنقلاتنا في الشوارع أو مراكز التسوق أو المطارات. تتوافر مخرجات التكنولوجيا في كل هذه الأمكنة التي تتماسّ بقوة مع الجميع؛ نخبة أكاديمية وطلبة وبسطاء وحتى زوّاراً.
ميزة التجربة الإماراتية أنَّ التكنولوجيا باتت للجميع، لا تقتصر على المختبرات العلمية أو الأبحاث الجافة المتخصصة، الجميع يستمتعون بثمراتها وفي مختلف أوجه الحياة، والجميع يتحدث عنها، التكنولوجيا هنا أفقية واستراتيجية، وليست رأسية تُسْتَخْدَم في العاجل والضروري.
آمنت القيادة الرشيدة بأهمية التكنولوجيا في العمل الحكومي، وأنَّ ذلك العمل الذي لا يواكب أحدث المستجدات سيأتي عليه اليوم الذي يتوقَّف فيه عند نقطة معينة لا يستطيع تجاوزها، هذا إذا لم يتراجع، في عالم لا يعترف إلا بالتنافس ولا يعرف إلا القفزات في الحقول العلمية والتكنولوجية، ولذلك كانت الاستراتيجية عامة والرؤية شاملة، لا تكنولوجيا تقبع في المختبرات ولا يعرفها إلا العلماء ولا يتحدثون عنها إلا في المؤتمرات والمناسبات الخاصة، لا بدَّ أن يشعرَ الجميع بأهمية التكنولوجيا من خال توفير منتجاتها والترويج لأهميتها والتمتُّع بأحدث صيحاتها، من هنا سيهتم الجميع بها، وعلى رأسهم قادة العمل الحكومي، وترافق ذلك مع عمل جاد لتوفير بنية تحتية تستوعب التكنولوجيا وتستثمر فيها، مع الاستفادة من الخبرات العالمية وتدريب الكوادر المحلية والتركيز على توضيح دور التكنولوجيا الرئيس في جعل الحياة أكثر سهولة وأكثر رفاهية، ونجحت الاستراتيجية، وأصبح بإمكان أيِّ إنسان أن يلمس ذلك في سهولة التعامات في كافة المؤسَّسات والدوائر الخدمية في وطننا العزيز، وتحوَّلت الأفكار التي كانت حتى الأمس القريب تدخل في باب الخيال العلمي إلى ممارسة يومية، وجاء الدور على حزمة أخرى من الأفكار، الثورة الصناعية الرابعة بما تحمله من وعود تتعلَّق بالتكنولوجيا الحيوية، وتكنولوجيا النانو، والرقمنة والذكاء الاصطناعي.
أمامنا مرحلة جديدة من العمل الحكومي تعتمد
على الذكاء الاصطناعي في توسيع إمكانات
الأفراد وتعزيز قدراتهم في قيادة مسيرة التطوُّرمحمد بن راشد آل مكتوم
خلال تكريم الدفعة الأولى من برنامج الذكاء الاصطناعي.
ولم تعد مثل هذه المصطلحات في الإمارات غريبة على الأذن، أو تنتمي إلى المستقبل البعيد، أو ممتنعة على العرب، بل أصبحنا نتحدّث عنها وكأنها من البديهيات، ومن الأشياء التي نجحنا فيها، وبإمكاننا أن نستوعبَ الأكثرَ تعقيداً منها، وهي ميزة أخرى في التجربة الإماراتية، حيث لا مستحيل، ولا وجود لمفردات مثل التخلُّف والتراجع، لقد وضعتنا القيادة الرشيدة دائماً أمام التحدي.. آمنت برؤيتها، وقبل ذلك آمنت بإمكانات إنسان هذا المكان، ونجحت ونجحنا معها في الاختبار، والأهم من ذلك امتاك الثقة بالنفس والقدرة على أخذ زمام المبادرة.
الإمارات تحقِّقُ كلَّ يومٍ العديدَ من الإنجازات، وتحتلُّ مكانةً مرموقةً في العديد من مؤشِّرات التنمية الإنسانية والحضارية، ولكن هذا لا يكفي، ومن هنا جاء تعليق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على مؤشر «فيوتشر براند » لجاذبية الدول، حيث جاءت الإمارات في المركز الأول عربياً والسادس عشر عالمياً: «أرى بلدي الأفضل عالمياً، ولكن سنبقى في سباقٍ مستمرٍّ لتحسين جاذبية بلادنا في كافة المجالات »، فسموه يفتخر بالمنجز الإماراتي وما حقَّقه الوطن العزيز، ومن هذا المنطلق يرى سموه بلادنا الأفضل، وهي تستحق، ولكن هذا الفخر وهذا الحلم لا ينسيه الدعوة إلى العمل لكي نكون الرقم واحد باعتراف الجميع.
إنَّ الوصول إلى المقدمة على مرمى النظر، يحتاج أولاً إلى الإيمان بأننا نستطيع ذلك، وثانياً إلى مزيد من العمل، عندئذ سنفوز في سباق التكنولوجيا ونصل إلى الرقم واحد.