الجيل التالي من المكتبة الرقمية: القضايا والتقنيات والمستقبل
الجيل التالي من المكتبة الرقمية: القضايا والتقنيات والمستقبل
تتغير المعلومات في المكتبة الرقمية مع تطوّر العصر، بالتالي يتم مناقشة إدخال التكنولوجيا، واتجاهات المستخدم، والمشكلات التي يجب معالجتها، وتغيير المكونات، وكيفية تحسين خدمة المستخدم وفق مستوى تقييمه لها، وقضية انتهاك خصوصية المستخدم بسبب التكنولوجيا الرقمية، وتقييم مستوى رقمنة المكتبة.
يغطي هذا الكتاب للمؤلفة يونغهي نوح القضايا والتقنيات الحالية للمكتبات الرقمية تحت عنوان «الجيل التالي من المكتبة الرقمية ،» وتشير المؤلفة إلى أن المكتبة «تطورت بحساسية كبيرة استجابة للتغيرات في بيئة المكتبة. كما كان للتغيير في وسائل الإعام تأثير كبير في موارد المكتبة. وكان لتطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تأثير مباشر في خدمات المكتبة. لقد تطورت المكتبات التقليدية من المكتبات الآلية إلى المختلطة، إضافة إلى الرقمية اليوم في ظل بيئة المعلومات المتغيرة باستمرار .
وتذكر أنه قبل تعميم «المكتبة الرقمية » كمصطلح، كان هناك تنوع كبير في المصطلحات التي تشير إلى الشكل المستقبلي للمكتبة مثل المكتبة الإلكترونية، ومكتبة الوسائط المتعددة، والمكتبة الإنترنتية، ومكتبة الويب، والمكتبة الافتراضية، إلا أن المكتبة الرقمية، وهي المصطلح الأكثر استخداماً في الجيل الحديث من المكتبات، يمكن تعريفها اعتماداً على اتجاهات الوقت ووجهات نظر العلماء وأنواع المؤسسات التي تبنيها. لكن بشكل عام يمكن القول إن المكتبة الرقمية هي التي توفر موارد المعلومات من الشكل الرقمي وخدمات المعلومات الرقمية في مساحة مادية أو افتراضية خارج حدود الزمان والمكان باستخدام التقنيات الرقمية.
تطوَّرت المكتبة بحساسية
كبيرة استجابة للتغيرات في
بيئتها، كما كان للتغيير في
وسائل الإعلام تأثير كبير في مواردها
يأتي الكتاب في 308 صفحات باللغة الإنجليزية، وهو صادر عن «لاب لامبيرت » للنشر الأكاديمي، ويتوزع على سبع أقسام وهي: لمحة عن المكتبة الرقمية، بناء وتشغيل المكتبة الرقمية، المكتبة الرقمية والمستخدم، بناء التكنولوجيا وقضايا الجيل التالي من المكتبة الرقمية، مستوى رقمنة المكتبة، المكتبة الرقمية وخصوصية المستخدم، والمكتبة 4.0
النشر للمكتبات في فجر العصر الرقمي
منذ ستينيات القرن الماضي، كانت شركة تشارلز شادويك هيلي في طليعة النشر للمكتبات ولا تزال اسماً تجارياً مألوفاً للعديد من المكتبات الأكاديمية حول العالم.
في هذا الكتاب، يتحدّث تشارلز عن تاريخه الشخصي في هذا المجال المتغيِّر باستمرار، واصفاً استخدام أجهزة الكمبيوتر في النشر من عام 1980 وتأثير تقنية الأقراص المضغوطة في كل من المكتبات والناشرين قبل أن يتم تجاوزها في التسعينيات من خال تسليم النص عبر الإنترنت. وكان من أوائل الناشرين الذين استخدموا هذه الوسائط الجديدة. يصوّر هذا الكتاب - الذي يقع في 416 صفحة باللغة الإنجليزية عن دار «بلومزبيري أكاديميك » في يناير 2020 - تاريخ الشركة ومشاركة تشارلز تشادويك هيلي في النشر من عام 1960 حتى بيع شركته إلى «بيل آند هاويل » في عام 1999.
ويركِّز على محاولات النشر الرائدة في جميع أنحاء العالم، في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وأوروبا وروسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي، ويتضمّن روايات مباشرة وغنية بالمعلومات عن مشاريع النشر التاريخية مثل أرشيف الأمن القومي الأمريكي، وكتالوج المكتبة البريطانية على القرص المضغوط والأدب على الإنترنت.
يقول تشارلز شادويك هيلي: «عندما أصبحت أول أمين مكتبة في عام 1970 ، كان النشر للمكتبات بسيطاً: كانت تُطبع الكتب والمجات على الورق من قبل الناشرين التقليديين، وتصل إلى المكتبة ليتم فهرستها، ووضعها على الرفوف وإتاحتها للقراء في غرف القراءة. كان هناك عدد قليل من الميكروفيلم، ولكن بالنسبة لمعظمنا كانت ذات أهمية قليلة. اليوم نأخذ في الاعتبار أنه سيكون لدينا إمكانية الوصول عبر الإنترنت إلى قواعد بيانات النص الكامل لمقالات المجات والوثائق الرسمية والمواد المرجعية والكتب، ليس فقط من داخل مبنى المكتبة ولكن من أي مكان نوجد فيه في العالم .
تطوير شركة شادويك هيلي
انعكاس لتطوّر المكتبات
نفسها بسبب احتضانها وسائل النشر المتعاقبة
واعتبر تطوير شركة شادويك هيلي انعكاساً لتطور المكتبات نفسها لأنها احتضنت وسائل النشر المتعاقبة. ويأتي الهدف من هذا الكتاب النوعي لسرد قصة ناشر طبع ونشر أفلاماً مصغرة وأقراص مضغوطة ثم كيفية بيعها للمكتبات في جميع أنحاء العالم، من عام 1960 إلى نهاية القرن، والفكرة الأهم كيف تم استبدال الوسائط المادية بالكامل تقريباً في السنوات الأخيرة بتسليم قواعد البيانات عبر الإنترنت إلى المكتبات عبر الإنترنت، وكيفية تعاملنا معه، وما يمكننا الاستفادة منه في المستقبل.
القيادة من المكتبة
ساعد مجتمعك المدرسي على الازدهار في العصر الرقمي
تدعم مكتبة المدرسة الحديثة التعليم بطرق متنوعة، ولا يقتصر عمل أمناء المكتبات على تنظيم الكتب فقط، بل أحد الأدوار الأساسية التي يلعبونها هو دور القائد الذي يعمل بشكل متعاون لبناء العلاقات، والدفاع عن احتياجات الطلاب والمجتمع.
في هذا الكتاب يتعاون المؤلفان شانون مكلينتوك ميللر وويليام باس للتفكير في قدرة أمين المكتبة على بناء الروابط بطريقتين: أولاً، يناقشان فوائد جلب العالم الخارجي إلى المكتبة من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وعقد المؤتمرات عبر الفيديو وغيرها من الأدوات التي تسمح لأمناء المكتبات بالشراكة مع الآخرين، ثم يتوسّعان في هذه الروابط من خلال معالجة كيف يمكن لأمناء المكتبات القيادة في المجتمع التعليمي الأكبر من خلال مشاركة الموارد والاستراتيجيات، والشراكة مع قادة المدرسة لرواية قصة مجتمع المدرسة.
من خلال هذا الكتاب - الذي يقع في 124 صفحة باللغة الإنجليزية، وهو صادر ضمن سلسلة مكتبات العصر الرقمي عن الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم في مارس 2019 - سيكتشف أمناء المكتبات التأثير الذي يمكن أن يكون لهم على المجتمع المدرسي حيث تصبح المكتبة قلب المدرسة، ومكاناً يتم فيه حل المشكلات، واستكشاف المحتوى، وإجراء الاتصالات.
يقول المؤلفان: «خلال العقد الماضي، شهدت العديد من مكتبات المدارس تحولاً جذرياً. ما كان يُنظر إليه تقليدياً على أنه مكان هادئ حيث كان الضجيج مستهجناً، غالباً ما يُنظر إليه الآن على أنه أحد محاور التعلم الرئيسة، ومكان ممتع، وقلب مجتمع المدرسة. طوال مئات السنين، كان محو الأمية محط تركيز المكتبات، وتركِّز المكتبات الحديثة اليوم على إبقاء محو الأمية في قلب التعلم. ومع ذلك، تتضمن المكتبات الحديثة اليوم أيضاً مساحات مرنة لمزيد من فرص التعلم الجديدة والشخصية .
ويضيفان: «لا يتعلق الأمر بالاختيار بين محو الأمية أو الفرص المبتكرة، بل حول تعليم القراءة والكتابة من خلال الفرص المبتكرة. تعدّ مكتبات مدارس «فيوتشر ريدي » اليوم جذابة وتفاعلية ومبنية على مستويات عميقة من التعلم. لم تعد أماكن للاستهلاك فحسب، بل أماكن للتنظيم والإبداع والتصميم، وهي مكان يريد الأطفال أن يكونوا فيه .
من خلال جمع قصص النجاح من جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، وعبر معاينة أحدث الموارد المتطوِّرة، يرى المؤلفان أن القيادة من المكتبة تقود رحلة التحول الخاصة بالطلاب وقراء اليوم وقادة العالم في الغد، وتساعدهم على تلبية الاحتياجات العديدة لهم.
ويرى شانون وبيل أن المجتمعات مختلفة، لكن لكل منها نقاط القوة والثقافات الخاصة بها، ويجدان أن ما قد ينجح في مجتمع ما، قد يبدو مختلفاً بشكل أساسي في مجتمع آخر، وهذا جزء من قوة هذا الكتاب في رأيهما، إذ يتعلق الأمر بتهيئة الظروف للتغيير المطلوب، والدعوة إلى العمل لتحقيق ذلك. ويضيفان: «يحتاج طلابنا الذين يعانون من نقص الخدمات بشكل تقليدي إلى كل فرصة ولا شك أنهم يستحقونها، ويعد أمناء المكتبات من المفاتيح المهمة للمساعدة على سد هذه الفجوة. القيادة من المكتبة ليست فقط حول ما يمكننا القيام به، بل حول ما يجب علينا القيام به».
تحدَّث المؤلفان إلى الكثيرين من أمناء المكتبات وقادة المدارس في جميع أنحاء الولايات المتحدة حول دور المكتبات في العصر الرقمي، ووجدا أن هذا الدور يبدو في حالة تغيّر مستمر. ويعلقان بالقول: «جلب العصر الرقمي أدوات ثورية جديدة أثرت في مدارسنا ومكتباتنا بطرق مثيرة. تحسّن الوصول إلى الأجهزة والإنترنت في المنزل وفي الفصول الدراسية لدينا ونستخدم المحتوى الرقمي لإشراك الطلاب بطرق ذات معنى».
ويقولان: «على عكس المعتقدات الخاطئة للبعض، لا يقتصر عمل أمين المكتبة على قراءة الكتب للأطفال ومساعدتهم على التحقق من المواد. لم يكن كذلك أبداً. أمناء المكتبات الحديثون هم أمناء للمعلومات والأدوات والاستراتيجيات؛ يرون كل من يسير عبر أبواب مدارسهم كمتعلم محتمل، إنهم أساتذة في التكنولوجيا ويفهمون الطريقة التي غيرت بها أجهزة الكمبيوتر والإنترنت كيفية استخدامنا للمعلومات وتقييمها. هؤلاء هم أمناء المكتبات في العصر الرقمي».
ويوضحان: «ندرك أنه لكي يكون المكتبيون فعالين، يجب عليهم تجاوز الموارد والمواد، وإيجاد «الكتب الصحيحة فقط »، وتعليم البحث. في العصر الرقمي، يجب على أمناء المكتبات الاستجابة لتحديات العالم الحالي ومحاولة التنبؤ بما سيحمله المستقبل. باختصار، يجب أن يكون أمناء المكتبات قادة في مجالات التعليم والتكنولوجيا والمعلومات، وأن يكونوا على استعداد وقادرين على تبادل خبراتهم. لن نتمكن من البدء في إعادة رسم الصورة وتغيير التصورات إلا باعتناق هذه القيادة. لهذا السبب يوجد هذا الكتاب. نأمل في مشاركة رؤيتنا وخبرتنا وقصصنا لتمكين التغيير في مدارسنا وترسيخ برامج مكتبات العصر الرقمي من خلال قيادة أمناء المكتبات المدرسية».
يشير المؤلفان إلى عدد من الخطوط الإرشادية التي ساعدتهم على تمهيد الطريق للتغييرات التي يريدان رؤيتها في برامج المكتبات المستقبلية، وعلى الرغم من أنها ليست قائمة حصرية، فإن مبادرات كل من «بروجيكت كونيكت » و"مدارس فيوتشر ريدي » ومعايير «آيستي » )الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم( توفر هيكلاً للتغيير وفهماً لدور أمين مكتبة العصر الرقمي، وتعدُّ وسيلة للحصول على لغة مشتركة مع أمناء المكتبات لإحداث تغيير ملموس في البرمجة والعقلية والمساحات التي تشكل مكتبات المدارس اليوم.
نبذة عن المؤلفين:
▪ ويليام باس: منسق الابتكار في تكنولوجيا التعليم والمعلومات ووسائط المكتبات في منطقة مدرسة باركواي في سانت لويس بولاية ميزوري. حاصل على درجة الماجستير في التكنولوجيا التعليمية وشهادة التعلم عبر الإنترنت من جامعة جنوب إلينوي إدواردزفيل. أمضى حياته المهنية في التعليم لأكثر من 20 عاماً، شغل مواقع عديدة: مدرساً للغة الإنجليزية في المدارس الإعدادية والثانوية، ومتخصصاً في التكامل التكنولوجي، ومدرباً تعليمياً، ومستشاراً تعليمياً. وقد شغل منصب الرئيس المشارك لرابطة التكنولوجيا التعليمية في سانت لويس الكبرى وهو الرئيس المنتخب لمجلس إدارة «آيستي » (الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم).
▪ شانون مكلينتوك ميللر: هي أمينة مكتبة مدرسة منطقة 12-K في حي المدرسة المجتمعية فان متر في ولاية آيوا. في عام 2013 ، تم تسميتها واحدة من وجوه الابتكار من قبل «برودباند فور أميركا »، وكانت واحدة من 50 شخصية ظهرت في الكتاب السنوي لمركز التعليم الرقمي لعام 2013 ، وكانت معلمة في مشاريع المعلمين المتصلين بالشراكة مع وزارة التعليم الأمريكية. حصلت على ألقاب وجوائز أخرى، وتكتب باستمرار عن المكتبات الرقمية وكيفية إدارتها وتفعيل دورها المثمر لدى الطلاب.