سنتجاوز التحدي - كلمة سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم
مرت البشرية بالكثير من الأزمات وشهد التاريخ العديد من الأوبئة والأمراض والمجاعات، واستطاع الإنسان بصموده وتحليه بالأمل وقوة الإرادة والإيمان بغد أفضل، تجاوز تلك المحن، بل خرجت الشعوب منها أكثر صحة وعافية، من خال القدرة على مواجهة الصعاب، التي تُظهِر أفضلَ ما في البشر من قيم التعاون ومد العون للآخر ومساعدة من يحتاج، والتفكير في طرائق مبتكرة ومفيدة لحل أي المشكلة.
من هنا يجب أن نكون جميعاً على يقين بأننا معاً سننتصر على فيروس كورونا، هذا اليقين يبدأ أولاً من الإيمان بعزيمة الإنسان، ومن القناعة ثانياً بأن العلماء في مختبراتهم، والأطباء والطواقم الصحية في الميدان أشبه ما يكونون الآن بخلية نحل لا تهدأ؛ هذا يجري تجربة، وذاك يفكِّر في تركيب دوائي باهر وجديد، هذا يسهر على مريض، وتلك الممرضة تفعل ما في وسعها لمساعدة إنسان هو في أمسِّ الحاجة إلى من يعتني به ويقوم على راحته. الجهاز الصحي في العالم بأكمله وبدرجاته المختلفة مستنفر من أجل أن تمر الأزمة بسام، ونستعيد الطمأنينة وراحة البال، وتعود الحياة كما عهدناها تمتلئ بالبهجة والسعادة، وحتماً ستعود ولا بد أن نؤمن بذلك، ويجب أن يعمل كل واحد منا على تحقيق هذا الأمل في أقرب وقت ممكن.
يكبر يقيننا في قدرتنا على مواجهة التحدي، هنا في الإمارات، ذلك الوطن الغالي، الذي راكم على مدار خمسة عقود كل ما من شأنه أن يمنح المواطنين والمقيمين والزائرين الثقة والهدوء؛ فمستشفياتنا على أعلى مستوى، وكوادرنا الصحية ذات مواصفات عالمية، فضلاً عن بيئة مواتية على المستويات كافة تمكِّننا من السيطرة على الفيروس، ودحره، نحن نمتلك الموارد التي تجعل تجربة التعليم عن بعد واقعاً معيشاً، نشهد نجاحه كل يوم، والأمر نفسه ينطبق على معظم الوظائف في القطاعين الحكومي والخاص، وهي الموارد نفسها التي توفر الدواء والغذاء للجميع، وقد طمأنتنا القيادة الرشيدة بلهجة واثقة وقوية على احتياجات الناس الأساسية، ولم يكن هناك في أي يوم من الأيام، ولن يكون في المقبل، أي خوف أو قلق في الإمارات يتعلَّق بهذه الاحتياجات، ونمتلك القوانين التي يحترمها الجميع، وتمتعنا بما توفِّره من دقة ونظام وانضباط على مدى سنوات طويلة.
التالي فإن البقاء في المنزل، كما يراه العالم بأكمله كأهم خطوة من شأنها النجاح في التعامل مع الفيروس، لن يؤدي إلى أن يشعر أي إنسان بالعزلة أو
الوحدة أو الخوف؛ فهو يستطيع العمل والدراسة، بل القراءة بأشكال مختلفة، وزيارة المتاحف افتراضياً، كل ذلك عبر نظام تقني فائق الحداثة توفره الإمارات على مدار الساعة، وآن لنا أن نعتمد عليه بدرجة أكبر.
سننتصر على الفيروس عندما نطبِّق بحرفية القواعد العلمية السليمة، ونستخدم بنيتنا التحتية بمهارة وانتظام، ونستمع إلى صوت قيادتنا الرشيدة، ونتأمل ما تقوله، ونترجمه سلوكاً مطبَّقاً على أرض الواقع، لقد قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، «فيروس كورونا هو فيروس صحي، وفيروس اقتصادي، وفيروس سياسي أيضاً.. ونقول لكافة دول العالم: هذا وقت التوحّد والتعاون والتكاتف لمحاربة أهم عدو للبشرية. الخلافات جميعها تصغر أمام هذا التحدي الجديد.. والعالم يستطيع التغلّب بشكل أسرع عليه إذا وقف القوي مع الضعيف والغني مع الفقير».
نعم، نستطيع التغلب على عدونا جميعاً، من خلال وقوفنا خلف قيادة بلادنا الحبيبة على قلب رجل واحد، قيادتنا التي عوَّدتنا دوماً تجاوز التحديات التي تعترض المسيرة نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
هذا وقت التوحد والتعاون والتكاتف لمحاربة أهمِّ عدوٍّ للبشرية
محمد بن راشد آل مكتوم من تغريدة يدعو فيها العالم للتضامنفي مواجهة فيروس كورونا