المعرفة أساس نهضة الشعوب
تقدّمت الإمارات العربية المتحدة ستة مراكز في مؤشر المعرفة العالمي للعام 2018 ، الذي أنشئ لمساعدة واضعي السياسات والباحثين والمجتمع المدني والقطاع الخاص على العمل معاً لتعزيز العمليات التنموية التي ستجهز الأفراد - من سن مبكرة - بالمهارات اللازمة لإعدادهم للمستقبل.
من أبرز فعاليات قمة المعرفة هو إطلاق مؤشر المعرفة العالمي، الذي صنف 134 دولة في نسخة 2018 ، حيث صعدت الإمارات العربية المتحدة فيه ستة مراكز، لتنتقل من التصنيف 25 في العام الماضي إلى 19 .
وجاءت سويسرا في المرتبة الأولى على مستوى العالم، ثم فنلندا في المرتبة الثانية، والسويد في المرتبة الثالثة، والولايات المتحدة الأميركية في المرتبة الرابعة، والخامسة لوكسمبرغ، وهولندا في المرتبة السادسة.. وكانت الإمارات العربية المتحدة هي الأولى بين جميع الدول العربية التي تتقدّم وتحل في المركز 19 ، واحتفظت بالمركز الثاني عالمياً على مستوى الاقتصاد.
صدرت النسخة الأولى من مؤشر المعرفة العالمي - وهو مشروع مشترك بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة - في عام 2017 لدعم مشاريع المعرفة، وكذلك استراتيجيات التنمية الاقتصادية والمجتمعية، في أرجاء العالم. حدد المؤشر سبعة قطاعات في 131 دولة لإنشاء دليل ملموس لتتبع الثروة المعرفية من أجل بناء دول أقوى.
في العام الماضي، أثناء حديثه في جلسة نقاشية عن نتائج مؤشر المعرفة العالمي في نسخته الأولى، أوضح سعادة جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: «لا يمكن تحسين ما لا يمكن قياسه. لقد بدأنا جهودنا لتحديد وقياس المعرفة مع التقارير التي نمت لتصبح مؤشرات تغطي جميع الدول العربية، والآن قمنا بتوسيع المؤشر ليصبح عالمياً، ويغطي 131 دولة ».
ووسّعت نسخة 2018 لمؤشر المعرفة العالمي نطاقها لتصل إلى 134 دولة. هناك سبعة مؤشرات فرعية في المؤشر، مع تركيز ثلاثة منها على التعليم. وهي تمثل مستويات التعليم الثلاثة المنفصلة، وتساعد على عرض التحديات المختلفة في كل مرحلة. تعمل المنصة المستخدمة إلى استخراج البيانات لترتيب المعلومات من 150 مليون مصدر في 16 لغة.
تمت مناقشة نتائج مؤشر المعرفة العالمي لعام 2018 بالتفصيل خلال قمة المعرفة من قبل لجنة تضم سعادة جمال بن حويرب، وخالد عبد الشافي مدير المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والدكتور هاني تركي مدير مشروع المعرفة العربي ورئيس المستشارين التقنيين في مشروع المعرفة العربي.
وكشف المتحدثون للحضور أن دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من سبع دول - إلى جانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وسويسرا وفنلندا وسنغافورة والبرازيل - تتوجه لقيادة العالم من حيث المعرفة في المستقبل القريب، وفقاً للمؤشر.
وقال جمال بن حويرب: «مؤشر المعرفة العالمي هو المؤشر الوحيد الذي يقيس المعرفة على مستوى 134 بلداً. لقد ارتفع ترتيب دولة الإمارات العربية المتحدة وهذا أداء استثنائي».
وأضاف: «دولتنا عازمة على أن تكون في طليعة المجتمعات القائمة على المعرفة وملتزمة بنشاط لإنتاج وتصدير المعرفة »، وقال سعادته أيضاً: «قفزت الإمارات العربية المتحدة ست نقاط على مؤشر المعرفة العالمي، لتصبح في التصنيف 19 . لدى معظم البلدان خطط مدتها خمس سنوات أو عشر، أما الإمارات فلديها خطط لعام 2071 ، إنها تعمل من أجل سعادة شعبنا في المائة عام المقبلة».
وقال أيضاً: «تركز استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة على تطوير التعليم والبنية التحتية للتعليم والابتكار، وقد انعكس ذلك في نتائج المؤشر؛ فالبلدان التي تتقدم على الإمارات العربية المتحدة في المؤشر هي دول في آسيا أو أوروبا تمتلك خبرة طويلة في مجال المعرفة. إنّ التقّدم حدث مع جواز سفر الإمارات العربية المتحدة؛ إذ أصبح الآن في المرتبة الأولى عالمياً، ونحن نتطلع إلى أن تصبح الدولة في المرتبة الأولى في المستوى المعرفي».
وقال الدكتور هاني تركي: إن ترتيب دولة الإمارات العربية المتحدة ارتفع بسبب تطبيقها للتكنولوجيات المختلفة، ولا سيما الذكاء الاصطناعي و «بلوك تشين».
وأضاف تركي: «من الصعب جداً على أي بلد أن يقفز بمستوى واحد أو مستويين بسهولة، لكن الإمارات لديها أداء جيد في سبعة مؤشرات قطاعية. على سبيل المثال: في التعليم الجامعي، كان تصنيفها في عام 2017 هو 16 ، ولكن هذا العام هو 13 . وكان تصنيفها في التعليم المهني الفني 24 ، ولكنه الآن 14 . عشر خطوات في سنة واحدة مهمة للغاية بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهذا يعني أن لديها درجة عالية جداً من التطور السريع. لديها استراتيجية جيدة وفعالة للتعليم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. بالنسبة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فقد تم تصنيفها في المرتبة 23 في عام 2017 ، وتحتل هذا العام المرتبة 16.»
وقال خالد عبد الشافي: «إن النتائج ستساعد في صياغة استراتيجية تفكير مستقبلية تشجع جميع الدول على دعم المعرفة وتشجيعها بوصفها مكوناً أساسياً في الجهود الرامية إلى بناء اقتصاد المعرفة وضمان التنمية المستدامة في المنطقة العربية والعالم».
وأضاف عبد الشافي: «لا يقصد من مؤشر المعرفة العالمي أن يكون ترتيباً للدول، ولكن لتحليل حالة المعرفة في هذه الدول ». مضيفاً: «ستتمكن الدول المدرجة في المؤشر من تحديد الضعف، والعمل على تحسين جميع المؤشرات الفرعية السبعة. نحن لا ننتج هذا التقرير فقط، ولكننا نعمل مع هذه الدول لتحسين مخرجات المعرفة».
واختتم سعادة جمال بن حويرب الجلسة بتوضيح أن «شعار قمة المعرفة « 2018 الشباب ومستقبل اقتصاد المعرفة » يعكس الدور الحاسم الذي يلعبه الشباب في سعي الحكومة لبناء اقتصاد معرفي مستدام »، مضيفاً: «يجب تطوير مهاراتهم لمواجهة تحديات سوق العمل في المستقبل، وبناء اقتصاد مستدام وتعزيز روح المبادرة».
تقرير لاستشراف مستقبل المعرفة
شهدت قمة المعرفة 2018 إطاق مبادرة مشتركة أخرى بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وهي أول تقرير لاستشراف مستقبل المعرفة في العالم، لتمثِّل دراسة رائدة حول المجالات المستقبلية للمعرفة والتي سوف تشكّل التحول في مجتمعات المعرفة.
تغطي المبادرة 20 دولة، وتتضمن أداة جديدة لقياس المعرفة باستخدام البيانات الضخمة. ويهدف التقرير إلى فهم أفضل للمجتمعات الحالية وكيفية التعامل مع متطلبات الحقول المستقبلية التي ستشكل المستقبل القريب والبعيد.