هندسة جديدة للمجتمعات
هندسة جديدة للمجتمعات
تحدّثت روكسان ميدوز، الشريك المؤسس لمشروع فينوس خال جلسة في قمة المعرفة 2018 عن كيفية تسخير التكنولوجيا وعلم التحكم الآلي لأجل تحقيق التغيير الاجتماعي.
قالت ميدوز: «بفضل تقنيتنا الآلية وموظفينا العلميين، يمكننا أن نخلق عالماً لا يعود فيه للندرة أي وجود. بعد ذلك، يمكننا أن نشكل اقتصاداً يعتمد على الموارد حيث تتوفر جميع السلع والخدمات للجميع دون مقايضة أو ديون من أي نوع. قد يكون هذا نهاية للسرقة والجشع والكثير من الفساد - هذه السمات ليست وراثية، فقد ولدتها وأنتجتها ثقافاتنا العتيقة ». وتحدّثت الشريك المؤسس لمشروع فينوس في فلوريدا عن نظام اجتماعي جديد لعصر تكنولوجي. مشروع فينوس وهو منظمة تقترح خطة عمل مجدية للتغيير الاجتماعي، وهي خطة تعمل من أجل حضارة عالمية سلمية ومستدامة. وتناولت ميدوز منهجيات مختلفة لتسخير القدرة التي يمكن أن توفرها العلوم والتكنولوجيا لإحداث تغيير إيجابي في نظامنا الاجتماعي. يدعو المشروع إلى تنظيم وهندسة المجتمعات لخلق وفرة في أسرع وقت ممكن. وتتمثل أولويات المشروع في تقديم الطعام والبيوت والملابس وتوفير مستوى معيشة مرتفع للجميع على الكوكب بأسرع ما يمكن. ولتحقيق ذلك، سيتم بناء أنظمة المدينة الكاملة التي تحافظ على الموارد وتستخدم الطاقة بكفاءة. وكشفت أنها أقل تكلفة بكثير، من حيث استهلاك الطاقة، لبناء مدن جديدة من الألف إلى الياء بدلاً من استعادة القديمة منها.
دور الشباب في الارتقاء بالإعلام
كيف يمكن لقطاع الإعام الديناميكي تعزيز التقدم؟ يجب أن تجد الصناعة الإعلامية منصات تناقش اهتمامات الشباب وتعكس أصواتهم من خال تطوير محتوى يناسب طموحاتهم.
قالت الشيخة فوز الصباح، مؤسس «كراود كرييتف هاوس » في جلسة تفاعلية في قمة المعرفة بعنوان «الإعلام.. تأثره وتأثيره في اقتصاد المعرفة « :» يرتبط استخدام التكنولوجيا ارتباطًاً مباشراً بتقدم اقتصاد المعرفة، وتعد وسائل الإعلام أفضل وسيلة لزيادة الوعي بقضايا الشباب، ودعم إبداعهم وتعزيز المعرفة .» وفيما يخص دور الشباب في الارتقاء بقطاع الإعلام، أكد علي جابر، مدير مجموعة «إم بي سي »، وعميد كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأمريكية بدبي، أن الشباب هم قوة وثروة لا بد من الاستثمار فيها لضمان تقدم المجتمعات ولا بد من زيادة الثقافة الإعلامية لديهم وتعريفهم بأخلاقيات المهنة والمعايير الواجب اتباعها، ليتمكنوا من قيادة مستقبل قطاع الإعلام. وقال سعادة منصور المنصوري، المدير العام للمجلس الوطني للإعلام: «إننا نعيش في العصر الذهبي للصحافة، وهو مرحلة تعيد صياغة ما كان متعارفاً عليه من ثوابت في قطاع الإعلام لسنوات عدة، وتعيد تعريف دور الإعلام ومدى مساهمته في بناء المجتمع »، وأضاف: إن مستقبل الإعلام أصبح مرتبطاً بتطور الحلول التقنية وخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الثابت في صناعة الإعلام هو المحتوى. وأشار إلى أن «العلاقة بين الإعلام التقليدي ووسائل التواصل الاجتماعي تكاملية ومازالت وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية هي الأكثر مصداقية، مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعي أو ما يسمى بالإعلام الجديد في نظر القراء».
«اليوم الكل صحفي، والمعلومة لم تعد حكراً على وسيلة دون أخرى، فالسرعة والانتشار وقوة التأثير أصبحت عناصر أساسية في مشهدنا الإعلامي، فأحياناً يصبح المتلقي مرسلاً والمرسل متلقياً، بل، وأصبحت وسائل الإعلام تستفيد من الجمهور في الحصول على الخبر، ومع هذا التطور برزت لدينا تحديات أهمها الأخبار الزائفة والأخبار المضللة، وما يتطلبه ذلك من جهد لتثقيف الجمهور بكيفية محاربتها والحد منها .» وأوضح سعادته أن المجلس الوطني للإعلام أطلق مبادرة «مجلس الشباب الإعلامي » لضمان الالتزام بتطلعات الشباب وآرائهم.
العطاء لتمكين المعرفة
يلعب المحسنون دوراً مهماً في قيادة اقتصاد المعرفة.
قالت شذى شاهيد، الشريك المؤسس لصندوق ملالا، وهي منظمة خيرية تعمل على كسر الحواجز التي تمنع 130 مليون فتاة حول العالم من الذهاب إلى المدرسة: «إن دور الأعمال الخيرية هو معالجة التحديات التي لا يستطيع السوق حلها؛ أي أن نتمكن من مواجهة المخاطر التي لا يواجهها السوق »، مضيفة: «يستغرق البحث العلمي وقتاً طويلاً ليصبح جاهزاً للسوق. ويمكن هنا أن يعزز العمل الخيري البحث العلمي الذي يمكن أن يدخل السوق ويصبح مستداماً أو مربحاً في نهاية المطاف ». تحدثت شاهيد في جلسة عقدت في «قمة المعرفة » تحت عنوان «العطاء لتمكين المعرفة »، والتي ناقشت العمل الخيري كقوة حيوية في دفع اقتصاد المعرفة، وشارك في الجلسة أيضاً كل من بدر جعفر الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع، والدكتور شامش قاسم لاكا، رئيس مجلس إدارة جامعة آسيا الوسطى.
وتحدث بدر جعفر، عن أهمية إيجاد نماذج أعمال تدعم تمكين الشباب، حيث أطلق بدر صندوق «بيرل انيشيتف »، المنصة الخيرية التي استهدفت تدريب وتطوير مهارات 150 ألف شاب حول العالم، وأكد أهمية إيجاد هذه المنصات التي تدعم جهود نشر المعرفة وتطوير الأفراد، كما تسهم بشكل جوهري في توحيد جهود المانحين، بالإضافة إلى تعزيز انتقال الثروات عبر الأجيال وضمان توفير الأموال التي تدعم الارتقاء بسوية المعيشة وتحقيق مستقبل أفضل للأفراد.
وأضاف: «من الأمثلة على ذلك التعليم من أجل التوظيف، الذي أسسه رون برودر. ما أعلمه هو أنه إذا لم نوفر المزيد من الفرص للشباب، فإننا نخاطر بخلق الكثير من السخط.. لقد دربت حتى الآن أكثر من 150 ألف شاب وشابة في ثمانية أو تسع سنوات، وتستفيد الشركات منهم لأن لديهم مجموعة من المواهب المؤهلة، لذا فهذا نموذج يغذي نفسه ». وأوضح الدكتور شامش قاسم لاكا كيف أن جامعة آسيا الوسطى قد أنشأت المركز الباكستاني للعمل الخيري للمصادقة على المنظمات غير الربحية. وقال: «حتى الآن، قمنا بتوثيق ألف منظمة من هذا القبيل »، مضيفاً «لدينا معايير صارمة لإصدار الشهادات، بما في ذلك عدد النساء اللواتي يوظفن أو يشغلن في مجلس الإدارة، والإطار التنظيمي الخاص بهن. عندما يرى المحسنون أن أي مؤسسة تحصل على المصادقة من المركز، يصبحون أكثر ثقة في تقديم المزيد».