مركز المعرفة الرقمي: إشعاع حضاري يرسِّخ التكنولوجيا في بناء المحتوى
من الصعب وضع تعريف محدد وواضح للمحتوى، نظراً للتنوع الشديد في أشكال وأنواع المحتوى، وخاصة مع النمو الكبير الذي أحدثته الطفرات التكنولوجية الحديثة في أنواع وأشكال المحتوى الذي نتج عن الثورة الرقمية والمعرفية. ولعل أبزر تمييز بين أنواع المحتوى هو تقسيمها إلى أصول معرفية مستدامة وأصول معرفية فانية. حيث تمثل الأصول المعرفية المستدامة - Sustainable Knowledge As sets المواد المعرفية ذات القيمة المعرفية الحالية والمستقبلية، حيث يتم حفظها في منصات باستخدام ميتاداتا وبيانات ثابتة ومفهرسة و/أو مكشفة، بحيث تكون قابلة للبحث والاسترجاع من خلال محركات البحث ومنصات المعرفة. كما يمكن التعامل معها في إطار متكامل من حيث البنية والهيكل مع إمكانية تنظيمها في مجموعات وإعادة توظيفها واستخدامها بطرق متنوعة. ومن أمثلتها: الكتب والمقالات والدراسات والخرائط والتقارير والفيديوهات والتسجيلات الصوتية، إلخ.
أما الأصول المعرفية الفانية - Mortal Knowledge Assets فإنها تتمثل في مواد معرفية آنية ولحظية تواكب مواقف وأحداث معينة وليس لها خطة استدامة، ولا يمكن تكشيفها أو فهرستها، ومن ثمَّ تكون غير قابلة للبحث والاسترجاع من خلال محركات البحث والمنصات الرقمية. كما يتم التعامل معها في أطر مستقلة ومتقطعة على غرار المواد الخبرية، وتفتقر إلى البناء الهيكلي والبنيوي. ومن ثمَّ لا يمكن تجميعها في صورة مجموعات أو إعادة توظيفها في أطر متنوعة.
أبزر تمييز بين أنواع المحتوى
هو تقسيمها إلى أصول
معرفية مستدامة وأصول
معرفية فانية
ومن أمثلتها: التغريدات والمشاركات، والإعلانات، والمواد الدعائية، والأفكار المتقطعة، والفيديوهات
الظرفية والتسجيلات الصوتية القصيرة، إلخ.
ويمكن بصفة عامة تقسيم المحتوى الرقمي الذي تتيحه المنصات إلى أربعة أنواع رئيسة:
1 - محتوى التواصل:
عادة ما يكون محتوى أخباري أو محتوى معلوماتي موجز ويتم بثه من خلال منصات التواصل والاتصال الاجتماعي في صورة تغريدات أو إعلانات ومعلومات حقائقية موجزة. وينمو هذا المحتوى بسرعة كبيرة نتيجة لتفاعلات الناس في منصات التواصل الاجتماعي وقدرتهم على إنتاج محتوى يلائم تلك الفئة. وعادة ما يكون تأثير هذا المحتوى أنى ومتغير والذي يظهر في شكل التوجهات اليومية Daily Trends والتى تتغير بصفة دائمة.
2 - المحتوى المعرفي:
هو المحتوى الأكثر أصالة واستدامة وتأثيراً لأنه يصدر من خلال قنوات شرعية للنشر وبث المعلومات والذي عادة ما يكون في صورة كتب ومقالات وتقارير وأطروحات... الخ. وعادة ما يتم أتاحته من خلال منصات المؤسسات مثل مواقع الويب والمكتبات الرقمية ومؤسسات المعرفة المتنوعة مثل المكتبات والمستودعات ومراكز حفظ الذاكرة الرقمية. ويتميز هذا النوع بأنه قابل للتنظيم والبحث والاتاحة من خلال محركات البحث والمنصات المعرفية الرقمية، بالاضافة إلى قابليته للمشاركة من خلال مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي.
ويتدرج هذا المحتوى من الموسوعات والقواميس وكتب المقدمات والكتب الأساسية في الموضوعات والملخصات والمجلات والدوريات العلمية. وتعمل المؤسسة من خلال شركة قنديل للنشر والتوزيع التابعة للمؤسسة.
ويمكن الوصول إلى تلك المواد الرقمية حسب أنواعها من خلال تصفح مركز المعرفة الرقمي سواء بالاعتماد على التصفح الموضوعي أو الشكلي.
3 - المحتوى الترفيهي:
هو عبارة عن مواد الغرض منها التسلية والترفيه مثل الآفلام والآغانى والصور والرسومات والقصص والروايات والمباريات... الخ. وعادة ما يظهر هذا النوع من المحتوى بصور متعددة الغرض الاساسى منها الترفيه. وقد بدأت العديد من الشركات تنشأ قنوات خاصة ومنصات رقمية متخصصة في إتاحة هذا النوع من المحتوى إلى جانب قنوات اليوتيوب، توجد أيضا قنوات مثل Netflex, OSN, Starz Play, Arabia and Watchit.
ويمكن من خلال منصة مركز المعرفة الرقمي الوصول إلى محتوى ترفيهي في صورة قصص هادفة تدعم المعرفة الصحية والجغرافية والتاريخية حيث يوجد أكثر من 50 قصة متنوعة متاحة على صفحة قصص ورايات والمصنفة تحت خمس فئات رئيسية: أطفال ويافيعين وامارتية وتعليمية وعلمية وتربوية.
4 - المحتوى الهجين:
هو المحتوى الذي يمزج بين الفئات الثلاثة السابقة ويمكن توظيفه في المنصات الثلاثة، إلى جانب أنه يمكن أستخدامه للأحالة من منصة إلى أخرى. فعلى سبيل المثال التغريدة التى يتم نشرها بمنصات التواصل الآجتماعى للإحالة إلى منصات المحتوى المعرفي أو توظيف أمكانيات المشاركة والربط بمنصات المعرفة لمشاركة المحتوى المعرفي على منصات التواصل الاجتماعي. ويمكن من خلال مركز المعرفة الرقمي مشاركة أى مادة رقمية بسهولة على منصات التواصل الاجتماعي.
ويسعى مركز المعرفة الرقمي نحو التطبيق التدريجي لآليات التحليل المتعمدة بمنصات المحتوى الرقمي الدولية والتي تتطلب التوافق مع متطلبات العداد Counter Compliant Ver. 4 من خلال تحليل معدلات الولوج إلى المحتوى الرقمي والطلبات والسجلات إلى جانب تحليلات عميقة للمزامنة القرائية والموضوعات بتصنيفاتها الدقيقة...الخ. أما المواقع فتعتمد على تحليلات لمعدلات استخدام المواد الرقمية إلى جانب
تحليلات جوجل Google Analytics.
أما ما يتعلق بمنصات التواصل الاجتماعي فإنه حتى الآن لا يوجد آلية واضحة لمتابعة العمليات والأنشطة ومدى التقدم فيها على منصات التواصل الاجتماعي. ويوصى باستخدام تحليلات المشاركة المعيارية - Standardized Engagement Analytics التي تساعد على تقييم التقدم المستمر وفقاً لمعدلات واقعية ومنطقية في حدود الإمكانيات والموارد المتاحة، كما تساعد على التعلم المؤسسي Institutional Learning وتحسين مستويات الإبداع في عمليات مشاركة ونقل وإتاحة المحتوى.
وتُبرز النتائج التي يصل إليها متصفحو مركز المعرفة الرقمي حجم ودقة الركائز والآليات التي بني عليها، والتي تعتمد أحدث ما وصل إليه علم البيانات المفتوحة، لتكون منصة رائدة تلبي تطلعات المستخدمين من مؤسسات وأفراد. حيث يطبق مركز المعرفة الرقمي أنظمة الميتاداتا العالمية والمعيارية المعتمدة في بناء المكتبات الرقمية من أنظمة الفهرسة والتصنيف والتكشيف والتحليل الموضوعي الدولية وأشكال الاتصال في بنية نماذج الفهرسة المعروفة بشكل الفهرسة المقروء آلياً.
اعتمد القائمون على تطوير مركز المعرفة الرقمي على التحليلات الدقيقة والعميقة للبيانات التي يتم تجميعها عن آليات الإفادة من المواد الرقمية لتوظيفها في تعظيم القيمة المضافة لتلك المواد بما يضمن خدمة الاحتياجات المعرفية للمستخدمين والجمهور. ويسعى المركز من خلال ذلك إلى التطبيق التدريجي لآليات التحليل المتعمدة بمنصات المحتوى الرقمي الدولية والتي تتطلب التوافق مع متطلبات العداد - Counter Compli ant Ver. 4 من خلال تحليل معدلات الولوج إلى المحتوى الرقمي والطلبات والسجلات إلى جانب تحليلات عميقة للمزامنة القرائية والموضوعات بتصنيفاتها الدقيقة...الخ. أما المواقع فتعتمد على تحليلات لمعدلات استخدام المواد الرقمية إلى جانب تحليلات جوجل Google Analytics .
وفي هذا الصدد، أفاد أ.د. خالد عبد الفتاح، مستشار الحلول الرقمية في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بأن مركز المعرفة الرقمي يقوم باستخدام آليات مبتكرة لتحليل التوجهات والسلوكيات المعرفية وطرق الوصول إلى المصادر من خلال تطبيق خوارزميات التحليل العميق والتدقيق للبيانات.
فعلى سبيل المثال: تم ابتكار نموذج تفاعلي للمزامنة القرائية يعرض ما يتم قراءته آنياً على المركز، ومن خلال تحليل نموذج المزامنة القرائية يمكن ترتيب المواد حسب أهميتها القرائية من خلال عرض العناوين الأكثر اطلاعاً. وبناء على تصنيفات تلك المواد بتصنيفاتها المعرفية يتم «عنقدة البيانات Data clustering » لبناء النموذج التفاعلي الموضح في المرفق بهذا التقرير، والذي يعرض حجم البحث والقراءة في كل التصنيفات المعرفية الأكثر اطلاعاً على مركز المعرفة الرقمي.