الإمارات تحضن العالم بالأمل
«الأمل»، تلخص تلك الكلمة السحرية المشهد الإماراتي، في كثير من وجوهه؛ فمنذ أيام، شهدت الإمارات توجيهاً من قيادتها الرشيدة بتطوير أول قمر صناعي عربي مشترك بأيدي العلماء العرب، نتيجة لأول ميثاق وقعته 11 دولة عربية هنا في الإمارات للتعاون في أبحاث الفضاء، وهو أمر له دلالة لافتة؛ فأشقاء الإمارات أصبحوا يرون فيها قوة علمية ومعرفية صاعدة بما توفره من دعم لا محدود لمختلف قطاعات البحث العلمي، وبعد ذلك بأيام قليلة أطلقت دبي الموسم الثالث من مبادرة صناع الأمل، لنشهد بعد ذلك فنون العالم تتحاور في «أرت دبي »، ثم منافسات كأس دبي العالمي... فهنا في الإمارات تجري الفعاليات على قدم وساق، تستثمر في الفنون والثقافة والمعرفة والعلوم والرياضة، أو تستثمر في الإنسان على وجه الدقة.
صناعة الأمل أصبحت هي الأمل لمنطقتنا
العربية لبناء أوطان تنعم بالأمان والاستقرار.محمد بن راشد آل مكتوم
خلال إطلاق الموسم الثالث من مبادرة «صناع الأمل».
لا يهدأ الحراك في الإمارات يوماً، ويبدو أن العمل الجاد والدؤوب، أصبح ثقافة يومية للارتقاء بكافة أوجه الحياة، والمتابع لمختلف زوايا هذه الصورة يتأكد له أن ذلك العمل المستمر يتأسس على رؤية لديها قناعة بأن العمل وحده هو أسرع الطرق إلى تحقيق الآمال، حيث لم يعد الأمل ذلك المفردة النبيلة التي نرددها ونحلم كثيراً بتحقيقها، ولكنه بات واقعاً ملموساً في الإمارات، ومن هنا نفهم قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «عالمنا العربي مليء بعشرات الآلاف من القصص الملهمة لجنود الإنسانية وصناع التغيير الإيجابي ». هذه القصص تحتاج إلى من يكشف عنها ويتعهدها بالدعم، حتى يتحول الأمل إلى صناعة يشترك فيها الجميع؛ فالخير كان وسيظل أولوية إماراتية، ولذلك يقول سموه: «علينا البحث عن بذور الخير بداخل كل إنسان عربي وتحفيز قدراته على المساهمة الإيجابية وتحويل التحديات إلى فرص للارتقاء والازدهار».
من جانب آخر، يتسع مفهوم الأمل في الإمارات، ليشمل مفردات عدة، تستوعب القراءة والابتكار والأنشطة الرياضية... في كل هذه المجالات تزرع الإمارات بذرة أمل ترعاها مؤسساتها المختلفة، حتى تثمر في المستقبل إنساناً يستطيع التعامل مع التحديات ويتجاوز العقبات نحو أفق آخر من الإبداع لينخرط في العالم المعاصر.
نعم، الإمارات تستثمر في مواطنها، تقربه من آماله، وتحقق له أحلامه، ولكنها تحتضن محيطها العربي، وتفتح ذراعيها للعالم بأكمله، يؤكد ذلك تطلع الشباب العربي للعمل والحياة في الإمارات، أما أرقام المسافرين في مطار دبي، فتؤشر إلى المكانة التي وصلت إليها بلادنا الحبيبة في قلوب كل البشر، وهنا يجب أن لا ننسى الأولمبياد الخاص لأصحاب الهمم الذي استضافته أبوظبي أخيراً وشارك فيه 7000 رياضي من 190 دولة، وزاره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقال خال تلك الزيارة كلمة لا تصدر إلا عن قائد قلبه مسكون بالخير، يؤمن بأن الأمل حق للجميع، يقول سموه: «أنتم أبطال الإرادة القوية، ورمز للعزيمة التي لا تلين. فخور بإنجازاتكم، وهي موضع اعتزاز الجميع؛ فبإصراركم تكتبون قصصاً في سجل المجد، وبسعيكم للتميز ترسمون ملامح الطريق لكل من يطلبه.. نرى فيكم الأمل ضياءً ينير الدرب لكل من حولكم، ونلمس في إنجازاتكم قوة التصميم على بلوغ القمم، نشدُّ على أيديكم، ونرجو لكم كل التوفيق».
كلمات صادرة من القلب، كلمات تبعث على التفاؤل؛ فوطننا العزيز بات يزرع الفرح في كل مكان، ويحول الأمل إلى صناعة يحتضن من خلالها العالم بأكمله.