الاحتفاء بالتنوع في الإمارات
بعد زيارة قداسة البابا فرانسيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، والنجاح المدهش لفعاليات الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية في أبوظبي، يشهد عام التسامح ازدهاراً لافتاً.
يقول معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح في دولة الإمارات: «ننظر لجميع البشر كأفراد في مجتمع عالمي واحد ». ووصف معاليه دولة الإمارات بأنها «إحدى أكثر الدول تنوعاً في العالم، ولكنها في الآن ذاته، واحدة من أكثر الأماكن ساماً وانسجاماً وازدهاراً».
وأضاف: «على الرغم من كون دولة الإمارات العربية المتحدة دولة فتية، إلا أنها تحمل تاريخاً كبيراً من التسامح. فهو جزء من القوة الناعمة في الباد. نرغب في بناء شراكات محلية ودولية قائمة على التسامح تحقق الإمكانات الموجودة في التنوع.
كما أننا نتعهد ببناء مبادرات مجتمعية وتشريعية مستمرة تحارب الكراهية وتدعم الاحترام المتبادل وتحتفي بقيمنا المشتركة. هذه بعض الأسباب التي جعلت من دولة الإمارات العربية نموذجاً للنجاح كدولة محبّة للسام، ومتسامحة ومزدهرة».
تعدّ الإمارات الدولة الأولى في العالم التي تنشئ وزارات للسعادة والتسامح والمستقبل؛ بهدف دعم ونشر التفاهم الثقافي، والسام والتسامح بين أوساط البشر. وشرح معالي الشيخ نهيان، دور وزارة التسامح في أنها تهدف ل «نشر التسامح من خال العمل والتعاون مع جميع المقيمين في البلاد في نشاطات مثل البرامج التطوعية، والتعايش، والتعليم ونشر التوعية وإقامة الفعاليات العامة والاحتفالات، مع التركيز طوال الوقت على إجراء الأبحاث الرامية لمعرفة دوافع التسامح ومسببات التعصب، إضافة إلى تحديد الاستراتيجيات ورصد التقدم».
وأضاف: «نهدف إلى أن تعرّف الوزارة دائماً بأنها وزارة العمل والنتائج والتأثير. كما أنها ستعرّف دائماً بكونها وزارة لجميع المقيمين على أرض الدولة ». كان الشيخ نهيان يتحدث أثناء حفل غداء على هامش «محادثات التسامح »، وهي مبادرة أطلقتها صحيفة «خليج تايمز » الصادرة باللغة الإنجليزية في الإمارات. وتعدّ هذه «المحادثات » سلسلة من المحادثات تمتد لمدة عام كامل، وتهدف لنشر الحوار والتعايش السلمي مع احتفاء دولة الإمارات بعام التسامح.
وفي حديثه مع الضيوف والشخصيات التي حضرت اللقاء، قال معالي الشيخ نهيان: «إن التسامح كان على الدوام فضيلة أساسية ومبدأ راسخاً وموجهاً لشعب دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها منذ القدم ». وأضاف: «لطالما كانت منطقتنا نقطة تقاطع طرق للأشخاص والأفكار والتجارة، وقد استقبلت على الدوام المسافرين بترحاب لامحدود وغير مشروط. لقد نشأنا على إدراك أهمية الاحتفاء بالروابط المشتركة التي توحد جميع البشر ». فالتسامح يساعدنا على التعامل مع القضايا البيئية المهمة. والتسامح يساعدنا على حل الصراعات والنزاعات السياسية. التسامح يساعدنا على تحسين التعليم وتطويره وتشجيع الابتكار كيما يصبح بمقدور المواطنين المساهمة في الاقتصاد القائم على المعرفة. التسامح يجعلنا متفوقين في حقوق الإنسان والمتطلبات الإنسانية. واختتم بالقول: «إننا نعرف أن الحدائق هي أجمل ما تكون عندما تحتوي الكثير من الأزهار المتنوعة».
أما محمد عبداللطيف كلداري، مدير شركة كلداري إخوان فقال في اللقاء: «مجتمعاتنا المتسامحة هي تلك التي تضم سكاناً متنوعين ». ومن منطلق حديثه من ناحية الأعمال، قال للحاضرين: «يعدّ امتاك ثقافة التسامح في مكان العمل أمراً شديد الأهمية، وعندما يتوافر ذلك، فإنه يتيح لأشخاص منتمين لبلدان وثقافات مختلفة تقديم مهاراتهم والمساهمة في النمو. وإذا ما حُصرت قوة العمل لتضمّ ديناً محدداً أو ثقافة بعينها أو جنساً واحداً أو منطقة جغرافية، فإن ذلك يحدّ من كمّ الموهبة المتاح، وهذا مؤثر جداً في النمو والأعمال ». وأضاف كلداري: «التسامح ليس غاية أخيرة. وإنما هو نقطة انطاق نحو الهدف النهائي الذي هو القبول. وفي غضون ذلك، أكدت دولة الإمارات أيضاً الدور الحاسم الذي يمكن للأطراف العالمية تأديته بالمشاركة في نشر قيم التسامح».
كما شدّد مندوب دولة الإمارات الدائم في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، عبيد سالم الزعابي على أهمية دور الهيئات الدولية والحكومات في نشر قيم التسامح خال جلسة بعنوان «الاحتفاء بالتنوع.. التسامح وما في طياته من امتداد نحو التعاطف ». حيث أبرز السفير الزعابي التزام دولة الإمارات بالمعاهدات والمواثيق الدولية بشأن المساواة، والحرية، والاحترام وعدم التمييز.
«لقد نشأنا على إدراك أهمية الاحتفاء
بالروابط المشتركة التي توحد جميع
أفراد البشر».
الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان
وزير التسامح في الإمارات.
أقيمت الاحتفالية في مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي، على هامش الجلسة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. وعبّر السفير الزعابي عن فخره بإعان دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2019 عاماً للتسامح. مضيفاً أن هذا يدعم مبادئ التعايش والانسجام داخل الدولة التي تستضيف ما يزيد على 200 جنسية تنتمي لمجتمعات دينية مختلفة في سام وأمان. وأوضح أن موقف دولة الإمارات بشأن التسامح نابعٌ من تعاليم الإسام الذي يدعو للسام وينبذ التعصب، والتطرف والعنصرية. ويحمل تراث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي رسّخ قيم التسامح والقبول في المجتمع الإماراتي. كما حظي كتاب «ثقافة التسامح.. انسجام الأديان في دولة الإمارات العربية المتحدة »، المنشور أخيراً لمؤلفه القسّ أندرو جونسون باستقبال حافل. يركز الكتاب، وهو الأول من نوعه في إيصال رسالة التسامح، على حوار الأديان وحرية التعبير الديني في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويقدم خلاصة تجربة مجموعة متنوعة دينياً من الأشخاص، يروون تجاربهم الشخصية في العيش الآمن والسلمي داخل الدولة. وقدّمت نسخة من الكتاب لقداسة البابا فرانسيس خال زيارته التاريخية للإمارات.
سيتوافر الكتاب قريباً في المملكة المتحدة، بعد حفل إطلاقه هناك في 5 أبريل الجاري في مقر سفارة دولة الإمارات في لندن. وينظّم حفل الإطاق في لندن معالي السفير سليمان المزروعي، سفير دولة الإمارات في المملكة المتحدة. يقول متحدث باسم الناشر؛ «موتيفيت ميديا غروب :» يعدّ كتاب «ثقافة التسامح » شهادة مهمة على ما تحمله الدولة من رؤى حول التسامح وقبول مجموعة متنوعة للغاية من الأشخاص الآتين من بقاع مختلفة من العالم. نحن سعداء بالحفاوة التي استقبل بها الكتاب داخل الإمارات وخارجها.