ديما نجم: الإمارات رائدة في ربط التعليم مع أهداف التنمية المستدامة
يعد التعليم الجيد من أهم السبل التي تسهم في بناء الإنسان؛ وفي توسيع الآفاق الفكرية التي تساعد على الابتكار والإبداع والنهوض بالمجتمعات، والارتقاء بكافة المجالات، وحل المشكلات والقضايا الحياتية، كما يلعب دوراً جوهرياً في الحد من تزايد نسب البطالة.
وعن مواجهة التحديات العالمية ودمج مبادئ الاستدامة في المناهج التعليمية والتدريبية، وما يفتقر إليه الخريجون الجدد من مهارات للدخول إلى سوق العمل، التقت مجلة «ومضات » ديما نجم العضو المنتدب في مؤسسة التعليم من أجل التوظيف في الإمارات خلال قمة المعرفة 2019 ، وأجرت معها الحوار التالي:
* ما هي تحديات تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المجتمع من خلال التعليم؟
- أهم التحديات التي نواجهها في مؤسسة التعليم من أجل التوظيف هي معاناة خريجي الجامعات بعد إتمام دراستهم من عدم وجود وظائف مناسبة لمهاراتهم، وهناك بعض الدراسات التي تؤكد أن 50 % من المهارات التقنية التي يأخذها الطالب في السنة الأولى من دراسته الجامعية لا يستفيد منها في حياته العملية، ولذلك نحتاج للاهتمام بالجانب التدريبي، والتركيز على متطلبات سوق العمل، وتعزيز الترابط بين الموظفين والأشخاص الذين يؤهلون هؤلاء الشباب للالتحاق بالوظائف بعد التخرج.
* كيف يتم العمل على حل المشكلات المتعلقة بالتعليم وأداء المؤسسات التعليمية؟
- يجب أن نؤمن أولاً بأن المعرفة هي أساس بناء الحياة، ثم نحدّد الفجوة التي توجد بها المشكلات المتعلقة بالتعليم، حتى نصل إلى كيفية تسريع الجهود والقضاء على هذه التحديات التي تعيق نجاح أداء المؤسسات التعليمية في النهوض. وعلينا العمل على الوصول إلى التعليم المتميز ذي الجودة العالية، والتخلص نهائياً من مشكلة البطالة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتأهيل الشباب لدخول سوق العمل، حيث إن هذه المشكلة ترتبط بشكل مباشر مع التعليم.
تفيد الإحصائيات بأن نسبة البطالة وصل معدلها إلى 18 مليون شاب في عام 2015 ، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 38 مليوناً في 2030 ، والسبب في ذلك يرجع إلى تخرج طلبة الجامعات من دون امتلاكهم ما يكفي من المهارات التي تساعدهم على إيجاد فرص عمل مناسبة لهم، ولذلك يجب على المؤسسات أن تركز على هؤلاء الشباب لكي يكونوا قدوة ونموذجاً يحتذى به، ونرسل من خلالهم رسالة لمن يشعرون بالإحباط لعدم قدرتهم على المساهمة في إعالة أسرهم، ثم نفكر بالتحديات التي تواجهها عملية التعليم وآليات القضاء عليها.
* ما هي الحلول التي يمكن أن تدعم دور التعليم في خلق وظائف للشباب؟
- تكمن أهم العوامل في مواجهة التحديات وإيجاد الحلول الفعالة في القدرة على ربط التعليم بالتنمية المستدامة، عن طريق تغيير المناهج الحالية، والعمل على وضع مواد تعليمية جديدة في جميع المراحل من الابتدائية إلى الدراسة الجامعية، لتتماشى مع خطة أهداف التنمية المستدامة، وتكون مجالاً للكشف عن الطاقات والمواهب الموجودة لدى الطلاب. وتعد الإمارات من أهم الدول التي تحتل المرتبة الأولى وتمتلك الريادة إقليمياً وعالمياً في هذا المجال، وخاصة فيما يتعلق بالطاقة المتجددة، التعليم، توفير بيئة للشباب، إضافة إلى أنها تعمل على إقامة المؤتمرات والبرامج والمنصات التي تعزز من تجديد الأفكار والابتكار والتفكير خارج الصندوق، والخروج بتوصيات تحدث تغييراً على كافة الجهات.
* كيف يمكن تطوير المناهج لتعليم الأجيال الجديدة؟
- يجب أن توضع خطة لتعريف الطفل بالتنمية المستدامة منذ بداية تكوين أفكاره، وأن تبدأ التوجيهات لتحقيق ذلك من خلال تطبيقها في المدرسة، حيث إن المعرفة تنتقل عبر الأفراد بالدرجة الأولى، ويعتمد الطفل في السنوات الأولى على تقليد ما يراه من أفعال المحيطين به، ولذلك يقع على عاتق المدارس أن تهتم بكل ما يخص التنمية المستدامة سواء الماء، الإضاءة، التدفئة، النظافة العامة وغيرها من الخدمات المجتمعية الواجب توافرها للإنسان، فجميع الأشياء مرتبط بعضها ببعض، ومن هنا يبدأ التعليم والتطبيق. ويجب أن ننظر للطريقة التي نتعامل بها مع الأطفال، فعلى سبيل المثال، في معظم الأحيان نكلف الصغار بمهام عديدة وننتظر منهم القيام بها على أكمل وجه، ويتم تقييم الطفل وفقاً لهذه المعايير، على الرغم من أن هذه القيم والمعايير لا تمت بصلة مع قضايا القرن الحادي والعشرين، وهنا يجب الانتباه إلى أن سمات هذا القرن تعتمد على المبدعين القادرين على إيصال أفكارهم بطرق حديثة ومبتكرة، ويمتلكون طرق ناجحة في التعامل مع الآخرين، وإيجاد حلول للتحديات والمشكلات التي تواجه العالم.
يجب وضع خطة
لتعريف الطفل بالتنمية
المستدامة منذ بداية
تكوين أفكاره
* ما هي خططكم المستقبلية في مجال التعليم والتوظيف؟
- تعتمد الخطط المستقبلية في مؤسسة التعليم من أجل التوظيف على العديد من المحاور، ونقوم حالياً على تعزيز وزيادة شراكاتنا مع الحكومات والمؤسسات المحلية والإقليمية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حتى نصل لأكبر عدد من الشباب العربي، ونقدم لهم طرق التواصل الصحيحة مع سوق العمل، ونتمنى الوصول لشركائنا ممن يهتمون بالتعليم من أجل التوظيف، خاصة أن نسبة البطالة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تصل إلى 28 %. وأؤكد أن التعاون يدعم تحقيق الأهداف بشكل مفيد للجميع، وتأهيل الشباب بطريقة محترفة للدخول إلى سوق العمل يحقق نسبة عالية من التميز والنجاح في المشروعات بجميع مجالاتها، ونفخر بأن هناك 100 ألف خريج من المغرب استطاع أن يجد فرص عمل مناسبة بمساندة مؤسسة التعليم من أجل التوظيف.