التعليم... مستقبل دولتنا
بكل عزم وتفاؤل، تتابع دولة الإمارات العربية المتحدة مسيرة الانطلاق نحو المستقبل مهما بلغت التحديات، لا تقف العوائق حائلاً دون تحقيق أهدافها. وهي على يقين بأنَّ العلم والمعرفة هما السبيل الوحيد لتحقيق الغايات النبيلة التي وضعتها نصب أعينها منذ فجر التأسيس الأول الذي أرسى دعائمه الآباء المؤسِّسون رحمهم الله تعالى.
التعليم هو حجر الأساس واللبنة التي نجحت دولة الإمارات في العناية بها وترسيخها متجذرة في صلب خططها ومناهجها التطويرية نحو الازدهار، وهذا ما أثمر بنية تحتية علمية عزَّ لها نظير، أثبتت الإمارات من خلالها أنَّ عملية التعليم لن تتوقَّف في أصعب الظروف ومهما عظمت الخطوب.
مع بداية العام الدراسي، تابعت المدارس والمؤسَّسات التعليمية عملها، عبر نظام التعليم الهجين الذي أقرَّته وزارة التربية والتعليم، بكل يسر وسلاسة، واستقر الطلاب على حواسيبهم الشخصية متسلحين بالعزم على متابعة دراستهم وكأنهم على مقاعد الدراسة النظامية. وإنه لمشهد يدعو للفخر والسعادة أن ترى مؤسَّسات التعليم في أرجاء الدولة قد تابعت مسيرتها وفتحت أبوابها الافتراضية مشرعة أمام طلابها دون أيِّ عوائق أمام هذا التحدي الوبائي الذي فرض نفسه على العالم.
استثمرنا في التعليم أعوام عديدة، وأثبتت
منظومتنا نجاحها وقوتها وجاهزيتها في
أصعب الظروف، وسنعمل لرفع قدرتها
لمستويات أكثر تطوراً وابتكاراًمحمد بن راشد آل مكتوم، خلال استضافته عن بعد عدداً من الكوادر
التعليمية والطلبة في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد
لقد كانت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلاصة للنهج الرائد الذي سارت عليه الدولة في تعاملها مع الجائحة، منذ بداياتها؛ فالتعليم لن يتوقَّف، وطلاب دولة الإمارات العربية المتحدة، من مواطنين ومقيمين، سينالون نصيبهم من المعارف والعلوم. وهذا ما يلمح واضحاً جلياً في قول سموه مع اليوم الأول من العام الدراسي، وعودة الطلاب إلى مقاعدهم الدراسية الافتراضية: «سيظلُّ التعليمُ أولويةً وغايةً نسخِّرُ له ومن أجله الجهود، وستظلُّ عجلتُه مستمرةً، ولن تتوقَّف، سواء من المنزل، أو المدرسة، لأنه المستقبل».
كانت كلمات سموه معبِّرة عن واقع سطَّرته جهود سنوات من العمل الدؤوب الذي استشرف المستقبل، ورأى يقيناً أنَّ الإنسان هو الغاية الكبرى التي ستسعى دولة الإمارات إلى الاستثمار فيها، وأنَّ التقدُّم والتطوُّرات المتتابعة التي تشهدها الإمارات منذ تأسيسها قامت على العلم، وتحيا على العلم، وسوف تبقى وتستمرُّ بالعلم وللعلم.
إنها دولة الإمارات العربية المتحدة، كما عوَّدت شعبها، وكما بهرت العالم؛ تخطيطٌ رائدٌ، وقيادةٌ تضع وطنها وشعبها على قائمة الأولويات، وكيف تستدعي كل الإمكانات لتؤسِّس لغدٍ أفضل. لم تكن تلك الكلمات النابعة من سموه، وما كانت يوماً، إلا قولاً مؤيَّداً بالعمل، ونتاجاً لسنوات عديدة من التخطيط والبناء والتشييد، لتكون الإمارات من أوائل دول العالم في البنية التحتية الإلكترونية التي هيَّأت أجواء التعلُّم عن بُعد للطلاب، ووفَّرت لهم متابعة التحصيل وكأنهم على مقاعد دراستهم. وهذا ما هيَّأ لنحو مليون ومئتين وسبعين ألف طالب وطالبة أن يستأنفوا دراستهم في مراحل التعليم المختلفة، بواقع 130 ألف طالب في التعليم العالي، ومليون ومئة وأربعين ألف طالب في التعليم العام. في استراتيجية تقوم على مجموعة متكاملة من المحاور التي تضمن صحة الطلاب وكافة المشاركين في العملية التعليمية، مع اتخاذ الحكومة استراتيجية التعليم الهجين التي أُقِرَّتْ مع نهاية العام الماضي.
لقد كان لقاء سموه في اليوم الدراسي الافتراضي الأول من العام الدراسي الجديد حافزاً للجميع، طلاباً ومعلمين وأولياءَ أمورٍ ومسؤولين، ليعطوا العِلْمَ حقَّه، ويستمروا في مسيرتهم دون أن تؤثِّرَ في عزيمتهم أيُّ مؤثرات، ولا تحول دون سَيْرِهِم نحو الغاية أيُّ معوقات، وما أجملَها من كلماتٍ محفِّزٍة تلك التي قال فيها سموه: «لولي الأمر نقول: من عزيمتك نحن نتقدَّم ونبني الوطن، وللمعلم نقول: من عملك وإخلاصك نصنعُ المجد، وللطالب نقول: من حلمك وصفك ننطلقُ للمستقبل».