التدريب عن بُعد
برنامج دبي الدولي للكتابة
يؤسس عالماً افتراضياً يتخطى الحدود الجغرافية
التدريب عن بُعد
قيمة إضافية لتوسيع قاعدة المعرفة
شَكَّلَ التدريب عن بُعد إضافة مهمة لقطاع التدريب، معتمداً على عالم التقنيات الغني والواسع، حيث يمكن الاستفادة من العمليات المرتبطة بنقل وتوصيل مختلف أنواع المعرفة والعلوم إلى المتدربين في مختلف أنحاء العالم باستخدام تقنية المعلومات الذكية عبر شبكات الإنترنت، حيث يمكن متابعة المحاضرات والدروس وعقد المؤتمرات وغيرها من المشاركة الجماعية دون أي معوقات تذكر.
في ظل الإجراءات الاحترازية التي حالت دون التواصل المباشر بين الناس، كان لا بد من البحث عن وسائل تواصل غير تقليدية تقوم مقام العالم الحقيقي، لكن دون ذهاب الطلاب إلى مقاعدهم والموظفين إلى مكاتبهم والباعة إلى مخازنهم... كان لا بد من التوجه نحو التقنيات المعاصرة للتغلب على الفيروس الذي جعل حياة الناس جافة بسبب العزلة التي فرضتها عليهم إجراءات المكافحة الاحترازية التي تحول دون انتشاره. ومن هنا سعى برنامج دبي الدولي للكتابة إلى البحث عن أساليب متطورة لمتابعة حضوره اللامع على الساحة المعرفية من خلال إطلاق وُرش التدريب عن بُعد، التي سرعان ما تحولت إلى ميدان للتنافس ومضمار للجري لتحقيق أفضل النتائج بأقل قدر من الوقت والجهد والمال.
نتائج ملموسة
ولأن التدريب الافتراضي أو التدريب عن بُعد هو شكل حديث من أشكال التدريب، فقد خاضت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة هذا النوع من التحدي الرقمي وحقّقت في وقت قياسي نتائج ملموسة من خلال برنامج دبي الدولي للكتابة، تمثَّلت في مجموعة من الورش التدريبية كورشة أدب الطفل والقصة القصيرة وأدب اليافعين والترجمة، وقد أعطى موضوع التدريب عن بُعد المجال للتوسع خارج الحدود وزيادة عدد الورش الافتراضية حيث يمكن للمدربين أن يكونوا في مكان والمتدربين في مكان آخر طالما أن الشاشة الزرقاء تجمعهم في عالم واحد.
تقنيات معاصرة
لقد كسر التدريب عن بُعد حاجز الحدود الجغرافية والزمنية التي تعوق عمليات التدريب، ومع استخدام آليات الاتصال الحديثة والوسائط المتعددة من صوت وصورة، ورسومات، وآليات بحث، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت المتعددة، أصبح العالم غرفة دراسية تتوافر فيها كل مستلزمات النجاح، وسواء كان التدريب عن بعد أو في الفصل الدراسي، المهم المقصود هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة.
ومثلما لعبت التكنولوجيا الحديثة دوراً بارزاً في تطوير الأداء الإداري والخدماتي والتقليل من تكاليف وزمن أي خدمة، فإن الكادر البشري الذي قام بمهمة التدريب يعد من أكفأ الكوادر المسلحة بالعلم والمعرفة والقدرة على استثمار الوقت لتكون كل حصة تدريبية عالماً قائماً بذاته من المعرفة الميسرة التي تصل إلى المستهدفين بأيسر وأسهل السبل.
نهج افتراضي مبكر
ومثلما كانت حكومة دبي سباقة في مفهوم الإدارة الذكية، فإن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة واكبت تلك الفكرة ونهجت على نهجها، وهو ما يشير بالضرورة إلى التحول من مفهوم العمل بالطريقة الورقية، أو بالأصح التقليدية، إلى العمل دون ورق توفيراً لجهد كبير وبتكلفة أقل ولتتحول إلى مؤسسة إلكترونية تواكب الحياة العصرية وتتطلع نحو مستقبل أكثر إشراقاً. ويعد برنامج دبي الدولي للكتابة، الذي انطلق في أكتوبر 2013 واحداً من أهم المبادرات التي اتخذت من الصيغة الافتراضية نهجاً للعمل، حيث كان يتم التدريب عن بُعد في كثير من الورش قبل جائحة كورونا، مما دفع بالبرنامج في ظل الجائحة إلى استمراريته بصيغة مُثلى ضمن خطة عمل تلائم التغيرات الطارئة على أعمال التدريب، وهو ما جعل البرنامج من أكثر الإسهامات الإبداعية في إثراء الحركة الفكرية، والأدبية في دولة الإمارات العربية المتحدة وأنحاء العالم كافة، بهدف تشجيع وتمكين المواهب الشابة ممن يمتلكون موهبة الكتابة في شتى مجالات المعرفة من العلوم، والبحوث، إلى الأدب، والرواية والشعر، والوصول بهم إلى العالمية.
قاعدة صلبة
وقد أكّد المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، سعادة جمال بن حويرب، أن برنامج دبي الدولي للكتابة، قدَّم للمشاركين قاعدة صلبة وبيئة متكاملة لصقل ورعاية مواهبهم ونتاجاتهم الأدبية، وتقديمها للعالم، الأمر الذي يدعم المكتبة العربية ويرتقي بالنتاج الفكري لأبناء هذه المنطقة.
ولفت جمال بن حويرب النظر إلى أن البرنامج استطاع أن يصل بورشه التدريبية إلى مختلف الدول العربية التي تزخر بالمواهب والمبدعين في شتى مجالات المعرفة وفنون الأدب، لينجح في تخريج عدد كبير من الكتَّاب والأدباء العرب في شتى المجالات.
أهداف مستقبلية
ونوَّه المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بأنَّ تطوير قدرات ومواهب الشباب العربي هو أحد أهم أهداف المؤسسة منذ انطلاقها، موضحاً أن هناك عدة عوامل أسهمت في نجاح برنامج دبي الدولي للكتابة وتحقيق أهدافه، وأهمها توفير نخبة من المدربين الأكفاء لتدريب المشاركين، وتقديم برامج تدريبية متكاملة ومكثفة لهم لتعلم أساليب ومهارات الكتابة، فضلاً عن طباعة ونشر مؤلفاتهم؛ سواء في مكتبة دبي الرقمية أو المعارض والمكتبات حول العالم.