تفاعل جديد.. إضفاء الطابع الإنساني على التكنولوجيا
تفاعل جديد.. إضفاء الطابع الإنساني على التكنولوجيا
على مدار التاريخ، أدت قوة الحاجة والاختلافات بين الثقافات والصراع من أجل المعتقدات إلى ضرورة المخاطرة وسعي المرء وراء حلمه من أجل تحقيق النجاح. هذا يقودنا إلى الكاتبة المصرية الأمريكية، رنا القليوبي، التي كرَّست حياتها ليس فقط لإثبات أن لا شيء مستحيل إذا كنت تؤمن به، بل في الواقع، وَجدَت طريقةً لإضفاء الطابع الإنساني على التكنولوجيا، وخلقت أرضية خصبة وسيطة، حيث يمكن للبشرية أن تتعايش مع التكنولوجيا وتتواصل معها.
أصبحت رنا القليوبي نموذجاً يقتدى به من خال العمل الجاد والإنجازات التي لا تحصى، وأبرزت نفسها كامرأة نادرة في عالم التكنولوجيا في الشرق الأوسط. نشأت القليوبي في مصر والكويت، ومع التزامها الصارم بالقيم الاجتماعية، كانت رنا مصممة على متابعة حلمها، إلى أن برعت كعالمة، مستعدة لإثبات أنها كانت مسؤولة عن تأسيس هذا الحقل. فقد برهنت على فكرة أن المرء يمكن أن يتبع حلمه وينجح، وعلينا دوماً محاولة التفكير من خارج الصندوق وعدم الخوف أبداً من السعي وراء أحلامنا.
كان هدف رنا النهائي إضفاء الطابع الإنساني على التكنولوجيا قبل أن تجرّدنا (التكنولوجيا) من إنسانيتنا. على الرغم من المصاعب التي واجهتها، كونها أماً لطفلين، فلم تتردد أو تستسلم؛ في الواقع، كانت خطواتها محسوبة للغاية ومدروسة بما يكفي لإدراك المخاطر العالية المرتبطة بالتكنولوجيا، والتي لا يمكن تجنبها.
من خال ملاحظتها كيف تتضاءل جميع حركات التواصل التي تتراوح بين تعابير الوجه ولغة الجسد، وتفاعات الناس من خال استخدام الهواتف الذكية، شعرت القليوبي بالحاجة إلى إنقاذ البشرية من خال المشاركة في تأسيس شركة البرمجيات (Affectiva)، الرائدة في المجال الجديد للذكاء الاصطناعي للعاطفة، والتي تسمح للتكنولوجيا بفهم البشر كما يفهم البشر بعضهم بعضاً.
تؤرخ القليوبي في هذا الكتاب رحلتها من كونها "فتاة مصرية لطيفة" إلى امرأة جريئة، متخذة طريقها الخاص بها لتحدث ثورة في التكنولوجيا. ومع ذلك، فقد أثبتت أن عملية تعلم التعبير عن عواطفها والتصرف فيها أكبر تحدّ لها على الإطاق. لقد مهَّدت القليوبي بعملها هذا الطريق أمام الأجيال القادمة لتطوير خط عملها، وحمل إرثها وإنشاء علاقة صحية بين البشرية والتكنولوجيا من شأنها أن تسهم في استمرار وجود البشرية.
قصص التغيير والأزمات وبدايات الأمل
الكل يجد صعوبة في التغيير. ومع ذلك، على المدى الطويل، فإن القوة الدافعة الاستثنائية في داخلنا هي التي تجبرنا على أن نصبح أفضل وأقوى.
ما قاله الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه: «ما لا يقتلك، يجعلك أقوى »، عبارة شهيرة توضّح كيف أن التغيير يجعل الناس يتكيَّفون مع الظروف الجديدة، ويفضِّلون دائماً المضي إلى الأمام، ولا يتراجعون أبداً. في هذا الكتاب، تسلّط جوليا صموئيل، المتخصصة النفسية ومستشارة الحزن، الضوء على دورة التغيير، وبالتالي تعطينا رؤية عميقة لأزمات مختلفة في الحياة، وكما أن هناك دائماً قوس قزح بعد المطر، تحتاج البشرية إلى إيجاد طرق للتغلب على الانزعاج من التغيير من أجل تحقيق «النمو المنشود »، والوصول إلى الرضا في المرحلة اللاحقة. تلقي صموئيل الضوء على القضايا الرئيسة المتعلقة بالأسرة والحب والعمل والصحة والهوية، والتي تؤثر بشكل غير مباشر في تنقل البشر خلال الحياة.
تقول الكاتبة صموئيل: «بما أن جميع الناس يميلون إلى التعامل مع التغيير في قدرات وردود فعل مختلفة، فإن مفتاح المرونة والأمل هو جودة العلاقات والروابط التي تكوَّنت بين العائلات والأصدقاء والجيران ». وهي تعتمد على عدد لا يحصى من دراسات حالات المرضى، وكذلك خبرة 30 عاماً من الممارسة السريرية من أجل بناء صورة ذات مصداقية، ورسم تأثير التغيير في حياة الناس، وكيفية التأقلم أثناء الأزمة من أجل تحقيق الازدهار في عصر جديد مفعم بالفرح والسعادة. تؤكد صموئيل كيفية وجود العديد من العلاقات التي تتطوَّر في علاقة واحدة مع مرور الوقت، مثل كيفية تعلُّم الأم تخفيف قبضتها على ابنتها البالغة تدريجياً، وكيف ينتقل الرجال إلى الأبوة.
أحياناً يصل التغيير فجأة، وأحياناً يكون جزءاً من المد والجزر الطبيعي في بحر الحياة. لذلك، من الأفضل عدم تجاوز التجربة، ولكن بدلاً من ذلك، يلزم التعامل معها بحذر شديد وترتيب زمني؛ لأن الفشل في الاعتراف بالحدث المؤسف وعدم المرور بفترة ما بعد النتيجة، والتي يشار إليها باسم «الفراغ الخصيب ،» قد يؤدي إلى عواقب مميتة، تمنع المرء من النمو والاستمرار في الحياة.
الرسالة الرئيسة التي تحاول صموئيل تقديمها في هذا الكتاب هي: عندما تمر «الأوقات العصيبة » تمر الأوقات الجيدة أيضاً؛ لذلك، يحتاج المجتمع إلى التكيف مع النمو الفكري والتحول من خلال تجارب وخبرات الناس حولهم من أجل تنوير رحلة المرء في أوقات التغيير، وليصبح نموذجاً حياً تقتدي به الأجيال القادمة.