«مخطط الانضباط الذاتي » دليل عملي لحياة أكثر إنجازاً وسعادة
كتاب مليء بالنّصائح التي تساعد على نجاح أي هدف
يعد كتاب «مخطط الانضباط الذاتي ،» لباتريك إدباد، وهو أحد مخرجات برنامج دبي الدولي للكتابة، فئة الترجمة، من كتب التنمية الذاتية التي لاقت رواجاً كبيراً لدى القراء، لأنه يُركِّز على أهميّة الانضباط بما يكفي لتشكيل ما يُسمّى «العادات المِحوَرِيَّة». يقول ستيف سكوت، وهو الكاتب الأكثر مبيعاً في صحيفة «وول ستريت جورنال »، إنّ كتاب «مُخطَّط الانضباط الذّاتيّ » من الكتب التي تمنّيت لو كنتُ قد قرأتُها منذ سنواتٍ مَضت، إنّه مُكتظّ بالنّصائح العمليّة التي تستطيع تطبيقها اليوم، وأنا واثق من أنك ستكتشف في الصفحات التالية كنزاً دفيناً من العادات التي ستساعدك في تحقيق النّجاح بالنّسبة لأيّ هدف.
يؤكد الكتاب أن الأمر الوحيد الذي يقوم به النّاجحون بشكلٍ مختلف هو قدرتهم على القيام بالأمور التي لا يحبّ الآخرون القيام بها. فهم يقومون بما يتعيّن عليهم فِعلُه للحصول على النّتائج التي يُريدونَها؛ سواء رغبوا بفعل ذلك أم لا، ولأنّهم يفعلون دوماً ما لا يفعله غيرهم، فإنهم يحصلون على نتائج لا يحصل عليها غيرهم.
يتميز النّاجحون بالقدرة على
إنجاز المهام التي لا يحبُّ
الآخرون القيام بها
طريق النجاح
يقول إدباد، في شرحه عن كتابه: «أياً كان ما تودُّ إنجازه، فإنّه يقتضي أن تكون لديك القدرة على الانضباط والمبادرة بالعمل بدلاً من التَّشتُّت والقيام بما هو سهل، يتطلب منك النّجاح على نحوٍ دائمٍ تقريباً أن تترك أمراً سهلاً لصالح القيام بأمر صعب، والبشرى السارة هي أنّه إذا لم تشعر بأنّك تُجيد القيام بذلك حاليّاً، فبإمكانك تدريب نفسك لِتُصبح أفضل. سوف أستعرض في هذا الكتاب كيف يُمكن أن تُصبح أكثرَ انضباطاً، كما سأضع كل العادات والاستراتيجيّات الأساسيّة التي تحتاجها لتطوير انضباط ذاتيّ قويّ. ما ستكتشفه هو البرامج والخطط ذاتها التي أستخدمها يوميّاً، واستخدمتها لأساعد المئات من زبائن التّدريب والألوف من القُرّاء لتأسيس الانضباط الذّاتيّ الذي يحتاجون إليه لتحقيق أهدافهم. سآخذ بيدك، وأرشدك لكل ذلك خطوة بخطوة، كل ما عليك القيام به هو المتابعة وتطبيق خطوات العمل المذكورة في نهاية كلّ فصل».
الحياة الطَّيِّبة
بصرف النَّظر عن كل ما يدور حول النجاح وقيمته ورغبة الناس فيه، فإنّ هذا الكتاب يدور حول أمرٍ أعمق. يقول شارحاً هذا بقوله: تَخيّل للحظة أنّك ذلك الشخص الذي يستطيع القيام بما يتعيَّن عليك فعله، في الوقت الذي يتعيَّن عليك فعله، سواء رغبت بذلك أم لا، ماذا سيكون شعورك عندما: تستيقظ في الصباح دون غفوة إضافية؛ تتبع دوماً البرنامج الصباحي الذي لطالما أردته؛ تصل دوماً في الوقت المحدد؛ تبدأ كل يوم عمل بإنهاء المهمة الأكثر صعوبة على الفور؛ تتناول طعاماً صحياً خلال اليوم؛ تذهب للنادي الرياضي كما هو مخطط له؛ تفي دوماً بوعودك لنفسك وللمقربين منك... سيكون هذا شعوراً رائعاً، أليس كذلك؟ هذا لأنك أنت، وكل إنسان آخر، لديكم الحاجة إلى تحقيق الذات؛ للتعبير عن القدرات الكامنة وبلوغ أقصى ما يمكن تحقيقه من إمكانات، ولهذا يعد الانضباط الذّاتيّ مهماً جداً؛ لا لأنه يؤدي إلى النّجاح (مع كون ذلك منفعة إضافية رائعة)، ولكن لأنه يُعدُّ مُتطلباً أساسياً لحياٍة سعيدة ومُرضِية.
من هذا المنطلق كان الكتاب مصدر إعجاب كبير من عدد من كبار الشخصيات، حيث يقول عنه توني ستابلباين مُؤسّس coach.me: «لم أقابل قطّ شخصاً، خلال مسيرة حياتي، أكثر اتساقاً مع التفاصيل التي يتطلّبها النجاح. يحوي كتاب (مُخطَّط الانضباط الذّاتيّ) لباترك كل خطوة لازمة للنّجاح، تم اختبارها على المئات من الأشخاص، ثم تنسيقها على شكل مسار سهل لتتمكّن من اتباعه وتحقيق أيّ هدف، الانضباط هو سِرُّ النّجاح، وباتريك يُعَلِّم ذلك أفضل من أي شخصٍ أَعرفُه».
طعم الرضا
لعل الانضباط الذاتي الذي يعد مؤلفه القارئ بأنه سيحصل عليه هو الثمرة الكبرى التي كتب لأجلها الكتاب، حيث يجد القارئ نفسه يقوم بالعمل عندما يتعيّن عليه ذلك، سواء رغب بذلك أم لا، وسيقوم بالأمور التي لا يحبُّ الآخرون القيام بها، ويحصل على نتائج لا يحصل عليها غالبيّة النّاس، والأهمّ من ذلك، سيتذوق طعم الرِّضا والسّعادة النابِعَين من إظهار كامِلِ إمكاناتِك.
قسم باترك كتابه «مُخطَّط الانضباط الذّاتيّ » إلى ثلاثة أجزاء: الجزء الأول هو المقدمة، والجزء الثاني تناول فيه العادات الأساسيّة للانضباط الذّاتيّ. أخيراً، خصص الجزء الثّالث، لاستكشاف الاستراتيجيات الأكثر فاعليّة، التي سيتمكن من يطبقها ويستخدمها بالشكل الأمثل من مزاولة ما يجب عليه القيام به كلّ يوم وبكل سرور وسعادة. لعل الكثير من الناس، وخاصة في هذا الزمان المملوء بالأعباء، يحتاج القارئ إلى مخرجات هذا الكتاب، فالعبارات المحفزة التي يلتقطها القارئ فيه منذ البدايات تجعله منساقاً إلى المتابعة. ولذا فإنه المؤلف ينصح القارئ منذ البداية قائلاً له: دَع المصاعِب تُصبح حافزاً للمبادرة بالعمل، واجِه المقاومة بشكلٍ مباشر، مراراً وتكراراً، إذا قمت بذلك، فستجد أنَّ الأمر يُصبح أسهل قلياً في كل مرّة، ستُثبِت لنفسِك أنّك مسؤولٌ عن حالتك النّفسيّة، وسوف تتأقلم مع المصاعب، وتكون مرتاحاً لشعورك بعدم الارتياح؛ باختصار، سوف تُطوِّر انضباطاً ذاتياً قوياً.