شرف الكلمة
الحياة عبر ودروس، تملي على الناس من كتبها التي سُطِّرت بمداد التواصل الإنساني الذي أفرز أحداثاً ومواقفَ يأخذ منها الحكماء للحاضر ما يعينهم على بناء صرح المستقبل وإعلاء شأن الأوطان. ثمة أشخاص عاشوا الحياة ودرسوها وخبروا سطورها واستنبطوا مما وراء السطور من خبايا الحياة ما جعلهم قادة الأمم واستحقوا أن يقفوا معلمين للأجيال القادمة من وحي ما أفاضت عليهم الحياة من دروسها.
من السهل قراءة الكتب، ومن اليسير أن يطالع الإنسان التاريخ بما خلَّفه الأولون للآخرين من حكايات سردوا فيها أخبار الناس وأيامهم، وقصوا عليهم من أحداث الحياة؛ أما أن تكون الحياة هي المعلم، فهذا ما لا يضطلع به إلا أفذاذ الرجال، كصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فهو ينصت إلى ما تمليه الحياة من عِبَرِها، وتفيض به أحداثها من دروس.
علمتني الحياة أهمية الكلمة.. شرف الرجل في كلمته.. دين الإنسان
في كلمة.. بداية الخلق كانت بكلمة.. أبواب السماء تفتح بكلمات
أقفال القلوب تكسر بكلمات.. العقول ترقى بالكلمة الجميلة..
النفوس والهمم تشحذ بكلمة صادقة.. كلماتنا تمثل أخلاقنا
وقيمنا ومروءتنا.. كلماتنا تمثل أوطاننا.. لنشرف أوطانناالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في سلسلة «علمتني الحياة » على حساب سموه في تويتر
إن الأسماع والأبصار وسائل تقليدية لاكتساب العلوم والمعارف، يتشارك فيها عامة الناس وخاصتهم، أما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فإنه من النخبة الذين يتمتعون ببصيرة ثاقبة، فهو يرى من خلالها ما لا يراه الكثيرون، ويركز على دروسها التي قد لا يعيرها الآخرون أيَّ اهتمام بوهمهم أنها أحداث عابرة متكررة لا يؤبه لشأنها.
إن الحياة جامعة لا يتخرج فيها إلا كبار القادة، من أمثال سموه، الذين عرفوا كيف يدرسون ويطالعون ويستنبطون بفكر ثاقب وإرادة وثابة لاكتساب المزيد والاستزادة من كل ما يفيد، واستطاعوا برؤيتهم الثاقبة وبصيرتهم النافذة أن ينهلوا منها ما يشيدون به البنيان ويعلون به الراية. وما الصرح الإماراتي الشامخ إلا مثال على هذه الرؤية والبصيرة التي أخذت من الحياة دروسها وحفظت منها عِبَرَها وأسرارها.
ولعل سلسلة «#علمتني_الحياة » التي ينثرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على الناس بين الفينة والأخرى جديرة بأن يعكف عليها الباحثون والخبراء، وتُسلَّط عليها أضواء البحث والاستنباط؛ فما من عبارة يقولها سموه في هذه السلسلة إلا وترى فيها من مخزون الدلالات ما يجعلها بحق منهج إدارة وقيادة وبناء.
يقول سموه في إحدى هذه التغريدات: «علمتني الحياة أن الحياة لا تتوقف؛ تنتهي مرحلة لتبدأ أخرى، وينقضي أمر ليأتي آخر؛ كما يتعاقب الليل والنهار تتعاقب الأحداث، وتتجدد الحياة، ويعود الإنسان دائماً لحركته التي أرادها الله؛ لا ييأس، ولا يفتر، بل ينطلق في إصرار دائم لصناعة الحياة». تلك الحياة التي تعلَّم منها سموه كلَّ هذه الأسرار، والتي أسهمت في ارتقاء سموه قائمة القادة المعدودين الذين ينجزون ما وعدوا به؛ فهم يقولون ما يفعلون، ويفعلون ما يقولون.
إنَّ كلمات سموه في فضل «الكلمة » تلخص عصارة نظرة قائد شجاع ومقدام نحو الإنسانية والقيادة؛ إذ لم تكن دولة الإمارات العربية المتحدة لترقى في سلم الازدهار إلا بهذا الفكر المستنير الذي يقدِّر الكلمة التي انبثقت عنها الحياة، وتستمر من خلالها الحياة عبر المعرفة التي يبدأ تحصيلها ب «الكلمة».
شرف الكلمة انعكس على رجال دولتنا الأفذاذ، الذين سطَّروا مجد الإمارات بوحدة «الكلمة ». شرف الكلمة أرخى ببركته على أبناء الدولة الذين جمعتهم «الكلمة ». تلك الكلمة التي لمَّت شتات الكلمات لتكوِّن منها كلمة واحدة هي «الإمارات » ستظل في سجل التاريخ حديث القاصي والداني وفخر الأجيال القادمة.