«مسبار الأمل» إنجاز غير مسبوق
بحمد الله، حققت الإمارات بجهود قيادتنا الرشيدة إنجازاً فضائياً تاريخياً غير مسبوق، حيث خصصنا له صفحات عدة في هذا العدد، وقد تجلى هذا الإنجاز العظيم في إطلاق «مسبار الأمل » نحو المريخ، في أول رحلة عربية تستهدف استكشاف الكوكب الأحمر، فقد جرى الإطلاق بنجاح في 20 يوليو 2020 ، على أن يصل المسبار إلى مدار المريخ في فبراير 2021 وفقاً لتوقعات العلماء، وبذلك تستغرق الرحلة نحو سبعة أشهر يقطع خلالها المسبار مسافة 493 مليون كيلومتر بسرعة مقدارها 121 ألف كيلومتر في الساعة. وسوف يظل المسبار سابحاً في مدار المريخ لمدة عام كامل حسب التوقيت المريخي، أي 687 يوماً.
وفي تغريدة مبشرة، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على حسابه الشخصي في تويتر أن «مسبار الأمل أرسل أول صورة لنا بعد ابتعاده عن الأرض بمليون كيلومتر في عمق الفضاء... صورة لوجهته وقبلته... تم التقاطها بكاميرا تتبع النجوم ضمن أجهزة ملاحته الفضائية. ما أوسع الكون! ما أعظم الخلق! وما أقرب الخالق!».
هذه الصورة من عمق الفضاء تؤكد نجاح التجربة الفضائية الأهم حتى الآن، حيث من المنتظر أن يجمع المسبار العديد من المعلومات المهمة الخاصة بكوكب المريخ، وسوف تتيح الإمارات هذه الثروة المعلوماتية المذهلة بشكل مجاني للعالم أجمع؛ من أجل تعزيز المعارف العلمية التي تخدم البشرية كلها.
اللافت للانتباه أن مهندسي المحطة الأرضية يجرون بانتظام سلسلة من المناورات لتحسين مسار المسبار والتأكد من توجهه الصحيح نحو المريخ، الأمر الذي يؤكد الأهمية القصوى لدور العلم والتطور التقني الرقمي في إنجاز هذه المهمة الضخمة.
في هذا العدد أيضاً سنطالع أبرز مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، مثل مبادرة «تحدي الأمية » التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتواجه واحداً من أكبر المخاطر التي تهدد الأمم، وهو الجهل، وكيفية التغلب عليه، وتوفير أكبر قدر من المعرفة للذين فاتهم قطار التعلم، وقد نظمت المؤسسة «ملتقى تحدي الأمية » برعاية سموه وتوجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، حيث استضاف هذا الملتقى خبراء من كل دول العالم ليضعوا الخطط المستقبلية للقضاء على الأمية في بلادنا العربية، حتى نسترد بهاء مجدنا القديم ونخطو بثقة نحو تشييد مجتمع العلم والرفاه.
كذلك سنقرأ في هذا العدد أهم ما حققته «قمة المعرفة» التي أطلقت المؤسسة أولى دوراتها في 2014 ، باعتبار أن مستقبل الدول مرهون بقدرتها على التزود بالمعارف والعلوم والتكنولوجيا، وقد حضر هذه القمة في دوراتها المختلفة كوكبة ممتازة من كبار الخبراء والمفكرين في العالم الذين ناقشوا مستقبل المعرفة وأهميتها في تطوير الشعوب في عصر القفزات التكنولوجية المذهلة.
أما مبادرة «بالعربي» التي أطلقتها المؤسسة، فحققت حضوراً قوياً في وسائل التواصل الاجتماعي لأنها سعت إلى استرداد عنفوان اللغة العربية وسحرها الأخاذ، وأفصحت عن حلاوة تلك اللغة، وأهمية أن يتطور المحتوى الرقمي العربي على شبكة الإنترنت باعتبار أن اللغة هي الرابط الوثيق الذي يجمع تحت ظلاله نحو 400 مليون إنسان عربي.