"قليل من الكلام.. كثير من التأثير": جلسة معرفية تكشف سر التواصل الحقيقي

  • 29 أبريل 2025

أكدت جلسة "قليل من الكلام كثير من المعنى"، التي عقدتها المؤسسة ضمن سلسلة "حوارات المعرفة"، أن جوهر التواصل الفعّال لا يكمن في كثرة الكلمات، بل في الحضور الحقيقي، ودقة التعبير، وقدرة الرسائل المختصرة على إحداث أثر عاطفي عميق في الآخرين.

وشددت الجلسة على أهمية الإنصات العميق، وتجنب الافتراضات الخاطئة في أثناء الحوار، معتبرةً أن المشاعر الصادقة هي التي تصنع الفرق الحقيقي في التواصل الإنساني.

وقدّمت الجلسة الخبيرة ناتالي براون، المؤسِّسة والمديرة التنفيذية لمجموعة "سيلكت" للتدريب والاستشارات الإدارية، حيث دعت إلى إعادة التفكير في أساليب التواصل اليومية من خلال التركيز على وضوح النية والاختصار البليغ، مشيرةً إلى أن الكلمة المدروسة الواحدة قد تكون أكثر تأثيراً من محادثة مطولة تفتقر إلى الحضور والوضوح.

واستهلت براون الجلسة باقتباس شهير للمسرحي جورج برنارد شو: "أكبر مشكلة في التواصل هي توهم أنه قد حدث بالفعل"، موضحةً أن الكثيرين يعتقدون أن كثرة الحديث تساوي تواصلاً فعالاً، بينما التأثير الحقيقي يكمن في جودة الكلمات لا كميتها.

كما تناولت الجلسة ضرورة التمهل قبل تقديم النصيحة أو الرد في أثناء المحادثات، والتركيز على فهم مشاعر الطرف الآخر بدلاً من الاكتفاء بسماع كلماته فقط. وأشارت براون إلى أن الحضور الجسدي لا يعني بالضرورة وجود اتصال عاطفي، مؤكدةً أن الأثر الذي تتركه المشاعر الصادقة يدوم طويلاً في ذاكرة الآخرين، على عكس الكلمات أو الأفعال العابرة.

واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن التواصل المؤثر يرتكز على المشاعر التي ننقلها لا على المعلومات التي نعرضها، مستشهدةً بقول الكاتبة مايا أنجيلو:"سينسى الناس ما قلته، وسينسون ما فعلته، لكنهم لن ينسوا أبداً كيف جعلتهم يشعرون".

يُذكر أن “حوارات المعرفة” تعد مبادرة رائدة أطلقتها المؤسسة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بهدف ترسيخ ثقافة الحوار البنّاء، واستضافة أبرز الخبراء والمتخصصين لمناقشة قضايا معرفية تسهم في تطوير المجتمعات وبناء أجيال أكثر وعياً.