مبادرة "بالعربي" تواصل دورها الفاعل في تعزيز مكانة اللغة العربية بشراكاتها الاستراتيجية مع جهات رائدة

دبي، الإمارات العربية المتحدة، 19 فبراير 2024- تُواصل مبادرة "بالعربي" التي أطلقتها مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في العام 2013 مسيرتها الحافلة بالنجاح والتميّز على صعيد تعزيز انتشار اللغة العربية ودعم استخدامها من قبل الأجيال الشابة، حيث أُطلقت المبادرة بهدف تشجيع العرب على استخدام لغتهم الأم على الشبكة العنكبوتية والإسهام في زيادة المحتوى العربي عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

وأبرمت مبادرة "بالعربي"، التي تندرج ضمن جهود المؤسَّسة لتعزيز دور اللغة العربية في المجالات المختلفة، شراكات استراتيجية مع كلٍّ من وزارة الخارجية والتعاون الدولي وهيئة كهرباء ومياه دبي و"العين الإخبارية" و"نبض" وقناة "Ten" و"قناة الغد" و"Entrepreneur بالعربية" و"شركة أبوظبي الوطنية للتأمين" و"نيو ديجيتال سلوشنز"، من بين جهات أخرى.

صون للهوية

وتفصيلاً، أكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة دولة في وزارة الخارجية أن مبادرة بالعربي "تُعد مبادرة استراتيجية رائدة تعكس الجهود المشتركة للمحافظة على اللغة العربية وتعزيز دورها كوسيلة حيوية للتواصل والتفاهم في العالم الحديث"، لافتة إلى أن صون لغة الضاد جزء أساسي من صون هوية العالم العربي وثقافته، وهذه المبادرة خطوة مهمة لترسيخ استخدام اللغة العربية في مختلف المجالات والمستويات.

وأضافت معاليها: "مبادرة بالعربي ليست مجرد شراكة للتعاون، بل هي أيضاً استراتيجية فعّالة لاستدامة الهوية والتراث العربيين، وتعميق التواصل بين شعوب الدول العربية والحضارات العالمية الأخرى، ومن خلال التركيز على استخدام اللغة العربية في العلاقات الدولية ومع المؤسسات العالمية، تسهم هذه المبادرة في إعلاء شأن الهوية العربية ومكانتها على الساحة الدولية".

بدوره، قال معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: "يسعدنا أن نكون الراعي الرئيس لمبادرة بالعربي التي تدعم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لاستئناف الحضارة في العالم العربي، وتسهم في تحقق مساعي دولة الإمارات العربية المتحدة في المحافظة على اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، والحاضنة لهويتنا الوطنية وتاريخنا وتراثنا الأصيل. وفي إطار الدور المجتمعي للهيئة، نعتبر الاهتمام باللغة العربية مسؤولية وطنية، وأحد العوامل الأساسية لدعم الهوية الوطنية وتعزيز مقوماتها، وترسيخ دعائم مجتمع متلاحم معتز بهويته وانتمائه".

وأردف معاليه قائلاً: نتعاون مع العديد من المؤسسات من القطاعين الحكومي والخاص لترسيخ بيئة معرفية داعمة لتطلعات قيادتنا الرشيدة في تنشئة جيل متفوق وتنمية روح الثقافة والقراءة والمعرفة لدى أفراد المجتمع وتعزيز اقتصاد المعرفة في دبي، وأودّ أن أشيد بجهود مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة لدورها الفاعل في إطلاق المبادرات الرائدة التي تهدف إلى نشر وتوطين المعرفة والنهوض باللغة العربية وترسيخ مكانة دولة الإمارات كعاصمة للمحتوى والثقافة والمعرفة.

تنمية الدور المعرفي

وقال سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: "نؤكِّد أهمية عقد شراكات مع مختلف الجهات بصفتها عنصراً أساسياً لنجاح المبادرة. وتؤدِّي هذه الشراكات دوراً جوهرياً في تحقيق انتشار أوسع وتأثير أكبر لهذه المبادرة، كما تُسهم الشراكات في تنمية الدور المعرفي للغة العربية لدى قطاع واسع من المجتمع العربي والدولي، ما يُرسّخ مكانتها لغة عالمية قادرة على مواكبة علوم العصر وتطوراته، وستواصل المبادرة دورها في تعزيز مكانة اللغة العربية في القطاعات المختلفة وخاصة حضورها في المنصات الرقمية".

من جانبه، قال أحمد سعيد العلوي، رئيس تحرير "العين الإخبارية": "نفخر بكوننا راعياً فاعلاً ومؤثراً في مبادرة (بالعربي)، إذ تجسد هذه المشاركة رؤيتنا الاستراتيجية في تعزيز مكانة اللغة العربية وسعينا المستمر للإسهام في بناء مستقبل معرفي زاخر، ولا سيما أن اللغة العربية مكوّن رئيس للتنوع المعرفي والثقافي للإنسانية"، لافتاً إلى أن أهمية اللغة العربية تنبع من كونها جسراً للتواصل ونقل المعرفة بين الأجيال ووسيلة لتعزيز الهوية الثقافية، ما يحتّم الالتزام بدعمها والحفاظ عليها عبر تقديم محتوى إعلامي يليق بعراقتها.

محتوى يلبي التطلعات

من ناحيته، عبّر مازن سنجر، رئيس الاستراتيجية التنفيذي في "نبض" عن الفخر بالشراكة الإعلامية الاستثنائية مع مبادرة (بالعربي) التي تعد فريدة من نوعها في العالم العربي، مبيناً أن "هذه المبادرة تتماشى مع رؤيتنا في (نبض) حيث نسعى لإثراء اللغة العربية من خلال تمكين الجمهور من الوصول إلى محتوى عربي يتناسب مع اهتماماته وتطلعاته باختلاف فئاته العمرية".

كما أوضح الإعلامي نشأت الديهي، رئيس مجلس إدارة قناة "TeN"، أن حرص القناة على المشاركة في المبادرة يأتي نظراً لأهميتها الكبيرة في ترسيخ واحدة من أهم القضايا التي تمس الهوية العربية، وهي لغة الضاد الأصيلة والرصينة التي تجمع مئات الملايين حول العالم، مضيفاً أن القناة تركز في محتواها المرئي والرقمي على تأصيل الانتماء والاهتمام باللغة العربية وإفراد مساحات واسعة للمضامين التي تركز على اللغة ودروبها، خصوصاً تلك الموجهة للأجيال الشابة، مشيداً بالجهود التي تبذلها مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من أجل الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز نشرها.

من جانبه، قال الإعلامي عباس ناصر، مدير قناة الغد: اللغة العربية ليست هوية فقط، وإنما خريطة عالية التركيب والسلاسة لكل تشكلات الفكر، وهي في الوقت عينه لغة موسيقية ذات مجال هو الأوسع في صوتيات الحروف؛ لذا فإن بُعدنا عنها يُفقدنا عنصراً مهماً من عناصر الثقافة، بل والمتعة. ورغم أن اللغة العربية هي من ضمن اللغات الست الأكبر مخزوناً في لغات الأدب العالمي، ورغم تأثيرها الكبير في اللغات غير العربية في الشرق الأوسط، إلا أن حضورها في المنصات الرقمية والمداولات العلمية كلغة حيوية حديثة لا يتوافق وغناها، وذلك طبعاً بسبب مركزية الإنجليزية كلغة عالمية، ومن هنا جاءت هذه المبادرة لتعيد التوازن بين غنى العربية وحضورها الرقمي والشبابي.

من أجل الأجيال المقبلة

وفي السياق ذاته، أعرب شارالامبوس ميلوناس، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للتأمين، عن اعتزازه بدعم المبادرات الرامية إلى تعزيز استخدام اللغة العربية والإعلاء من شأنها، قائلاً: "انطلاقاً من مكانتنا كواحدة من أعرق شركات التأمين الوطنية في البلاد، فإننا نؤكد التزامنا بالحفاظ على لغتنا الأم وصونها للأجيال المقبلة، ونتطلع إلى مستقبل مشرق تحتل اللغة العربية فيه مكانة عالمية مرموقة ونحتفي بها لغةً للتخاطب والتقدم"، مقدماً الشكر للمؤسسة على عملها الجاد والدؤوب لإطلاق مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات للاحتفاء باللغة العربية الأصيلة.

وأشار وسام يونان، المدير التنفيذي لمجلة Entrepreneur العربية إلى أنه "يسعدنا ويشرّفنا أن نشارك إعلامياً في مبادرة بالعربي، لأن لغتنا هي شعارنا وبها نتميّز، ومن دواعي فخرنا أن نسهم بنشرها"، معرباً عن شكره للمؤسسة على جهودها وثقتها بدور المجلة في دعم هذه الرسالة الرائدة.

وركّز أحمد الجمل، المدير التنفيذي لشركة نيو ديجيتال سلوشنز، على أن "اعتماد الذكاء الاصطناعي على ما يُكتب على مواقع التواصل والمنصات الرقمية لتكوين إجاباته وتوجهاته، يجعلنا أمام واجب تاريخي لزيادة المحتوى باللغة العربية وتطويره وتحسينه"، مشدداً على ضرورة تضافر الجهود بين الهيئات والمؤسسات والشركات في هذا الصدد، ومن هنا كانت أهمية الشراكة بين المؤسسة بصفتها جهة رائدة في مجال نشر المعرفة، ونيو ديجيتال سلوشنز كشركة عاملة في المجال الرقمي والذكاء الاصطناعي، للوصول بمبادرة "بالعربي" إلى الأهداف المرجوة منها وتحقيق أكبر تأثير رقمي ممكن.

لغة حيوية

وأُطلقت مبادرة "بالعربي" رسمياً بمناسبة "اليوم العالمي للغة العربية" الذي حددت له الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، حيث تسعى إلى تغيير الصورة النمطية عن اللغة العربية وإثبات أنها لغة عالمية وحيوية، وتشجيع العرب على استخدام لغتهم الأم عبر شبكة الإنترنت وبالأخص وسائل التواصل الاجتماعي.

وستعمل المبادرة وحلفاؤها على تعريب أبرز الكتب والمقالات والدوريات والأبحاث العلمية في الميادين الأكثر إلحاحاً، إلى جانب إطلاقها برنامجاً حافلاً بالأنشطة والجلسات النقاشية للاحتفاء باللغة العربية.