ضاحي خلفان: المعرفة ركيزة أساسية لتعزيز الأمن وصناعة المستقبل

  • 29 أبريل 2025

أكد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، أن المعرفة تمثل حجر الأساس في تعزيز الأمن القومي للدول، مشيراً إلى أن المجتمعات التي تُواكب حركة العلم والتطور تصنع مستقبلها بثقة، فيما تبقى الأمم التي تُهمل المعرفة رهينة الماضي والتخلف.

جاء ذلك خلال زيارة معاليه لجناح مؤسّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الرابعة والثلاثين، حيث شدّد على أن الاستثمار في المعرفة والقراءة والتقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، هو الطريق الأمثل لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز منظومات الأمن.

 

قدوة معرفية

وأوضح معالي الفريق ضاحي خلفان أن غرس حبّ المعرفة يبدأ من البيت، مؤكداً أن الآباء الذين يمارسون عادة القراءة والاطلاع يشكلون قدوة حقيقية لأبنائهم. وأضاف: "لا يمكن أن نطلب من أبنائنا أن يكونوا مثقفين ومبدعين إذا كنا نحن لا نمارس القراءة ولا نطلع على مصادر المعرفة الحديثة". ونوّه خلفان إلى أن المعارف تتضاعف بوتيرة متسارعة، وأن مواكبتها تتطلب جهداً ذاتياً مستمراً، وأنه يحرص بشكل شخصي على اقتناء كتاب جديد أسبوعياً.

 

صديق المستقبل

وفي حديثه عن الذكاء الاصطناعي، وصفه معالي الفريق ضاحي خلفان بأنه "نعمة كبرى" فتحت آفاقاً غير مسبوقة لتعزيز وتعميم المعرفة، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح وسيلة داعمة للإنسان في التعلّم والفهم والتحليل، وليس بديلاً عن الجهد البشري كما يعتقد البعض. وتابع: "كما كنا في الماضي نلجأ إلى صديق للمساعدة، اليوم نستعين بالذكاء الاصطناعي كصديق يقدم لنا المعرفة والرأي والتقييم السريع".

 

الأمن والذكاء الاصطناعي

وفي جانب الأمن، أشار معاليه إلى أن توظيف الذكاء الاصطناعي أسهم بشكل ملموس في رفع كفاءة الأجهزة الأمنية، لا سيما من خلال أنظمة التعرف إلى الوجوه وتحليل السلوكيات. وأوضح أن الكاميرات الذكية قادرة اليوم على قراءة الانفعالات النفسية الظاهرة على ملامح الأشخاص، ما يُسهم في الكشف المبكر عن الحالات المريبة أو السلوكيات غير الطبيعية، وهو ما يُعدُّ قفزة نوعية في جهود الوقاية من الجرائم قبل وقوعها.

وأضاف: "الأجهزة الحديثة لم تعد تكتفي برصد الصورة، بل تُحلل الحالة النفسية وتُبلغ الجهات المعنية عند ملاحظة أي اضطراب قد يشير إلى نية ارتكاب جرم أو أي سلوك خطر".

 

نموذج ريادي

وأشاد معاليه بدور دولة الإمارات في تبني أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن الدولة تواصل ريادتها في تسخير التكنولوجيا لبناء مجتمع أكثر أمناً واستدامةً وازدهاراً.

وفي ختام اللقاء، أعرب معالي الفريق ضاحي خلفان عن شكره لمؤسّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة على جهودها المستمرة في نشر ثقافة المعرفة وتمكين الأجيال، مؤكداً أن الاستثمار في المعرفة هو الاستثمار الحقيقي في أمن الأوطان ومستقبلها.