"مؤشّر المعرفة العالمي": من الرصد إلى التأثير في مسيرة بناء مجتمعات مستدامة واقتصادات قائمة على المعرفة
دبي – 10 نوفمبر 2025: على مدار ثمانية أعوام، شكّل مؤشّر المعرفة العالمي إحدى الركائز الرئيسة في مسيرة "قمة المعرفة" السنوية التي تنظّمها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حيث تحوّل من أداة قياس إلى منصة عالمية لرصد تطور المعرفة محلياً وإقليمياً ورسم ملامح المستقبل.
ومع اقتراب انعقاد قمة المعرفة 2025 تحت شعار “أسواق المعرفة: تطوير مجتمعات مستدامة”، يومي 19 و20 نوفمبر الجاري في دبي، تتجدد أهمية المؤشّر بوصفه أحد أهم المشاريع التي أسهمت في بناء قاعدة معرفية عالمية تعزّز التنمية المستدامة وتوجّه سياسات الدول نحو الاستثمار في الإنسان.
من مشروع قياس إلى أداة استشراف عالمي
تم إطلاق مؤشّر المعرفة العالمي عام 2017 ليقدّم إطارًا علمياً متكاملًا يقيس أداء الدول في سبعة قطاعات تشمل: التعليم قبل الجامعي، والتعليم التقني والتدريب المهني، والتعليم العالي، والبحث والتطوير والابتكار، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاقتصاد، والبيئة التمكينية. ومنذ إطلاقه، رسّخ المؤشّر مكانته كمرجع دولي موثوق لصنّاع القرار، إذ لا يكتفي بجمع البيانات بل يقدّم تحليلًا استشرافيًا يربط بين المعرفة والتنمية البشرية، ويقيس مدى جاهزية الدول للتحوّل نحو اقتصاد قائم على الابتكار والاستدامة.
بيانات تكشف تحوّلات عالمية
في نتائجه لعام 2024، غطي المؤشر 141 دولة، تمثل نحو ثلاثة أرباع دول العالم، بزيادة ثماني دول عن النسخة السابقة، ما يجعله أداة قياس شاملة لرصد جاهزية الدول لبناء اقتصادات مستدامة قائمة على المعرفة.
وكشف المؤشر عن استمرار التقدّم المعرفي في عدد من الدول العربية، وتصدرت السويد الترتيب العالمي بمؤشر بلغ 68.3 نقطة، تلتها فنلندا (68.2) وسويسرا (67.9)، فيما جاءت الولايات المتحدة الأميركية في المرتبة السابعة عالمياً.
وعربيًا، حافظت دولة الإمارات العربية المتحدة على صدارتها، محتلة المرتبة الأولى عربيًا و26 عالميًا بمؤشر 60.9 نقطة، تلتها قطر في المركز 39 (55.5)، والمملكة العربية السعودية في المرتبة 41 (54.8). كما حلّت سلطنة عمان رابعة عربيًا و55 عالميًا، وجاء لبنان - المضاف حديثًا إلى المؤشر – خامسًا عربيًا و81 عالميًا.
منهجية متطورة تعزز الشفافية
تُغطي نسخة 2025 من مؤشر المعرفة التي سيتم الإعلان عن نتائجها خلال قمة المعرفة القادمة، 195 دولة حول العالم، وقد تم تطوير المؤشر بشكل كامل، من خلال إدخال تحديثات نوعية على هيكل المؤشر والأدوات الإحصائية، شملت تطوير الأوزان المعيارية وإضافة مؤشرات جديدة لقياس الجاهزية المستقبلية في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والحوكمة والبيئة والمجتمع.ويهدف هذا التطوير إلى توفير بيانات أكثر دقة وعمقًا تمكّن الحكومات من صياغة سياسات تنموية مبنية على الأدلة، وتخطيط مساراتها المستقبلية وفق معايير قابلة للقياس والمقارنة عالميًا.
المعرفة أساس الازدهار المستدام
يمثّل المؤشّر أحد أبرز إنجازات قمة المعرفة التي جعلت من دبي مدينة عالميةيب لإنتاج وتبادل المعرفة. فهو يعزز قناعة راسخة بأن المعرفة ليست غاية بحد ذاتها، بل ركيزة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومحرك رئيس لتنوع مصادر النمو واستدامتها.
وفي نسخة قمة المعرفة العاشرة، تواصل مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ترسيخ رؤيتهما في بناء اقتصادات قائمة على الإنسان والمعرفة، واضعين المؤشّر في صلب جهودهما لتعزيز أسواق المعرفة وتطوير مجتمعات أكثر قدرة على الابتكار والتكيّف مع التحولات العالمية المتسارعة.

