حوارات المعرفة تواصل فعالياتها
عقدت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة (المُلحقة بهيئة دبي للثقافة والفنون) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي جلسة حوارية افتراضية بعنوان "نموذج الأعمال الدائري: نحو التعافي الكامل" تمَّ بثها بشكل مباشر عبر منصة مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وقد تحدَّثت خلالها إليسا توندا، رئيسة وحدة الاستهلاك والإنتاج، برنامج الأمم المتحدة للبيئة. وأدارت الجلسة مايا كركور، مؤسسة Circular Hub وأخصائية بيئية.
وقد حظيت الجلسة بإقبال لافت من المتابعين الذين بلغ عددهم نحو 1500 شخص، شارك عدد كبير منهم بآرائهم وأفكارهم حول أبرز نماذج الأعمال الدائرية وكيفية تنفيذها بشكل صحيح.
وقالت إليسا توندا: إنَّ الاقتصاد الدائري هو وسيلة لتحقيق الاستخدام المستدام للموارد عبر عمليات إعادة التدوير وإعادة الاستخدام ووسائل أخرى صديقة للبيئة، ما يخفّض مستويات التلوث والانبعاثات إلى أدنى المستويات.
وأضافت توندا: يهدف الاقتصاد الدائري إلى القضاء على الهدر والاستخدام المستمر للموارد، وتستخدم الأنظمة الدائرية إعادة الاستخدام والمشاركة والإصلاح والتجديد وإعادة التصنيع ولتدوير لإنشاء نظام حلقة مغلقة؛ لأنَّ العمل نحو الاقتصاد الدائري يأتي بالتوافق مع عدد من أهداف التنمية المستدامة المطروحة ولا يعني وجود عالم مستدام انخفاضاً في نوعية الحياة للمستهلكين، ويمكن تحقيقه دون خسارة الإيرادات أو التكاليف الإضافية للمصنّعين.
وعكفت إليسا توندا في حديثها نحو قادة العالم، حيث يجتمعون للنظر في كيفية إعادة البوصلة إلى مكانها، والتزام جميع الدول مهم جداً؛ لأنَّ فجوات الانبعاثات كبيرة جداً.
وقالت: لقد بدأنا نرى الجزء الأسود من الصورة جرّاء التغيُّر المناخي، حيث إنَّ هناك جزءاً كبيراً من الغابات قد اختفى، وهناك نحو مليون نوع من المخلوقات معرَّضة للانقراض، لكن في حال تحقّق الاقتصاد الدائري بالتوافق مع الجهود الحالية لتخفيض استهلاك الطاقة، فقد يؤدي ذلك إلى خفض مستوى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 90% بحلول العام 2060، فالاقتصاد الدائري يساعد على الحفاظ على استخدام المنتجات والمعدات والبُنَى التحتية لفترة أطول، وبالتالي تحسين إنتاجية هذه الموارد، إضافة إلى وسائل أخرى صديقة للبيئة، ما سيحقِّق انعكاساً إيجابياً خاصةً على مسائل التنوع البيئي.
وخلُصت إليسا توندا في ختام حديثها قائلة: نلاحظ أنَّ التلوث المائي في العقدين المنصرمين لا يقتصر ضرره على البيئة فقط، بل يسبِّب عائقاً أيضاً أمام النشاط الاقتصادي في المناطق المجاورة، فالاقتصاد الدائري يتكوَّن من عدة عمليات ومنها التخفيف، إعادة الاستخدام، الإصلاح، التجديد، إعادة التصنيع، إضافة إلى استخدام تقنيات صديقة للبيئة في استخراج الموارد.
وقدَّمت مثالاً مهمّاً عن فكرة إعادة الاستخدام حيث قالت: " نحن نستخدم 1% فقط من الأقمشة المستخدمة لصنع الألبسة وندوِّرها، ما يؤدي إلى خسارة تُقدَّر بنحو 100 مليار دولار سنوياً" وربما يستفيد العالم في 2030 من المبادرات البيئية التي أُطلِقَت أخيراً لمكافحة التغيرات المناخية والتحوُّل نحو اقتصادات صفرية الانبعاثات الكربونية في شتى القطاعات.