قمَّة المعرفة تناقش الدور الحيوي للمؤسَّسات المالية الكبرى في رسم مستقبل الاقتصاد والمال
دبي، الإمارات العربية المتحدة، 23 نوفمبر 2023- ناقشت "قمَّة المعرفة" في يومها الثاني الدور الحيوي للمؤسَّسات المالية الكبرى في مستقبل الاقتصاد والمال، وذلك عبر جلسة نقاشية بعنوان "عمالقة المالية في صدارة رحلة الاستثمار والتحول الاقتصادي نحو المستقبل"، والتي شارك فيها كل سارة مدلل القحطاني، شريكة ورئيسة قسم الشرق الأوسط في ميركوري كابيتال للاستشارات، وأندرو مورتيمر، مدير عام ومدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في بنك باركليز، وفرانسوا رينييه، الرئيس الإقليمي لبنك بي إن بي باريبا الإمارات، فيما أدار الجلسة أنطوني الفاخوري، محلل مشاريع وأبحاث، مشروع المعرفة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وتناولت الجلسة عدداً من المواضيع أبرزها العلاقة بين التكنولوجيا المالية ومدن المعرفة، ودور مدن المعرفة في رعاية القادة العالميين في الاقتصاد والتمويل.
وتحدث أندرو مورتيمر عن الانعكاسات الإيجابية للثورة الصناعية الخامسة على القطاع المالي، بما في ذلك استخدامات الروبوتات وخدمات الهاتف الذكي البنكية، وأدوات تحليل البيانات التي توفر الوقت والجهد وتمكّن من ضبط حالات التحايل والاختلاس من قبل موظفي البنوك.
وبين مورتيمر أهمية أن تتبنى البنوك والمؤسَّسات المالية وسلاسل الإمداد معايير جدية تراعي جوانب الاستدامة قبل منح التمويل للشركات المختلفة، بالإضافة إلى ضرورة دعم الشركات الناشئة واحتضان المبادرات والبرامج الصديقة للبيئة.
ولفت أيضاً إلى التطور الواعد الذي تشهده المنطقة العربية في قطاع الخدمات البنكية، مشيداً بالتنسيق والتعاون الذي تبديه دول مجلس التعاون الخليجي وبنوكها المركزية في مجال تيسير التحويلات المالية فيما بينها، كما ثمّن جهود الأمم المتحدة ومبادراتها الواعدة في مجال الاستدامة.
فيما أوضح فرنسوا رينييه ارتباط مفهومي النمو التكنولوجي والاستدامة، وكون البنوك تتواجد في موقع مركزي وسط ذلك، وهو ما يحتم عليها تسخير التكنولوجيا لتعزيز أمن المعلومات وتحسين تجربة العملاء عن طريق استخدام الذكاء الاصطناعي الذي يسهم في زيادة القيمة وزيادة العوائد وتقليل التكلفة من خلال توفير معلومات وافية تمكّن من اتخاذ قرارات مدروسة وواعية، بالإضافة إلى إمكانية استخدامه لجعل عملية توظيف العمالة في البنوك أكثر كفاءة.
وبين فرنسوا الحاجة إلى سن وتطوير تشريعات مالية تختص بضبط ممارسات ومعايير الاستدامة في التمويل البنكي، مؤكداً على ضرورة تشجيع الاستثمار في مشاريع الطاقة المستدامة التي تخفف من الانبعاثات الكربونية وتراعي البيئة.
ومن جانبها، ركزت سارة على العنصر البشري الذي يشكل جوهر اهتمام المستثمرين في مدن المعرفة، وأن جهود الاستدامة ترتكز عليه بشكل أساسي، ودعت سارة المؤسسات المالية لتوفير تمويل أكبر للشركات والمنظمات التي تتبنى معايير الاستدامة، وأشارت إلى ضرورة إقناع المستثمرين في ضخ الاستثمارات في القطاعات والمجالات المعنية بالاستدامة، وذات الصلة الأوثق بالحاجات الأساسية للإنسان كقطاعي الصحية والتعليم.
وأجاب الخبراء على بعض الأسئلة التي ألقاها الحضور حول الدور المهم الذي يجب أن تلعبه المؤسسات المالية الكبرى في تقليل الفجوة بين الثروات من خلال التركيز على مشاريع التمويل الصغير، وتوجيه تمويل أكبر نحو قطاعات التربية والتعليم والطاقة البديلة والبنية التحتية.
يُذكَر أنَّ مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تنظِّم فعاليات الدورة الثامنة من "قمَّة المعرفة" بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تحت شعار "مدن المعرفة والثورة الصناعية الخامسة"، وذلك في مركز دبي التجاري العالمي على مدى يومي 21 و22 نوفمبر الجاري، و23 نوفمبر عبر جلسات افتراضية، بمشاركة مجموعة واسعة من الخبراء والقادة والمسؤولين الحكوميين والمتخصصين في مجالات مختلفة من جميع أنحاء العالم.