قمَّة المعرفة تناقش أهمية التنمية الاقتصادية في بناء مدن المعرفة
دبي، الإمارات العربية المتحدة، 23 نوفمبر 2023- عُقدت على هامش فعاليات الدورة الثامنة من "قمَّة المعرفة"، جلسة نقاشية بعنوان "بناء الغد: مخطط لإنشاء مدن المعرفة"، وتناولت العديد من المواضيع أبرزها دور التنمية الاقتصادية في النهوض بمدن المعرفة وتطويرها، وعلاقة تحقيق أهداف التنمية المستدامة بتطور المدن، إضافة إلى إمكانية بناء مدن المعرفة اعتماداً على رأس المال البشري.
وشارك في الجلسة كل من معالي د. يونس سكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات في المملكة المغربية، والدكتور عبدالله الدردري، الأمين العام المساعد في الأمم المتحدة، والمدير المساعد ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية، في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وفخامة البروفيسورة أمينة غريب فقيم، الرئيسة السابقة لجمهورية موريشيوس، وأدارت الجلسة شنتال صليبا أبي خليل، مذيعة أخبار في قناة سكاي نيوز عربية.
وتحدَّث بدايةً د. عبدالله الدردري عن أن التنمية الاقتصادية هي أساس بناء مدن المعرفة، وأنَّ التنمية المستدامة تتعلق في تحقيق مجموعة من الأهداف أهمها القضاء على الفقر والبطالة والأمراض وحماية البيئة، وأضاف: "لكي تتمكن المدن من تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فإنها بحاجة إلى وضع خطط وبرامج استراتيجية تدعم تحقيق هذه الأهداف، ولا بد من الإشارة إلى أهمية الاستثمار في التعليم والصحة والبيئة، وأهمية التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، فضلاً عن أهمية مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار."
ولفت الدردري إلى الدور الهام الذي يلعبه القطاع الخاص في تحقيق التنمية الاقتصادية، حيث تقوم الشركات بالتفاعل مع التحديات العالمية عبر توجيه استثماراتها نحو المشاريع ذات الأثر الاجتماعي الإيجابي، وتوظيف ممارسات الأعمال المستدامة، وأنه من الضروري تشجيع الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص لتوجيه الاستثمار نحو المشاريع التي تعزز المعرفة والابتكار.
من جانبه، أكَّد معالي د. يونس سكوري على ضرورة وجود التصميم المؤسَّساتي المبنى وفق نهج شمولي وتكاملي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مع اعتماد استراتيجيات تضمن تفاعلاً فعالاً ما بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني لضمان تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وأوضح معالي سكوري أنه يمكن دمج التكنولوجيا بشكل فعَّال في مدن المعرفة من خلال تطبيق استراتيجيات وتقنيات محددة تسهم في تحسين جودة الحياة وتعزز التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن تطوير مدن المعرفة يتيح للتكنولوجيا أن تلعب دوراً حيوياً في إدارة وتحسين مختلف جوانب الحياة اليومية مثل إدارة التعليم والرعاية الصحية وإدارة المرور، والنقل والطاقة، إضافة إلى دمج تكنولوجيا الابتكار ودعم ريادة الأعمال للتشجيع على نشوء صناعات جديدة تعزز التنمية الاقتصادية المستدامة.
من جهتها، أكَّدت البروفيسورة أمينة فقيم على أن المعرفة لها تأثير كبير على حياة المجتمعات، وأنها تسهم في تعزيز التواصل وتفاعل المجتمعات، حيث يمكن للأفراد المستفيدين من المعرفة المشتركة تبادل الأفكار والخبرات، ما يعزز الفهم المتبادل ويؤدي إلى تعزيز التضامن الاجتماعي، وتمكين المجتمعات من مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ، والفقر، والأوبئة، من خلال تبادل المعرفة والابتكار.
وشدَّدت فقيم على أهمية إدارة الاستثمار في رأس المال البشري الذي يمثل ركيزة أساسية لتحقيق رؤية مدن المعرفة وتطويرها، حيث يعد العامل البشري العنصر الأكثر أهمية في بناء وتعزيز البنية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات المعرفية، لافتة إلى ضرورة الاستفادة من الخبراء في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتحقيق التقدم وتعزيز البنية التحتية للمجتمعات في سبيل بناء وتطوير مدن المعرفة.
وأشارت فقيم إلى أن المرأة تلعب دوراً أساسياً في تطوير مدن المعرفة، فهي تمتلك قدرات إبداعية كبيرة، وتعتبر قوة دافعة للابتكار وتطوير حلول جديدة، وأنه من الضروري تشجيع مشاركة المرأة في جميع جوانب المجتمع لتحقيق التنوع والشمول، ما يعزز قدرة المجتمع على تحقيق التحول نحو اقتصاد المعرفة.
يُذكَر أنَّ مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تنظِّم فعاليات الدورة الثامنة من "قمَّة المعرفة" بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تحت شعار "مدن المعرفة والثورة الصناعية الخامسة"، وذلك في مركز دبي التجاري العالمي على مدى يومي 21 و22 نوفمبر الجاري، و23 نوفمبر عبر جلسات افتراضية، بمشاركة مجموعة واسعة من الخبراء والقادة والمسؤولين الحكوميين والمتخصصين في مجالات مختلفة من جميع أنحاء العالم.