قمَّة المعرفة.. مسيرة إنجازات تعزز نشر المعرفة
15 نوفمبر 2023- تلعب المعرفة دوراً محورياً في التنمية البشرية، حيث تساعد على تحسين جودة الحياة وتطوير المجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة من خلال تمكين الأفراد والمجتمعات من اتخاذ القرارات الصحيحة والمدروسة، وتحسين الكفاءات والمهارات الفردية والجماعية عبر التعليم والتدريب والتطوير المستمر، وتعزيز الابتكار والإبداع وتحفيز الاختراعات الجديدة، وتطوير القدرات العلمية والتقنية والابتكارية في المجتمعات. والمعرفة كمفهوم تعني المعلومات والمفاهيم التي يكتسبها الفرد والمجتمع من خلال التعلم والتجربة والتفكير، فهي الإدراك والوعي وفهم الحقائق، وهي أحد أهم العوامل التي تؤثِّر في تطور المجتمعات والحضارات، حيث تساعد على تحسين الأداء والإنتاجية وتطوير العلوم والتكنولوجيا.
تعد قمَّة المعرفة، التي تنظِّمها مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة سنوياً، الحدث المعرفي الأبرز في العالم العربي وأحد أهم التجمعات الدولية المعنية بتبادل الخبرات ونقل المعرفة، حيث تعدُّ منصةً عالميةً تساعد على تعزيز البرامج والأفكار التي تسهم في نشر الوعي والمعرفة في أنحاء العالم كافة، وتجمع جهات المعرفة العالمية والإقليمية المؤثِّرة وقادة الفكر في منصة واحدة لإطلاق المبادرات والمشاريع المتعلقة بتحويل مجتمعاتنا العربية إلى مجتمعات معرفة. وتشمل موضوعات القمَّة جوانب متنوعة مثل التكنولوجيا والابتكار والتعليم، كما تهدف إلى تطوير حلول مستدامة للتحديات العالمية مثل تغير المناخ والفقر والاستدامة. وتعد القمَّة منصة للمشاركين لتبادل الخبرات والمعرفة والتعرف إلى أحدث التطورات في مجالات مختلفة، إضافة إلى توفيرها الفرصة للشركات والمؤسَّسات الأكاديمية والحكومات المحلية لعرض أحدث المنتجات والخدمات والتقنيات في العديد من المجالات.
وجرى خلال السنوات الماضية تنظيم العديد من دورات القمَّة، التي شهدت مشاركة واسعة من الخبراء والمختصين في مجالات مختلفة، إضافة إلى مناقشة موضوعات متنوعة مثل التعليم والتكنولوجيا والتنمية المستدامة والاقتصاد والجوائح.
قمَّة المعرفة 2014
أسَّست هذه القمَّة لحدث سنوي هو الأول من نوعه، حيث بات أحد أهم وأبرز التجمعات الدولية المعنية بتبادل الخبرات ونقل المعرفة. وشكَّلت القمَّة منصة عالمية مثالية لمناقشة سبل ترسيخ ثقافة بناء مجتمعات واقتصادات مستدامة ركيزتها المعرفة، والتعرف إلى أفضل ممارسات توطين المعرفة. وكان من أبرز المشاركين في هذه الدورة جيمي ويلز، مؤسِّس ويكيبيديا؛ والسير تيم بيرنرز لي، مخترع مفهوم شبكة الإنترنت.
قمَّة المعرفة 2015
أُقيمت هذه القمَّة تحت شعار "الطريق إلى الابتكار" وتناولت ثلاثة محاور هي التعليم وتكنولوجيا المعلومات والابتكار في مجال الإعلام وصناعة الإعلام. وشهدت مشاركة واسعة من كبار الشخصيات العربية والعالمية من المؤثِّرين في إثراء عالم المعرفة، إضافة إلى صناع القرار ورواد الفكر وأصحاب الرأي على المستويين الإقليمي والدولي.
وعكست القمَّة الدور المحوري للمعرفة في بناء المجتمعات، حيث أصبحت الركيزة الأساسية لتطور اقتصادي مستدام ومحرك للتقدم والنماء الاجتماعي. ومن بين أبرز المشاركين في القمَّة، جوردون براون، رئيس وزراء المملكة المتحدة السابق؛ وستيف وزنياك، المؤسِّس المشارك في شركة "آبل".
قمَّة المعرفة 2016
استعرضت القمَّة تجارب الحكومات الناجحة في مجال استشراف المستقبل، كما ناقشت استشراف مستقبل المعرفة والقطاعات ذات الصلة تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، باستخلاص الحلول المستقلبية وإيجاد تطبيقات وممارسات ذات معايير عالية لمواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص يمكن الاستفادة منها، فضلاً عن توفير البيئة الأمثل للاطلاع على أفضل الممارسات العالمية من خلال استضافتها لأهم المختصين والعقول في المجالات المتعلقة بصناعة المعرفة ونشرها. وشهدت هذه الدورة إطلاق "مؤشِّر القراءة العربي" الذي يُعدُّ أول مؤشِّر يدرس ويعكس واقع القراءة في العالم العربي.
قمَّة المعرفة 2017
تمحورت القمَّة حول الثورة الصناعية الرابعة وتأثيرها في صنع القرار، حيث أقيمت تحت شعار "المعرفة والثورة الصناعية الرابعة" وتناولت جلساتها أبعاد وركائز الثورة الصناعية الرابعة، إضافةً إلى تأثيراتها العميقة التي طالت جوانب الحياة كافة؛ الاجتماعية والاقتصادية والمعرفية. كما سلَّطت الضوء على تاريخ الثورات الصناعية وانعكاساتها على عمليات صنع القرار، مع نظرة مستقبلية على مسيرة هذه الثورة، وأبرز نتائجها وإنجازاتها في مجالات الإعلام والتكنولوجيا والتعليم والصحة والاقتصاد، إلى جانب محور الذكاء الاصطناعي، والمستقبل الإنساني الروبوتي. وكان من بين أبرز المشاركين في هذه القمَّة معالي نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة حينها في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ وجيسون سيلفا، مقدم البرامج التلفزيونية والمتحدث في علوم المستقبل؛ والدكتور ديفيد هانسون، مبتكر الروبوت "صوفيا".
قمَّة المعرفة 2018
جمعت القمَّة أكثر من 100 متحدث من الخبراء في مجالات مختلفة، وتركزت على موضوع "الشباب ومستقبل اقتصاد المعرفة"، حيث احتفت هذه القمَّة بالشباب نظراً لقوة تأثيرهم في المجتمع مركزة على دورهم في صناعة المستقبل للمنطقة العربية والعالم. وكان من أبرز المشاركين في القمة آخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ وسمو الأميرة سمية بنت الحسن، رئيس الجمعية العلمية الملكية؛ والسير مجدي يعقوب، الحاصل على وسام الاستحقاق البريطاني وزمالة كلية الجراحين الملكية بلندن؛ والمهندسة مشاعل الشميمري، أول مهندسة سعودية-أمريكية متخصصة في الصواريخ الفضائية؛ وسعادة منصور المنصوري، مدير عام المجلس الوطني للإعلام.
قمَّة المعرفة 2019
انعقدت هذه القمَّة تحت شعار "المعرفة لتحقيق التنمية المستدامة"، حيث استضافت 120 متحدثاً من 20 دولة في 50 جلسة نقاشية. وتناولت الجلسات موضوعات واسعة في مجال التنمية المستدامة، أبرزها قضايا الطاقة والتعليم والشراكة العالمية، فضلاً عن الصحة والمياه. كما تناولت القمَّة دور التجارة العالمية كمحرِّكٍ لبناء مجتمعات متكاملة، وسبل القضاء على الفقر، وبناء اقتصادات ديناميكية محورها الإنسان. وكان من بين أبرز المشاركين في القمَّة معالي أولافور راغنار غريمسون، رئيس شبكة الدائرة القطبية الشمالية، رئيس آيسلندا خلال الفترة (1996-2016)؛ وسيمونيتا دي بيبو، مدير مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي؛ ومعالي خوان كارلوس فاريلا رودريغز، رئيس جمهورية بنما السابق؛ وسعادة هيلين كلارك، رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة، المدير السابق لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ وسعادة الدكتور طارق القرق، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة - دبي العطاء؛ والدكتورة عائشة النعيمي، رئيس أبحاث الطاقة الشمسية - مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية؛ وسارة الجرمن، مدير القنوات العامة في مؤسَّسة دبي للإعلام.
قمَّة المعرفة 2022
شارك في هذه القمَّة عدد كبير من الخبراء والمتحدثين العالميين في مجالات مختلفة مثل الصحة والتكنولوجيا والاقتصاد والتعليم والبيئة والعلوم الاجتماعية والإنسانية. وأقيمت القمَّة تحت شعار "المعرفة.. حماية البشرية وتحدي الجوائح" في مقر إكسبو 2020، حيث حظيت بدعم واسع من مؤسَّسات القطاعين الحكومي والخاص بدولة الإمارت. ورصدت القمَّة أبرز تطورات القضايا الصحية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بمشاركة مجموعة واسعة من الخبراء والقادة والمسؤولين الحكوميين من أنحاء العالم كافَّة. وكان من بين أبرز المشاركين كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر؛ وعلي جابر، مدير مجموعة قنوات إم بي سي؛ وعلي عبيد الهاملي، مدير مركز الأخبار في مؤسَّسة دبي للإعلام؛ وعبد المجيد يحيى، مدير برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة وممثِّل البرنامج في دول مجلس التعاون الخليجي؛ ومارون كيروز، مدير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للمنتدى الاقتصادي العالمي؛ وسوجيت قُمار مهنتي، رئيس مكتب الأمم المتحدة للحد من أخطار الكوارث في المكتب الإقليمي للدول العربية.
وبلغ إجمالي الحضور في هذه القمم السبع أكثر من 40 ألف شخص، و673 متحدثاً، إضافة إلى عقد 350 جلسة. وتعمل قمم المعرفة على تحقيق العديد من الأهداف، بما في ذلك تعزيز الوعي بأهمية المعرفة ودورها في تحقيق التنمية المستدامة، وتفعيل المشاركة الفاعلة للشباب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتشجيع الابتكار والإبداع وتبادل الخبرات والمعرفة بين المشاركين، والتعرف إلى أحدث الابتكارات والأبحاث في مجموعة متنوعة من المجالات، وتعزيز التعاون الدولي والشراكات الاستراتيجية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، إضافة إلى تطوير اقتصاد المعرفة ومكافحة الفقر وإصدار تقرير استشراف مستقبل المعرفة.
إنجازات قمَّة المعرفة
نجحت قمَّة المعرفة في ترسيخ مكانتها كأحد أهم وأبرز التجمعات الدولية المعنية بتبادل المعارف والخبرات وقصص النجاح، مؤكِّدةً دورها المحوري كمنصة لطرح الرؤى والأفكار واستعراض أفضل الممارسات من أجل إيجاد حلول للتحديات التي تواجه العالم. كما عززت القمَّة من الجهود الرامية إلى التأكيد على أهمية الاستثمار في المعرفة من خلال تطوير إمكانات الكوادر البشرية ودعم الابتكار، وبحث سُبل تمكين الشباب في عمليات نقل ونشر وتوطين وإنتاج المعرفة. وأطلقت القمَّة كذلك "مؤشِّر المعرفة العالمي"، الذي يهدف إلى رصد الواقعِ المعرفي على مستوى دول العالم ومعرفة نقاط القوة والضعف في الدول التي يغطيها المؤشِّر وتركيز الانتباه على التلازُم بين المعرفة والتنمية وسبُل مواكبة التغيرات والذي أصبح أداة تستعمل حتى من الدول المتقدمة لقياس مستوى المعرفة في الدولة وتمهيد الطريق في بعض الدول لبناء اقتصادات المعرفة.
قمَّة المعرفة 2023
تعقد القمة تحت شعار "مدن المعرفة والثورة الصناعية الخامسة"، حيث ستتناول محاور مهمة، بما في ذلك تعزيز دور المعرفة في بناء اقتصادات ومجتمعات المستقبل، ودراسة سبل توظيف التقنيات الحديثة في تحسين الأداء العام للشبكات وتعزيز الأمن السيبراني وتوفير الطاقة، وتحسين التواصل بين الأفراد والأنظمة الرقمية والتجهيزات الآلية، وتعزيز الابتكار ودفع عجلة التنمية المستدامة.
وتُفرد القمَّة حيّزاً واسعاً لدور الثورة الصناعية الخامسة في بناء مدن المعرفة وتقنيات الجيل الخامس، حيث أحدثت تحولاً شاملاً في نماذج الأعمال التقليدية، وغدت ركائز أساسية للنماذج الاقتصادية المستقبلية. وتُوفّر القمّة منصةً عالمية رائدة مخصصة لمناقشة الثورة الصناعية الخامسة التي أدت إلى انتشار واعتماد غير مسبوق للأتمتة واستثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء. وأدرك رواد التقنية والتقدم الصناعي أهمية تحقيق توازن بين البشر والآلة من خلال توجيه الثورة الصناعية الخامسة نحو تحقيق تناغم وتعاون في مجالات العمل ووضع التشريعات والأنظمة بهدف الحفاظ على الطابع الإنساني في بيئة العمل والمدن والخدمات. ومع ذلك، يتطلب هذا التحول فهما ووعياً أعمق لمحاولة استيعاب التغيرات السريعة والمتلاحقة التي تفرضها هذه الثورة. وهنا يأتي دور القمة في تبادل الأفكار ونقل المعرفة وإقامة الشراكات والتعاون للتوصّل إلى حلول مبتكرة تنقل البشرية إلى مستقبلٍ أكثر ابتكاراً وشمولية. وتُسلّط القمةّ الضوء على أهمية الاستعانة بالتقنيات المبتكرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ومواجهة التحديات العالمية. وإضافةً إلى ذلك، تستعرض القمة التوجّهات الرئيسية السائدة التي تُشكّل لَبِنَاتِ بناء أساسية لمدن المستقبل المستدامة والعادلة، كما تتناول الدور المحوري للعاملين في مجال المعرفة في بناء اقتصاد المعرفة.
ويأتي تنظيم قمم المعرفة في سياق الجهود والمساعي الرامية إلى دعم رؤية دولة الإمارات في تمكين الأفراد معرفياً ورفدهم بمهارات المستقبل، وتعزيز الابتكار ودفع عجلة التنمية المستدامة، وتوطيد أواصر التعاون الدولي في مجالات العلوم والتكنولوجيا والتعليم.