سلسلة "حوارات المعرفة" تُسلط الضوء على بصمة العلماء العرب في الحضارة العالمية
دبي، الإمارات العربية المتحدة، 4 إبريل 2025- واصلت مبادرة "حوارات المعرفة"، التي تنظِّمها مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، سلسلة جلساتها المعرفية عبر جلسة جديدة حملت عنوان "العلماء العرب: بصمة خالدة في الحضارة العالمية"، استضافت خلالها سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.
وسلطت الجلسة الضوء على الدور الريادي الذي لعبه العلماء العرب والمسلمون في بناء حضارة إنسانية مزدهرة أسهمت في تطوير مختلف مجالات العلوم والمعرفة، كالطب والفلك والرياضيات والفلسفة والهندسة وغيرها من العلوم التي وضعت أسس النهضة الحديثة. كما ناقشت الجلسة إسهاماتهم التي تركت بصمة خالدة في الحضارة العالمية، وأهمية الاستلهام من هذه الانجازات في بناء مستقبل معرفيّ عربي مستدام.
وأكَّد سعادة جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة خلال الجلسة "أن العلماء العرب لم يكونوا ناقلين للمعرفة فحسب، بل كانوا مبتكرين ومؤسِّسين لمناهج علمية جديدة أثَّرت في مسار الحضارة الإنسانية"، مشيراً إلى أنَّ "الكثير من المصطلحات العلمية في اللغات الأوروبية تعود بجذورها إلى اللغة العربية، وهو ما يجسِّد عمق تأثير تلك الحضارة". وأضاف: "يجب أن نستثمر هذا الإرث العظيم في ترسيخ قيم البحث العلمي والابتكار لدى الأجيال الجديدة، وربطهم بتاريخهم العلمي المشرِّف، ليكون حافزاً لهم في مواصلة الإنجاز والإبداع".
كما أشاد سعادته بأهمية مبادرة "حوارات المعرفة" وجهودها المتواصلة، باعتبارها منصة استراتيجية تجمع أبرز الخبراء والمفكرين لمناقشة القضايا التي تلقي بظلالها على المشهد المعرفي، وتبحث سبل دفع عجلة التنمية المستدامة.
وسلَّطت الجلسة الضوء على الإرث العلمي والمعرفي الذي تركه العلماء العرب والمسلمون في مختلف فروع العلم، متناولة سيرة عدد من الرواد الذين غيروا مجرى المعرفة الإنسانية، ومنهم ابن سينا مؤسِّس الطب الحديث، والخوارزمي مؤسِّس الجبر والحساب الخوارزمي، وابن الهيثم الذي أحدث نقلةً في علم البصريات والتجربة العلمية، والزهراوي الذي يُعدُّ من أوائل واضعي أسس الجراحة الحديثة.
وتطرَّقت الجلسة كذلك إلى السياقات الحضارية والسياسية التي ازدهرت فيها تلك العقول، مثل عصر الترجمة في بيت الحكمة ببغداد، والدور الذي لعبته الحضارة الإسلامية في الحفاظ على الإرث اليوناني والروماني وتطويره. وناقشت أيضاً آليات نقل هذه المعارف إلى أوروبا من خلال الترجمة إلى اللاتينية، خاصة في الأندلس وصقلية، ما مهَّد الطريق للنهضة الأوروبية.
وشدَّد سعادته على أهمية إحياء هذا الدور الريادي من خلال الاستثمار في البحث العلمي والتقني، وبناء منظومة تعليمية تشجع على الإبداع والتفكير النقدي، منوِّهاً إلى ضرورة تمكين الشباب العربي، وخلق بيئات حاضنة للابتكار وريادة الأعمال، لتعزيز حضور العالم العربي في المشهد المعرفي العالمي. كما أشار إلى أن الاستلهام من الماضي يجب أن يكون حافزاً لبناء مستقبل معرفي مزدهر يُسهم فيه العرب من جديد في تطوير الحضارة الإنسانية.
وتأتي هذه الجلسة في إطار حرص المؤسَّسة والبرنامج على تعزيز الحوار المعرفي البنَّاء، من خلال تنظيم سلسلة من الجلسات النقاشية التي يقدمها نخبة من قادة الفكر والخبراء لمناقشة أبرز القضايا التنموية والمعرفية، واستشراف الحلول لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.