دروس من علمائنا العرب لإضاءة نهضة جديدة

  • 01 مايو 2025

دبي، 1 مايو 2025- في جلسة ملهمة ضمن سلسلة “حوارات المعرفة” في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، قدّم سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، محاضرة بعنوان “ليسوا تاريخاً: كيف نستأنف حضارتنا على طريقة العلماء العرب الأوائل”، مسلطاً الضوء على الدور الريادي للعلماء العرب في بناء أسس المعرفة العالمية.

وأوضح سعادته أن العلماء العرب سبقوا الغرب في تطوير المنهج التجريبي، وأرسوا دعائم علوم متعددة كالرياضيات والفيزياء والكيمياء والطب والفلك. وكانت مساهماتهم حاسمة في إشعال النهضة الأوروبية، من خلال الترجمات العربية التي نقلت إلى أوروبا عبر طليطلة وصقلية، حيث لم تُنقل العلوم فقط، بل نُقلت معها طرق التفكير والتحليل المتقدمة.

وتناولت الجلسة أهمية الجامعات العربية القديمة، التي كانت منارات علمية رائدة؛ كجامعة تونس والقرويين في المغرب والأزهر في مصر ، ما يعكس أن العرب لم يكونوا مجرد صفحة من الماضي، بل رواداً في نشر العلم وتأصيله.

وأكد بن حويرب أن اختيار العالم الموسوعي ابن سينا كشخصية محورية في دورة المعرض الحالية، يذكرنا بأن أثر العلماء العرب لا يزال حاضراً في وجدان البشرية. كما استعرض إنجازات شخصيات خالدة مثل ابن الهيثم، رائد علم البصر التجريبي، والخوارزمي، مؤسس علم الجبر، مشيراً إلى أن هذه النماذج لا تزال تمثل مصدر إلهام حضاري يمكن البناء عليه.

وأشاد أيضاً بالنماذج العلمية العربية المعاصرة التي تثبت إمكانية التفوق رغم التحديات، كاشفاً عن تسجيل 126 مليون زيارة لقسم العلوم في مركز المعرفة الرقمي خلال عام 2025، ما يعكس شغف الشباب العربي بالعلم وسعيهم لاستعادة مجد الأمة. وأبرز دور مبادرات مثل “عقول المستقبل” ومنصة “المعرفة المفتوحة” في ربط المواهب العربية بالمؤسسات العالمية وتحويلهم إلى منتجين للمعرفة.

واختتم بن حويرب الجلسة برسالة تحفيزية إلى الشباب العربي، داعياً إياهم إلى أخذ زمام المبادرة، واستثمار قدراتهم دون انتظار الظروف المثالية. وأكد أن الإبداع ليس حكراً على أحد، وأن بناء النهضة يبدأ من القراءة، والتفكير النقدي، ونشر المعرفة، ومساندة الآخرين، والإيمان بالدور الفردي مهما بدا بسيطاً، فالمؤتمرات لا تصنع النهضات، بل تصنعها العقول الطموحة التي تقرر صناعة الأثر.