أرن كارلسون: التنمية المستدامة لا تتحقق بدون ضمان تعليم جيد
أكد أرن كارلسون، بروفيسور كلية التربية، علم النفس والفن بجامعة لاتفيا، المدير السابق لمعهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة، في أولى جلسات "متلقي تحدي الأمية" تحت عنوان "التعلُّم مدى الحياة لتحقيق التنمية المستدامة"، أن تطور المجتمعات والدول بات يرتبط ارتباطاً وثيقاً باستمرارية تعلم الأفراد مدى الحياة، ولم يعد يقتصر على اكتساب مهارتي القراءة والكتابة فقط.
وأشار كارلسون إلى أن الهدف الرابع من الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة 2030 التي وضعتها الأمم المتحدة، هو "التعليم الجيد"، وهذا يعني أن التنمية المستدامة لا تتحقق من دون ضمان تعليم جيد ومنصف وشامل، مع التركيز على تعزيز فرص التعلّم مدى الحياة لكل أفراد المجتمع.
ونوه كارلسون خلال حديثة في محور الجلسة الأولى، الذي يحمل عنوان "تحول نظم التعليم إلى نظم التعلُّم مدى الحياة"، بأننا نعيش في زمن الثورة الصناعية الرابعة، وهذا يلزم الحكومات بأن تتعامل بشكل إيجابي وفعّال مع متطلبات عصرنا السريع، ومن ضمن ذلك تغيير أنظمة التعليم لتصبح مرنة وقادرة على التكيف مع مخرجات الثورة الصناعية مثل: "الذكاء الاصطناعي" و"إنترنت الأشياء" و"البيانات الضخمة".
وقال كارلسون خلال حدثيه في محور الجلسة تحت عنوان "تطوير مهارات الحياة: ما بعد القراءة والكتابة": "على الأفراد عدم الاكتفاء بالتعلم في المدرسة أو الجامعة أو الكلية، وإنما مواصلة التعلم واكتساب المهارات الجديدة كي يستطيعوا الحصول على فرص بيئة العمل".
وأضاف: "التعلم مدى الحياة يعني أن تستطيع تطوير مهاراتك بحسب متطلبات العمل والحياة بشكل عام، والأشخاص الذين يتعلمون المهارات الجديدة يملكون الأدوات اللازمة للمضي قدماً والتطور في حياتهم المهنية والشخصية".
وأوضح المدير السابق لمعهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة، أن القرن الـ21 يتطلب مهارات خاصة من الأشخاص، منها: التفكير النقدي، والإبداع، والابتكار، وتعلم مهارات التواصل والمعلومات، وريادة الأعمال، وقبول المخاطر، والسيطرة على النفس، والقيادة، والوعي الثقافي والمجتمعي، والقدرة على التكيف مع المتغيرات، والرغبة في التعلم بشكل مستمر.
واقتراح كارلسون على الدول تشكيل لجنة خاصة تحت مسمى "لجنة التنسيق الوطنية للتعلم مدى الحياة"، تكون مهمتها عقد شراكات مع مختلف الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص والمؤسسات المحلية والمدرسين والمعلمين والموظفين وأفراد المجتمع المدني والأكاديمي، من أجل وضع استراتيجية واضحة بهدف تعزيز التعلم مدى الحياة بما يتماشى مع مخرجات الهدف الرابع للتنمية المستدامة 2030 التابع للأمم المتحدة.