"مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة" تختتم مشاركتها في معرض لندن الدولي للكتاب بعقد ثلاث جلسات حوارية
دبي، الإمارات العربية المتحدة، 08 أبريل 2022، اختتمت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، مشاركتها في معرض لندن الدولي للكتاب والذي أقيم في الفترة بين 5 و7 أبريل الجاري، حيث استعرضت بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الشريك المعرفي، أبرز مشاريعها ومبادراتها في مجال نشر وإنتاج المعرفة، وسلّطت الضوء على الإصدارات المتنوعة من مؤشر المعرفة العالمي وتقرير استشراف المستقبل.
وشهدت مشاركة المؤسَّسة خلال أيام المعرض، إطلاق سلسلة حوارات المعرفة 2022، بهدف بحث أهمِّ القضايا المعرفية بمشاركة مجموعة من المتحدثين البارزين والمحللين العالميين، كما أجرت نقاشات موسعة مع صنَّاع القرار والمعنيين بمجالات إنتاج ونشر المعرفة من جميع أنحاء العالم من أجل توطيد أواصر الشراكات والتعاون ومواصلة دعم المبادرات والفعاليات التي تعزز مسارات نقل ونشر المعارف في المجتمعات.
وحظي جناح مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بحركة نشطة خلال أيام المعرض حيث زاره عدداً كبيراً من المشاركين، ليطلعوا على مفرداته ويستمعوا إلى شرح مفصل من فريق العمل عن أبرز الفعاليات والمبادرات والمشاريع التي تنشط من خلالها المؤسَّسة في الفضاء المعرفي إقليمياً وعالمياً ومن بينها "قمة المعرفة" و"جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة" و"مركز المعرفة الرقمي" و"متاحف نوبل". كما أقبل رواد المعرض على اقتناء الإصدارات المتنوعة والكتيبات والمطويات الورقية التي تتضمن طبيعة عمل المؤسسة ودورها الريادي والحيوي عالمياً.
واختُتمت مشاركة المؤسَّسة في المعرض بعقد ثلاث جلسات حوارية ضمن سلسلة "حوارات المعرفة 2022"، حيث تناولت الجلسة الأولى "تحول الاقتصادات من خلال التعاون والابتكار"، وناقشت الجلسة الثانية "تحويل التفكير التقليدي في ظل عدم اليقين"، بينما بحثت الجلسة الثالثة "دور المرأة في البحث العلمي".
التعاون والابتكار
شارك في الجلسة الأولى التي عقدت بعنوان "تحول الاقتصادات من خلال التعاون والابتكار"، لوران بروبست شريك التنمية الاقتصادية، والتحول الرقمي والابتكار في "برايس ووتر هاوس كوبرز "، حيث ناقش أهمية تعزيز التعاون والابتكار بين مختلف البلدان من أجل زيادة الوعي بشأن المخاطر المستقبلية ومواجهة التحديات.
وقدم بروبست عرضاً موسعاً حول تقرير استشراف مستقبل المعرفة الذي أطلقته مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على هامش الدورة السابعة من قمة المعرفة التي عقدت في مارس الماضي، حيث أشار إلى أهمية استكشاف أفضل المنهجيات والممارسات لتعزيز قدرة البلدان التحولية على التعاون والابتكار في ظل المخاطر والتحديات، لاسيما المخاطر التكنولوجية والصحية والبيئية، وذلك من أجل ضمان الجاهزية للتعامل مع الاضطرابات والصدمات واغتنام فرص جديدة للتنمية.
وأكد بروبست على أن الاقتصادات ليست مستعدة للتغيرات المستقبلية المرتبطة بالتحولات التكنولوجية، كما أن منظومتها المعرفية ليست راسخة بما يكفي لامتصاص المخاطر المستقبلية المحتملة، وقد كشفت جائحة "كوفيد-19"، عن هشاشة الاقتصادات وعدم قدرتها على الاستجابة المناسبة للاضطرابات أو التحولات غير المتوقعة، لتترك تأثيراتها على جميع البلدان بدرجات متفاوتة تعتمد على مدى جاهزية البلدان وقدراتها، مشدداً على الحاجة الملحة للتعاون بين البلدان ضمن نهج تعاوني وابتكاري في مواجهة التحولات من أجل بناء أمم أكثر شمولية وتمتلك مناعة قوية في مواجهة الصدمات.
تحويل التفكير التقليدي
أقيمت الجلسة الثانية بعنوان "تحويل التفكير التقليدي في ظل عدم اليقين - دليل لصناع القرار"، بمشاركة بروس غارفي محترف ريادة أعمال، حيث قدم تصوراً حول العناصر الهيكلية لعدم اليقين والتي تشمل حالة المشكلة، وعامل الوقت، والأدلَّة الموجودة، وطرق استشراف المستقبل.
وأشار غارفي إلى أن الفرق بين اليقين والخطر هو أن الأخير يمكن تحديده علمياً، وهذا الأمر لا ينطبق على عدم اليقين الذي يفرض حالة غموض وعدم توقع ما قد يحدث مسبباً مشكلات كبيرة، وذلك نتيجة إلى عدم الأخذ في الاعتبار الإشارات الضعيفة حول المخاطر والتحديات في المستقبل، لأن هناك بعض العوامل الأخرى التي بدت وكأنها طارئة أكثر، وهذا ما حدث تماماً مع التحذيرات التي سبقت جائحة "كوفيد-19" والتي تم تجاهلها، مؤكداً على أهمية عدم وضع فرضيات ثابتة طوال الوقت وتوقع وجود متغيرات طارئة قد تؤثر على الخطط والأهداف.
وأكد غارفي أنه يجب التعامل مع الإشارات الضعيفة لحدوث أزمات في المستقبل على أنها خطيرة، ليس من أجل إحداث تغيير اً كبيراً بناء عليها، لكن من أجل بناء وعي وتصور شامل، وهذا ما يقلل من حدة المخاطر، لذا فإن صناع القرار في المؤسسات بحاجة إلى التعامل بجدية والتدريب على هذه الإشارات ومحاولة فهمها، والاستعانة بالمستشارين وكذلك تحديث المعلومات واستشراف المستقبل، من أجل تحديد ماهية المخاطر ووضع خطط لإدارتها نظراً لأن كل شيء قد يتغير في لحظة ويكون له تبعات كبيرة، مشدداً على أن خطط الطوارئ لن تستطيع تخفيف آثار المشكلات بشكل كامل لكنَّ وجودها أفضل من عدمه.
المرأة في البحث العلمي
استعرضت الجلسة الثالثة التي عقدت بعنوان "المرأة في البحث العلمي - تحويل الأفكار إلى أفعال" دور المرأة في مجال البحث العلمي ومدى تأثيرها في ذاك المجال، بمشاركة شازيا جيناي - المدير التنفيذي، Neuro-Insight UK Ltd، والتي ألقت الضوء على مسيرتها المهنية الحافلة في مجال البحث العلمي وأبحاث السوق في العديد من الشركات والمؤسسات العالمية.
وأكدت جيناي أن قطاع الأبحاث لا يضم الكثير من النساء ولا يتم تمثيلهن بالشكل الكافي، حيث إن ثلث الموظفين فقط من النساء، وهذه النسبة تتراجع كثيراً في المناصب القيادية، وذلك نتيجة إلى الاستقالات الكثيرة وعدم وجود التحفيز والتشجيع الكامل للنساء من أجل اختراق هذا القطاع، مشيرة إلى الفجوة الكبيرة بين الجنسين في هذا المجال بخلاف التحديات المرتبطة ببيئة العمل العدائية والسامة للمرأة.
وشددت جيناي على أن تحقيق المساواة بين الجنسين بشكل عام وليس في مجال البحث العلمي فقط، يتطلب تغيير ثقافي كبير، يبدأ من التربية الأسرية والتعليم المبكر للأطفال، وذلك حتى لا يتم النظر إلى الوظائف أو الأدوار القيادية وفق النوع الجنسي، موضحة أن الرجال عليهم دوراً كبيراً ليفعلوه من أجل تحقيق المساواة، وذلك عبر مشاركة المرأة في مسيرة تمكينها في العمل وفي التربية الأسرية.