مؤسَّسة محمد بن راشد للمعرفة تنظِّم جلستين حواريتين في اليوم الأول من معرض لندن الدولي للكتاب
دبي، الإمارات العربية المتحدة، 18 أبريل 2023- نظَّمت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، جلستين حواريتين ضمن سلسلة "حوارات المعرفة 2023" بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وذلك على هامش مشاركتها في معرض لندن الدولي للكتاب، أحد أكبر المعارض العالمية للكتاب، والذي يقام في أولمبيا – لندن، خلال الفترة من 18 إلى 20 أبريل الجاري.
وشهدت الجلسة الأولى التي عُقدت بعنوان "رواية القصص الجديدة.. إمكانيات التكنولوجيا"، استضافة ماريا إنغولد للحديث عن تحوّل "الحكواتي" في عصر التقنية، والأشكال الجديدة للقصة في ظل التطور التكنولوجي، وتأثّر تجربة الجمهور ورواية القصص بالتقنيات الجديدة.
وأشارت إنغولد إلى أن طرق رواية القصة تطوَّرت على مر التاريخ، حيث بدأت بشكل شفهي ثم انتقلت إلى الكتابة إلى أن وصلت إلى القصص المصوَّرة والأفلام، وأن هناك تغييرات متواصلة في رواية القصة، وأنَّ التكنولوجيا اليوم تعدُّ العصا السحرية التي ستساعد على تطوير رواية القصة، لافتةً إلى أن أخطار استعمال التكنولوجيا في رواية القصص تكمن في أنَّ الآلة تصنع وتركز في قصصها على ما يركز عليه الناس، فعندما يتم القيام بإجراء بثٍّ معين تعود النتائج بناءً على البحوثات السابقة التي أجراها البشر.
وأكَّدت إنغولد أن الأدوات المساعدة على كتابة المحتوى أصبحت متوافرة بشكل كبير، مدعومة بالعديد من الطرق لتسويق المحتوى ونشره، حيث بدَّلت التكنولوجيا المفهوم التقليدي الذي يتم من خلاله عرض المحتوى، فلم يعد المحتوى الذي يتم عرضه اللاعب الرئيسي، بل انتقل ذلك الدور إلى التحليل وخلق فكرة المحتوى الجديد، وتخصيص هذا المحتوى، وقياس رضى الجمهور المستهدف.
واختتمت إنغولد بالحديث عن التوجه العالمي القادم في كتابة القصص من خلال الألعاب باعتبارها أكثر سهولة واستخداماً في الوقت الحالي، مؤكِّدةً أن التجارب أفضت إلى أنَّ الألعاب التي بنيت بالأساس على قصص لاقت نجاحاً أكبر، معربةً عن إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في المستقبل للمساعدة في تسهيل عملية الكتابة على المؤلفين، حيث ستشكل أداة مساعدة للبشر، ولكنها لن تحل محل الأشخاص أبداً، حيث لا يزال المحتوى الذي تنتجه أدوات الذكاء الاصطناعي بحاجة إلى مراجعة وتنقيح للنصوص للتأكيد على المحتوى لتكون المعلومات المقدمة صحيحة.
واستضافت الجلسة الثانية التي عُقدت بعنوان "الترفيه.. قوة الإبداع"، هشام عرموني، المستشار في الترفيه والتكنولوجيا، وناقشت تقاطع الترفيه والتكنولوجيا والإمكانات غير المحدودة للإبداع.
وأوضح عرموني أن الخيال هو القدرة على التصور، بينما الإبداع هو القدرة على إحياء هذه التصورات، وأنَّه يمكن التعبير عن الإبداع من خلال العديد من الأشكال كالموسيقى والفنون وريادة الأعمال، وأنه يجب الابتعاد عن النمطية والتكرار للوصول للإبداع، مشيراً إلى وجود ثلاثة أسباب تجعل الأشخاص متحمسين للإبداع وهي؛ الحاجة للتحفيز، وإيصال القيم والرسائل، وحل المشكلات وخلق طرق حل جديدة.
ولفت عرموني إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أدوات مهمة في نشر وترويج الترفيه والخدمات المتعدّدة الأخرى، وأنَّ 30% من محتوى العلامات التجارية العالمية سيتم صنعه عن طريق الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2025.
الجدير بالذكر أن مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تشارك في معرض لندن الدولي للكتاب، حيث يحتضن جناح المؤسَّسة سلسلة من الأنشطة والفعاليات المعرفية على مدى ثلاثة أيام تتضمن مجموعة من الجلسات الحوارية وورش العمل واللقاءات الفكرية والطلابية.