مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تنظِّم حلقة نقاشية بعنوان «الهُويَّة اللُّغويَّة في عالَمٍ متغيِّر»
دبي، الإمارات العربية المتحدة- 23 سبتمبر 2022- نظَّمت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة حلقة نقاشية افتراضية بعنوان «الهُويَّة اللُّغويَّة في عالَمٍ متغيِّر» ضمن فعاليات مبادرة بالعربي، إحدى مبادرات المؤسَّسة الرامية إلى تشجيع العرب على استخدام لغتهم الأم عبر الشبكة العنكبوتية وقنوات التواصل الاجتماعي، والإسهام في تنمية الدور المعرفي للغة العربية لدى المجتمع الدولي بشكل عام والمجتمع العربي بشكل خاص.
وشارك في الحلقة النقاشية كلٌّ من الدكتورة سوسن أبطح، أستاذة في الجامعة اللبنانية بقسم اللغة العربية وكاتبة في جريدة الشرق الأوسط، والكاتب والروائي الأستاذ نبيل سليمان، وأدار الجلسة الإعلامي حسين درويش.
وناقشت الجلسة عدداً من المحاور شملت الهُويَّة اللُّغوية أحد مكوِّنات الهوية الوطنية ودور المحتوى الرقمي في إثراء المكتبة العربية، وفجوة التكنولوجيا المتفاوتة بين الأجيال الجديدة.
وتحدَّثت الدكتورة سوسن أبطح خلال الجلسة عن مكانة التكنولوجيا في حياة الإنسان، والتي أصبحت جزءاً من تمكين الوعي الوطني، وأنَّ الهوية العربية أصبحت اليوم موجودة على منصات التواصل الاجتماعي، ولكنها بحاجة إلى إثرائها بمزيد من المعارف والعلوم والأدوات المناسبة لوصولها إلى الجمهور العربي.
وأكَّدت أبطح أنَّ البلدان العربية لا تزال بحاجة إلى البناء المستمر على أسس القيمة الثقافية والمعرفية التي تجمع العالم العربي، وأنَّ التكنولوجيا يمكن تعلُّمها بشكل ذاتي وليست بحاجة إلى أيِّ تدريب، بل تحتاج إلى الجرأة والمحاولة لتجربتها وتعلُّمها، لافتة إلى الأثر الذي أحدثته جائحة كوفيد-19، والذي أسهم بشكل غير مباشر في إجبار الشعوب العربية على توظيف التكنولوجيا في التعليم بعيداً عن منصات التواصل الاجتماعي التقليدية.
واختتمت أبطح بأنه من الضروري تعلُّم اللغة الأم؛ بهدف تشكيل الهويَّة الذاتية واكتمال البناء الشخصي للإنسان، حيث يسهم البعض اليوم في عزل أبنائهم عن محيطهم وهُويتهم الثقافية عندما تكون لغة التواصل معهم بغير اللغة العربية.
وبدوره أشار الأستاذ نبيل سليمان إلى أنَّ اللغة هي وسيلة التواصل والترابط بين الشعوب، وتشكل هوية الشعوب والجسر الذي يربط ما بين الحضارات والثقافات، وأنَّ التعدد اللغوي اليوم يعدُّ إشكالية لغوية معقدة ومركبة، ويعد في بعض الأحيان نقمة على الشعوب، بسبب الصراعات والتناقضات الثقافية والفكرية.
وأكَّد سليمان أنَّ الشعوب العربية تشهد اليوم تراجعاً في الوعي الخاص باللغة العربية والهوية الثقافية، وأنَّ أجيالاً بأكملها خرجت بعيداً عن المنظومة التعليمية بفعل الحروب والنزاعات التي حصلت في العقد الأخير، لافتاً إلى أنه بالمقابل هناك قفزات كبيرة نحو تعزيز الهُويَّة العربية تحدث في بعض البلدان العربية وخاصة الإمارات والسعودية.
وأوضح سليمان أنَّ المحتوى الرقمي باللغة العربية شحيح وقليل، وأنَّ الحلَّ يكون بتدريس واستخدام العلوم لإغناء المكتبة العربية ونشر المعرفة بما ينسجم مع مستجدات العصر الحديث.
يُذكَر أنَّ مبادرة «بالعربي» تركِّز على تقديم فعاليات متنوعة عبر قنوات الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، ونشر الوعي بجماليات اللغة العربية وكنوزها التي ترتبط بالتراث والتاريخ العربي الأصيل.