مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تنظِّم فعاليات معرفية متنوعة خلال مشاركتها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب
23 مايو 2023 – تشارك "مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة" في النسخة الـ 32 من "معرض أبوظبي الدولي للكتاب"، الحدث المعرفي الرائد إقليمياً وعالمياً والذي يجمع سنوياً روَّاد المعرفة والنشر من جميع أنحاء العالم. وتُقام نسخة هذا العام من المعرض في الفترة ما بين 22 و28 مايو 2023 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وتحتفي في إطار فعالياتها بمفهوم الاستدامة تماشياً مع إعلان دولة الإمارات عام 2023 عاماً للاستدامة.
وتأتي مشاركة المؤسَّسة في هذا المعرض في إطار حرصها على دعم الفعاليات المعرفية المحلية والإقليمية والعالمية بهدف تعزيز التنمية المعرفية والنهوض بمسارات تطوير ومشاركة المعرفة، فضلاً عن سعيها إلى التواصل مع أقطاب الصناعات المعرفية والإبداعية، ومشاركة إسهاماتها المتعددة في هذه المجالات من خلال مشاريعها وبرامجها المعرفية الرائدة. ويستضيف جناح المؤسَّسة هذا العام مجموعة من الفعاليات التي تغطي مجالات معرفية متنوعة، وتهدف المؤسَّسة من خلالها إلى رفعي الوعي المعرفي بين الحضور، وتوفير بيئة حاضنة وداعمة للحوار المعرفي في مواضيع مختلفة.
وقال سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لـ "مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة": "تُسعدنا المشاركة في النسخة الـ 32 من "معرض أبوظبي الدولي للكتاب"، المنصة المعرفية الرائدة على المستويات المحلية والعالمية والتي تحتضن الحوارات الفكرية والأدبية وتدعم التبادل المعرفي والإبداعي. وتحرص "مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة" على المشاركة في فعاليات هذا المعرض كل عام، لما يتيحه من فرص متميِّزة للتواصل والتفاعل مع المجتمع المعرفي العربي والعالمي، وتعزيز التبادل المعرفي والفكري بين الشعوب. وتعكس الفعاليات المتنوعة التي تنظِّمها المؤسَّسة في إطار مشاركتها في المعرض هذا العام حرصنا على نشر المعرفة وتعزيز الإبداع والابتكار والمساهمة في دفع عجلة التنمية المستدامة في دولة الإمارات وخارجها، وإرساء دعائم المجتمعات المعرفية القائمة على الإبداع والابتكار، استلهاماً من الرؤية الاستشرافية الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، "رعاه الله". ونجدد التزامنا بمواصلة العمل في إطار خططنا الاستراتيجية الرامية إلى دعم تنمية واستدامة المعرفة، والاستمرار في تنظيم وتطوير المشاريع والمبادرات والبرامج المعرفية المتنوعة التي تستهدف الارتقاء بالنواحي المعرفية والأدبية والفكرية المختلفة في المجتمع، وبناء مستقبل أفضل للجميع."
وشهد اليوم الأول من المعرض استضافة سارة شاتيلا، مسؤولة الاتصالات والمناصرة، مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في الإمارات العربية المتحدة، في جلسة حوارية ضمن سلسلة "حوارات المعرفة". وتطرَّقت شاتيلا إلى المشهد البيئي والمناخي والتحديات التي يواجهها العالم اليوم في هذا الإطار، وضرورة التكاتف وحشد الجهود للحدِّ من هذه الظواهر وتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، مُشيرةً إلى أن هذه الأهداف متكاملة ومتوائمة ولا يمكن تحقيق أحدها دون الآخر، فلا يمكننا مجابهة تغير المناخ دون الاستثمار في التعليم والتكنولوجيا الرقمية وتبنِّي الاقتصادات المستدامة ومعالجة التحديات الاجتماعية ووقف الصراعات. وسلَّطت شاتيلا الضوء على تأثيرات تغير المناخ التي شهدها العالم أخيراً، وتداعياتها على نواحي الحياة الأخرى، موضِّحةً أن تغير أنماط الطقس شكَّل تهديداً مباشراً لإنتاج الغذاء، وأدَّى إلى ارتفاع منسوب مياه البحر، ما زاد من مخاطر الفيضانات الكارثية.
وشدَّدت شاتيلا على أهمية الإسراع في اتخاذ الإجراءات لمواجهة التحديات المناخية، لأن التكيُّف معها في المستقبل سيكون أكثر صعوبةً وكُلفةً، مُبرزةً جهود دولة الإمارات والتقدُّم المشهود الذي حقَّقته في هذا الصدد، حيث وضعت الدولة أهدافاً واضحةً فيما يتعلَّق باستخدامها للطاقة، وهي تسعى إلى توليد 30% من الطاقة النظيفة بحلول عام 2030 من خلال تبنِّي الطاقات البديلة كالطاقة الشمسية والهيدروكربونات وغيرها، فضلاً عن كونها أول دولة على مستوى المنطقة تعلن عن التزامها بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، ودورها المهم في دعم الحراك المناخي العالمي للوصول إلى أهداف الحياد المناخي واتفاقية باريس 2015.
كما عقدت في جناح المعرض جلسة بعنوان "من الموهبة إلى الإبداع" ضمن "برنامج دبي الدولي للكتابة"، بمشاركة معاذ عون وياسر البهزاد. وأوضح عون الترابط بين مفهومي الموهبة والإبداع، مُشيراً إلى أن الموهبة فطرةٌ تولد مع الإنسان، وأنَّ تطوير هذه الموهبة واستخلاص الإبداع منها يتطلَّب جهداً وعملاً كبيرين والتزاماً متواصلاً، كما أشار إلى أنَّ هناك مجالاً كبيراً للتقدم في مجال البحوث العلمية العربية وأنَّ المكتبة العربية ما تزال بحاجةٍ للنمو والتقدُّم في هذا المجال. ومن جانبه، أكَّد البهزاد ضرورة تأمين البيئة المناسبة لتنمية مهارات الطفل وأهمية رفده بالدعم والتحفيز وتوفير الظروف المواتية لصقل مواهبه وتطوير قدراته. وسلَّط البهزاد الضوء على تفرُّد "مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة" في مجالات استشراف المستقبل ودعم التطور المعرفي لدى مختلف شرائح المجتمع، ولاسيَّما الأجيال الناشئة والشباب، وأبرز المكتسبات المعرفية المتميزة التي حقَّقتها المؤسَّسة في هذا المجال من خلال برامجها ومشاريعها ومبادراتها المتنوعة.
وكان لمبادرة "استراحة معرفة" أيضاً حصة من فعاليات اليوم الأول من المعرض، حيث عقدت المؤسَّسة جلسةً بعنوان "جائزة الملتقى والإصدار الأول"، أدارتها الكاتبة صالحة عبيد، وشارك فيها كلٌّ من السيدة أسماء صديق، مؤسِّسة "صالون الملتقى الأدبي" في أبوظبي؛ والدكتورة عزة هاشم؛ والكاتب سعيد رضوان. وتحدَّثت هاشم عن أهمية القراءة كأداة لتنمية الذات وتوسيع المدارك، وبوصفها بوابةً لاستكشاف عوالم أخرى بآفاق معرفية لا حدود لها، إلى جانب دورها في تمكين الأفراد للمساهمة في تطوير المجتمع وتحقيق أهداف استدامة المعرفة. كما عرَّفت هاشم بجائزة "صالون الملتقى الأدبي"، والتي تشمل قسمي الرواية الجديدة والرواية التفاعلية، وأكَّدت أن أبواب المشاركة مفتوحة أمام الجميع. وأعرب رضوان عن سعادته بنيله جائزة "أسماء صديق للرواية الأولى 2023" عن روايته "أبراج من ورق"، موضِّحاً المكانة المهمة التي حصدها الملتقى في الساحة الأدبية منذ تأسيسه عام 1995.
واستقبل جناح "مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة" العديد من الشخصيات عالية المستوى في اليوم الأول من المعرض، حيث زار وفد صيني جناح المؤسَّسة للتباحث في سبل التعاون والعمل المشترك في مجالات معرفية وإبداعية مختلفة، كما استعرض سعادة جمال بن حويرب مبادرات وإصدارات المؤسَّسة مع عدد من الناشرين البارزين، وعلى رأسهم ميشيل مشبه. كما شهد جناح المؤسَّسة إقامة العديد من الفعاليات تحت مظلَّة مبادرة "استراحة معرفة"، من بينها فقرة شعرية من تقديم الشاعر أحمد عبدالغني، وفعالية "استراحة قراءة". علاوةً على ذلك، تنظِّم المبادرة فعاليتين يوميتين، تحمل أولاهما عنوان "قراءة في 15 دقيقة" يتمُّ خلالها قراءة إصدارات "برنامج دبي الدولي للكتابة" و"مركز المعرفة الرقمي" بشكل مباشر، وتستهدف قراءة 100 كتاب خلال فترة المعرض، في حين تحمل الفعالية اليومية الثانية عنوان "كتاب في دقيقة"، ويتم من خلالها الانطلاق في جولة مع عضوات "استراحة معرفة" لتسجيل مراجعة كتب في دقيقة ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن المقرَّر أن يشهد اليوم الثاني للمعرض تنظيم ورشة بعنوان "التفكير النقدي الروائي" بمشاركة الدكتور جمال مقابلة، إلى جانب عرضٍ لـ "مركز المعرفة الرقمي" يقدِّمه د. خالد عبدالفتاح، مستشار الحلول المعرفية والرقمية. وتشمل أجندة اليوم الثاني كذلك استضافة إيما بورديت، مؤسسة شبكة WILD، ضمن جلسة "حوارات معرفة"؛ وتنظيم جلسة بعنوان "الترجمة ودورها في نقل ثقافات العالم" تحت مظلة "برنامج دبي الدولي للكتابة" وبمشاركة الدكتور غانم السامرائي ويحاوره حسين درويش؛ وإقامة جلسة بعنوان "السيرة الروائية وتحييد الذاكرة" ضمن "استراحة معرفة" مع الكاتب جلال برجس ويحاوره سيد محمود؛ وغيرها من الفعاليات.