مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تختتم مشاركتها في معرض لندن الدولي للكتاب
دبي، الإمارات العربية المتحدة، 23 أبريل 2023- اختتمت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة مشاركتها في معرض لندن الدولي للكتاب الذي أقيم خلال الفترة من 18 حتى 20 أبريل الجاري. وضمَّت أجندة المؤسَّسة العديد من الأنشطة التي سلَّطت من خلالها الضوء على مشاريعها المعرفية ومبادراتها على المستوى العالمي.
وقال سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: "شكَّل معرض لندن الدولي للكتاب فرصة مهمة للتواصل مع الشركاء والمهتمين بمجالات العلم والثقافة والمعرفة على المستوى العالمي. كما أتاح للمؤسَّسة فرصة مميزة لتعزيز مكانتها كمؤسَّسة رائدة في مجال صناعة المعرفة، وأسهم في توسيع دائرة الشراكات والعلاقات التي تربط المؤسَّسة بأهم أقطاب صناعة المعرفة حول العالم".
وأكَّد سعادته على أهمية الحضور والمشاركة في المعارض والملتقيات الدولية، والتي تتيح الفرصة لتبادل الخبرات وتوطيد العلاقات مع أقطاب صناعة الثقافة والمعرفة ومواكبة أحدث الاتجاهات المعرفية، وتسليط الضوء على الإسهامات الهامة التي تقوم بها المؤسَّسة في تعزيز المعرفة في دولة الإمارات وخارجها.
وشملت فعاليات اليوم الأخير من مشاركة المؤسَّسة في المعرض عدداً من الفعاليات والأنشطة والجلسات الحوارية، حيث زار سعادة منصور عبدالله بالهول الفلاسي، سفير دولة الإمارات لدى المملكة المتحدة منصة المؤسَّسة في المعرض بالإضافة إلى وفد من مركز تريندز للبحوث والاستشارات، اطلع على مبادرات وبرامج ومشاريع المؤسَّسة.
ونظَّمت المؤسَّسة في اليوم الختامي جلسة حوارية ضمن سلسلة "حوارات المعرفة" بعنوان "التفاعل مع الجماهير.. الابتكار والأخلاقيات"، استضافت خلالها الصحافية ليلى مغربي، وتحدَّثت خلالها عن البودكاست والإمكانيات التي يتيحه للأفراد والمؤسَّسات في تحويل المحتوى الصوتي إلى مصدر دخل وإيصال الرسالة إلى جمهور واسع.
وأكَّدت مغربي أن التفاعل مع الجماهير يعد عنصرًا أساسيًا في جعل البودكاست ناجحًا، وأنَّه يمكن الحفاظ على هذا التفاعل وزيادته من خلال الابتكار واتباع بعض الأخلاقيات، مشيرةً إلى أن إنشاء البودكاست يتطلب أدوات بسيطة مثل جهاز حاسوب وميكروفون وبرنامج للتعديل، وأنَّه يمكن مع التقدم في المهنة ترقية أدوات التسجيل لرفع جودة الصوت.
وأوضحت مغربي أن المحتوى يمكن أن يكون نصًا أو فيديو، وأنه من الممكن أن يحتوي على مقتطفات من البودكاست ودروس ورسائل دعم من الجمهور والأسئلة والتعليقات والاستطلاعات وغيرها، وأنه يجب الحرص على الصدق والنزاهة في المحتوى وتجنب إرسال معلومات خاطئة، كما يجب الحذر من المحتوى الذي يمتاز بالجودة العالية ولكنه يقدم معلومات خاطئة أو مضللة.
ولفتت مغربي إلى ضرورة الاهتمام بالجمهور وعدم التغاضي عنه بغض النظر عن عددهم، والحرص على تلبية اهتمامهم والتواصل معهم لتحسين جودة المحتوى ورفع مستوى البودكاست، مؤكِّدةً على أهمية الحرص على عدم تقديم محتوى غير مناسب للأطفال أو المحتوى الذي يتطرق لمواضيع خطيرة.
كما نظَّمت المؤسَّسة ندوة نقاشية ضمن "برنامج دبي الدولي للكتابة" بعنوان "الترجمة العلمية.. آفاقها ومستقبلها"، قدَّمها الدكتور غانم السامرائي أستاذ الأدب المقارن والترجمة المشارك بجامعة الشارقة، وتناولت أهمية الترجمة العلمية التي تتطلب مهارات خاصة غير الترجمة، وتتطلب فهمًا عميقًا للموضوعات العلمية والمواد المترجمة.
وأكَّد السامرائي على أهمية عنصر التوطين في الترجمة العلمية للتخلص من الصراع الثقافي بين لغتين، وضرورة إشاعة المصطلحات المترجمة بين الجمهور عبر الصحف والنشرات الإخبارية، وأنَّه يجب التركيز على أهمية استخدام صياغات سلسة ومفهومة للنص المترجم وضرورة الاحتفاظ بجميع المعلومات وعدم التقليل منها.
وأشار السامرائي إلى الجدل القائم بين بعض المترجمين حول استراتيجية التوطين وأهميتها في تحقيق نقل معانٍ النصوص الأصلية، وأنه يمكن استخدام أكثر من استراتيجية لتحقيق ذلك، مشدداً على ضرورة التركيز على أهمية اللغة العربية الفصحى في الترجمة العلمية، والاستخدام الفعال لها والشرح في حال وجود مصطلحات غير مفهومة.
وأوضح السامرائي إلى أن الترجمة يجب أن تكون مرجعًا موثوقًا للمعلومات العلمية، ويجب تجنب الأخطاء والترجمات الخاطئة التي قد تؤدي إلى سوء الفهم والتباس المعلومات، وأنَّه يجب على المترجم أن يكون متخصصًا في المجال الذي يترجمه وأن يكون على دراية بالمصطلحات العلمية المستخدمة في هذا المجال.
واختتم السامرائي بضرورة أن تتوافر المصادر العلمية اللازمة للترجمة، وأن يتم استشارة خبراء في المجال عند الحاجة لذلك، كما يجب الحرص على اختيار المصطلحات المناسبة والمتداولة في المجال العلمي، وتجنب استخدام المصطلحات الجديدة التي لم تصبح شائعة بعد، لافتاً إلى وجوب مراجعة الترجمة بعد انتهائها والتأكد من عدم وجود أخطاء إملائية أو نحوية أو غيرها من الأخطاء اللغوي، وضرورة توفير التدريب اللازم للمترجمين الجدد وتحسين مهاراتهم في الترجمة العلمية.
كما نظَّمت المؤسَّسة جلسة نقاشية ضمن "استراحة معرفة" ناقشت خلالها رواية "دائرة التوابل.. الهوية والرائحة وتاريخ دبي الحديث" للكاتبة صالحة عبيد والتي حاورها الناقد هيثم حسين.
الجدير بالذكر أن جناح المؤسَّسة في معرض لندن الدولي للكتاب احتضن سلسلة من الأنشطة والفعاليات المعرفية على مدى ثلاثة أيام، تضمَّنت مجموعة من الجلسات الحوارية والندوات النقاشية وورش العمل واللقاءات الفكرية والطلابية.